الشارع الموريتاني يترقب أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية

الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز يعلن الترشح للانتخابات من السجن قائلا أنه “يسعى لتدارك ما يمكن تلافيه وتخليص البلد من هذا المأزق الحقيقي”.

نواكشوط – يترقب الشارع الموريتاني ظهور أسماء منافسة للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، مع الإعلام عن تنظيم الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا في 29 حزيران/يونيو ودورة ثانية محتملة في 14 تموز/يوليو حسب مرسوم رئاسي نشر السبت، وسط ضبابية المشهد بشأن مرشحي المعارضة لتباين برامجها السياسية والانتخابية.

ويتوقع أن يكون الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد الشيخ الغزواني (67 عامًا) الذي يقود منذ 2019 هذا البلد المحوري الشاسع بين شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، وقطب الاستقرار في منطقة الساحل في مواجهة انتشار الجهاديين، المرشح الأوفر حظًا في هذه الانتخابات. رغم أنه لم يعلن بعد ترشحه لكن المراقبين لا يشكون في ذلك.

وبحسب مصادر من داخل الحزب الحاكم في موريتانيا فإنه من المقرر طرح مبادرات سياسية لبلورة خطوة الترشح وحشد الإرادة السياسية التي طالب بها الرئيس كضمان لترشحه.

ويمتلك الرئيس الموريتاني غالبية مريحة في البرلمان، إذ حصد حزب الإنصاف الذي يمثل الذراع السياسية للغزواني غالبية عمد البلديات في البلاد.

في المقابل تعيش المعارضة الموريتانية حالة ضعف أثرت في أدائها السياسي، إذ منيت أحزابها التقليدية بخسارة كبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ولم تستطع الفوز بمقعد نيابي واحد. بينما تحتاج إلى التكتل من أجل خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

 

المعارضة الموريتانية تعيش حالة ضعف أثرت في أدائها السياسي بعد أن منيت أحزابها التقليدية بخسارة كبيرة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، بينما تحتاج إلى التكتل من أجل خوض الانتخابات.

وهناك مرشحين دائمين في موريتانيا لم يتعدوا قط حاجز واحد في المئة خلال سبع انتخابات رئاسية هي مجموع عدد الاستحقاقات الرئاسية التي شهدها هذا البلد العربي منذ بداية التعددية السياسية مطلع تسعينيات القرن الماضي. وبعد التباطؤ الاقتصادي بسبب جائحة كوفيد-19 ثم الحرب في أوكرانيا، جعل الغزواني مكافحة الفقر إحدى أولوياته.

وفاز حزبه في الانتخابات التشريعية التي جرت قبل عام بـ107 مقاعد من أصل 176 في البرلمان، متقدما بفارق كبير على حزب التواصل الإسلامي الذي حصل على 11 مقعدا.

وأعلن ثمانية مرشحين حتى الآن أنهم سيشاركون في الانتخابات. من بينهم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز الذي كان في السلطة من 2009 إلى 2019 وحكم عليه في كانون الأول/ديسمبر 2023 بالسجن خمس سنوات بتهمة إساءة استخدام سلطته لجمع ثروة. وكان محاموه قد استأنفوا القرار.

والسبت قال مسؤولون في حزبه جبهة التغيير، الجاري تأسيسه إنّ محمد ولد عبد العزيز سيترشّح “بلا تردّد” لخوض الانتخابات الرئاسيّة “لتخليص البلد من هذا المأزق الحقيقي الذي نحن فيه”.

وعقد الحزب قيد التأسيس مؤتمرا صحفيا مساء السبت في نواكشوط للإعلان عن قرار ترشيح الرئيس السابق الذي دخل في خلاف مع صديقه وسلفه محمد ولد الشيخ الغزواني أسفر عن محاكمته وإدانته بتهم فساد.

 وقال القيادي في الحزب الوزير السابق محمد ولد جبريل، في بيان وقعه الرئيس السابق من سجنه، إن ولد عبد العزيز قرر “تلبية نداء الوطن إيمانا بقدرة الشعب الطامح لغد أفضل”. وأكد أنه “يسعى لتدارك ما يمكن تلافيه وتخليص البلد من هذا المأزق الحقيقي الذي نحن فيه”.

وكانت محكمة موريتانية قد حكمت في كانون الأول/ديسمبر الماضي بسجن ولد عبد العزيز خمس سنوات وحرمانه من حقوقه المدنية والسياسية وأدانته بغسيل الأموال إبان فترة حكمه وهي تهم ينفيها الرئيس السابق ويقول إنه يتعرض لتصفية حسابات سياسية بسبب معارضته للرئيس الحالي. وتولى ولد عبد العزيز رئاسة موريتانيا خلال الفترة ما بين 2009 إلى .2019

كما أعلن الناشط والمعارض الشهير في مجال مكافحة العبودية بيرام الداه عبيدي الذي حل ثانيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، نيته الترشح.

وبموجب بنود المرسوم، تبدأ الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة 14 حزيران/يونيو وتنتهي الخميس 27 حزيران/يونيو عند منتصف الليل.