الشاهد يعترف بفتور العلاقة مع قائد السبسي

رئيس الحكومة التونسية في زيارة رسمية إلى فرنسا شهدت توقيع خمس اتفاقيات تعاون بين باريس وتونس.
يوسف الشاهد يلتقي رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب

باريس - أقر رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد بوجود نفور بين رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية واصفا العلاقة مع رئيس البلاد الباجي قائد السسبسي بـ"المعقدة أحيانا".

وفي مقابلة مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية قال الشاهد أن "رئيس الجمهورية رجل دولة وأنا أتعامل معه في إطار الاحترام الذي ينص عليه الدستور وقد شهدت علاقتنا أحيانا تعقيدات ولكن ذلك كان على مستوى المؤسسات وليس على المستوى الشخصي"

ونفى الشاهد الذي يقوم بزيارة رسمية إلى باريس أن يكون حليف لحزب النهضة الإسلامي.

وقال "لست من أوصل النهضة إلى السلطة. لقد ترأست حكومة وحدة وطنية قائمة على اتفاقات رعاها رئيس الجمهورية. أنا أتولى إدارة شؤون البلاد".

وساءت علاقة الشاهد منتصف العام الماضي بحزبه نداء تونس الذي طالب برحيله وحكومته، ما دفعه للجوء إلى حركة النهضة التي يبدو أنها اختارته لكي يكون حليفا لها بدلا من الرئيس الباجي قائد السبسي.

ورفضت النهضة إقالة حكومة الشاهد وساندته بأصواتها داخل البرلمان أثناء جلسة لتجديد الثقة، طالب بها الرئيس قائد السبسي كحل لإنهاء الأزمة السياسية.

لكن الشاهد لم يؤكد خلال مقابلته مع الصحيفة الفرنسية ما إذا كان سيترشح للانتخابات المزمع تنظيمها هذا العام، وقال مازحاً "لا أفكر في الأمر كل صباح وأنا أحلق ذقني…"، محاكياً بسخرية الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عندما قال إنه يفكر بمنصب الرئاسة "كل يوم عند الحلاقة".

وتابع الشاهد "في ما يتعلق بالانتخابات، طموحي الأول هو أن ننجح في تنظيمها كما فعلنا في الانتخابات البلدية (في أيار/مايو 2018). تلك استحقاقات مهمة بالنسبة إلى ديموقراطية فتية".

في المقابل لا يستبعد مراقبون للشأن التونسي أن تتخلّى الحركة الإسلامية عن الشاهد، خاصة أنها تشترط دعمه مقابل ضمان عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية، وهو شرط يتعارض مع طموحات رئيس الحكومة السياسية.

وينص الدستور التونسي لعام 2014 على إجراء الانتخابات التشريعية قبل 60 يوماً على الأقل من نهاية ولاية البرلمان، أي بين أوائل أكتوبر وأوائل ديسمبر 2019، وبين أواخر أكتوبر وأواخر ديسمبر بالنسبة للانتخابات الرئاسية.

وأعلن عشرات من نواب البرلمان التونسي والوزراء نهاية شهر يناير الماضي، تشكيل حزب جديد يحمل اسم "تحيا تونس" يتزعمه الشاهد يقول مراقبون أنه سيخوض من خلاله الانتخابات القادمة.

ويأتي إعلان الحزب الجديد بعد أشهر من خلافات محتدمة بين قيادات حزب نداء تونس الذي يقوده حافظ قائد السبسي نجل الرئيس التونسي.

والتقى الشاهد، الذي من المقرر أن يتباحث الجمعة مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في وقت سابق رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب.

وقال رئيس الحكومة التونسية إثر المقابلة مبتسما "الثنائي التونسي الفرنسي في وضع جيد في عيد الحب".

وردا على سؤال بشأن مسالة التعامل مع الإسلاميين المتطرفين العائدين إلى بلادهم بعد القتال مع الجهاديين قال الشاهد "إن الأمن تحدي مشترك يشغل بلدينا".

من جهته، قال رئيس الوزراء الفرنسي "المسالة حساسة وهي موضع متابعة بكثير من الاهتمام في ظل تعاون جيد جدا ومع حرص كبير على التكتم" مشيدا بـ"صداقة نحتت في مواجهة تحديات مشتركة".

وأضاف فيليب "أريد أن أشيد بتعزيز تعاوننا والنتائج التي تم الحصول عليها" ضد التطرف وتمويل الإرهاب.

وتم التوقيع بالأحرف الأولى على عدة اتفاقيات من مسؤولين في البلدين خصوصا لتحويل ديون إلى مشروع تنموي لتمويل مشروع مستشفى بقيمة 60 مليون يورو.

اتفاقيات
توقيع الاتفاقيات الثنائية في قصر ماتينيون