"الشارقة الثقافية" تحتفي بالتميز والإبداع في المسرح العربي

المسرح استطاع على مدار مساراته أن يرتقي بخصوصيته وهويته، وأن يواكب الحراك الثقافي والإبداعي، ويسهم في انفتاح الفنون على بعضها بعضاً.
المسرح الإماراتي خطا بشكل جاد نحو تأسيس قاعدة مسرحية متقدمة فنياً وفكرياً
إطلالة على مؤرخ الحضارة الإسلامية فؤاد سيزكين

الشارقة ـ صدر العدد (31) – شهر مايو/نيسان من مجلة "الشارقة الثقافية" عن دائرة الثقافة بالشارقة حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان "المسرح العربي: التميز والإبداع": مهد المسرح في الوطن العربي طريقه برؤى إبداعية متميزة، وتعرف الناس إلى دوره التنويري وآمنوا برسالته الحضارية والإنسانية، واستطاع على مدار مساراته أن يرتقي بخصوصيته وهويته، وأن يواكب الحراك الثقافي والإبداعي، ويسهم في انفتاح الفنون على بعضها بعضاً، وفي الحفر عميقاً في جذع الرؤية المستقبلية، كما استطاع أن يلعب دوراً مهماً في التحولات الكبرى وأن يؤطر لصورة نابضة بالجمال والحياة أوصلته إلى خشبات المسارح العالمية.
فيما رأى مدير التحرير نواف يونس في مقالته "من طيات الذاكرة المسرحية" أن المسرح الإماراتي خطا بشكل جاد نحو تأسيس قاعدة مسرحية متقدمة فنياً وفكرياً، منذ بدايات الثمانينيات من القرن الفائت، واستطاع خلال تلك السنوات، أن يكوّن لنفسه تلك الخصوصية على مستوى الذائقة الفكرية والأدبية إلى جانب البعد الجمالي. وأضاف: كنت من المتابعين للجيل المؤسس والمتميز من أبناء الإمارات الذين أصروا برغم كل العقبات والصعوبات على أهمية تفعيل المشهد المسرحي ومشاركته في مشروع التنمية الذي شهده المجتمع الإماراتي.
وفي تفاصيل العدد إطلالة على مؤرخ الحضارة الإسلامية فؤاد سيزكين بقلم خلف محمد أبوزيد، ووقفة مع الفيزياء والعلم العربي في عصور التنوير بقلم يقظان مصطفى، إضافة إلى حوار مع المستشرق والمترجم همفري ديفيز الذي أكد زيادة الاهتمام بالأدب العربي غربياً كما حاوره ضياء حامد.
كما تضمن العدد الجديد جولة في ربوع تونس إحدى حواضر الثقافة العربية الإسلامية بقلم باسم فرات، ونافذة على مدينة دمشق التي يسكنها التاريخ بقلم عرفة عبده علي.
أما في باب "أدب وأدباء" فقد تناول عبده وازن الذكرى العشرين لرحيل الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي المسافر بلا حقائب، وحاور عبدالعليم حريص وزيرة الثقافة المصرية د. إيناس عبدالدايم التي أكدت أن مشروع الشارقة الثقافي نبع ننهل منه جميعاً، وكتب أيمن عبدالسميع عن جورج أورويل الذي استشرف ملامح القرن العشرين، فيما توقف صالح لبريني عند بدر شاكر السياب وقلق القصيدة المفعمة بجماليات الذات، وتناول مجدي إبراهيم أحمد زرزور الذي كتب وغنى للأطفال، أما د. أميمة أحمد فحاورت د. حبيب مونسي الذي أكد أن الناقد حارس على جماليات النص والقيم المجتمعية، وقدم سعيد بوعيطة مداخلة حول التاريخ والبعد الملحمي وتمزق الذات في روايات عبدالرحمن منيف، كما تناولت د. بهيجة إدلبي محمد البساطي شاعر القصة والرواية، بينما حاور محمد الحمامصي الروائي مهند الدابي الذي أكد أنه ملتزم بكشف الحقيقة الإنسانية عبر الخيال، وحاورت سريعة سليم حديد الروائي سالم أنور الشمال الذي رأى أن الأدب ليس سلسلة من المفاجآت المسلية، كما حاور ممدوح عبدالستار وليد علاء الدين الذي قال إن روايات التاريخ برغم الخيال الفني هي محكومة بمناهج بحث علمي، كذلك تضمن العدد إضاءة على تجربة جبور الدويهي الذي يدرّس الفرنسية ويكتب بلغته الأم، وتحقيقاً حول الرواية اليمنية التي تبحث عن ملامحها وأدواتها الحديثة بقلم أحمد الأغبري، إضافة إلى دراسة تناولت خليل الرز وعالمه السحري في روايته "البدل" بقلم عزت عمر.
في باب "فن. وتر. ريشة" نقرأ: بينالي الشارقة الدولي في دورته الـ (14) خارج سياق السائد .. داخل الجديد والمغاير بقلم زياد عبدالله، محمد حواجري وظّف الصبار كفعل مقاوم بقلم محمد العامري، عبدالرؤوف شمعون دمج التجريدية بالواقعية مع ضحكة طفل بقلم جمال عقل، المسرح والصحافة الورقية بقلم الطاهر الطويل، صموئيل بيكيت بين الغياب والحضور بقلم لينا أبو بكر، إبراهيم الهنائي كاتب يؤرخ حركة الشعوب وتطورها بقلم وحيد تاجا، رضا التليلي (لا يزال الفيلم التسجيلي رهين الأرشيف والوثائقي لا يحظى بالاهتمام) حاوره عماد المي، عمر خيرت كرس حياته لفنه وجمهوره بقلم هيا زيدان، فرانس شوبرت خلّف إرثاً بالغ الثراء بقلم فوزي كريم. 

Sharjah Cultural Magazine
الثورة الرقمية.. ثورة ثقافية 

من جهة ثانية، تضمن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، منها: "نجيب الريحاني الضاحك الساخر" – د. محمد صابر عرب، "حسن المسعود.. البناء التصويري للكلمة والفكرة" – خوسيه ميغيل بويرتا، "ملحمة (الأعمال والأيام)" – مصطفى محرم، "علامات فارقة للشعر في الروايات العربية الرائدة" – نبيل سليمان، "سوزان ستيتكيفتش وقراءة منصفة للتراث الشعري العربي" – د. حاتم الصكر، "الأدب والثقافة المزدوجة عند عبدالفتاح كيليطو" – د. يحيى عمارة، "المدينة العربية" – نجوى بركات، "فندقة الآثار الإسلامية" – رياض توفيق،" سليمان العيسى من شعر الوحدة إلى شعر الطفولة" – د. عبدالعزيز المقالح، "(كوخ العم توم) ملحمة أدبية" – مفيد ديوب، "وريثة الدادائية في التشكيل الموازي" – نجوى المغربي، "التجربة الأدبية والعيش في عمق الحياة" – سلوى عباس، "سيرورة الصمت والدهشة" – أنيسة عبود، "السرد احتفاء بالزمن" – د. سعيد بن كراد، "فيلم (كفر ناحوم) وفي قلب الجيحم هناك أمل" – حزامة حبايب، "الأدب الذي تكتبه المرأة" – اعتدال عثمان، "أدب السيرة الذاتية" – د. نفيسة الزكي، "بطرس البستاني من رواد التنوير" – غيثاء رفعت، "الشارقة.. أثينا جهة الوعي بالمسرح" – أنور محمد، "فاطمة العلي رؤية جمالية للتعبير" – حسن حامد، "الشعر كائن في الطبيعة أيضاً" – عمر شبانة، "الخطاب النقدي العربي من الصدى إلى الصوت" – د. صالح هويدي، "مسرحية (أهل الكهف) وتوفيق الحكيم" – علاء عريبي.
وفي باب "تحت دائرة الضوء" قراءات وإصدارات: الثورة الرقمية.. ثورة ثقافية - بقلم افقير عبدالحفيظ، كتاب (سنابل العمر) لمحمد فرحات.. ذاكرة جماعية عن الإنسان حراً وأسيراً – بقلم باسم سامي ضو، أثر التراث العربي في المسرح المصري المعاصر - بقلم نجلاء مأمون، فريد أبو سعدة يطير عالياً - بقلم أشرف البولاقي، شعرية الاغتراب في الخطاب الروائي المعاصر -  بقلم ناديا عمر، (رحيق العالم) حوارات أدبية تكشف عن الجوانب الخفية لمشاهير الإبداع - بقلم سعاد سعيد نوح، غاسل صحون يقرأ شوبنهاور – بقلم سما حسن، تماسك البناء الدرامي وتسلسل الأحداث في قصة (التمساح والزرافة صديقان حقاً) – بقلم مصطفى غنايم.
 ويفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الشعراء والمبدعين العرب، وهي: علي صقر "ريشتي والطفل والبرتقالة" / قصة قصيرة، عدنان كزارة / نقد، عارف حمزة "من دون شاي ساخن" / قصة قصيرة، نوال يتيم "رجل مثقل بالضجر" / قصة قصيرة، رجاء عبدالحكيم الفولي "حياة تمنحها الريح" / قصة قصيرة، إضافة إلى قصائد مغناة من إعداد فواز الشعار.