الشاهد يعلل التعديل الوزاري بوضع حد للأزمة السياسية

رئيس الحكومة التونسية يقول في جلسة منح الثقة للوزراء المقترحين أنه أجرى التعديل الوزاري لوضع حد للأزمة ولتوضيح الرؤية من مع الحكومة ومن ضدها.
الشاهد يعلن أن حكومته عملت منذ توليها الحكم تحت حالة قصف عشوائي
رئيس الحكومة يؤكد أنه لم يخطر بباله للحظة الإساءة لرئيس الجمهورية

تونس ـ قال رئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، الاثنين إن التعديل الحكومي، الذي أجراه قبل أسبوع، يرمي لوضع حدّ للأزمة السياسية في البلاد.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال جلسة عامة عقدها البرلمان، وخصصها لمنح الثقة لحكومة الشاهد، عقب التعديل الوزاري، وقاطعها نواب حزب نداء تونس (51 نائبا/ 217)، الرافضين للتعديل.

وأضاف الشاهد، أن حكومته "عملت منذ توليها الحكم (أغسطس/ آب 2016) تحت حالة قصف عشوائي، وكانت النيران الصديقة أقوى من نيران المعارضة"، في إشارة ضمنية إلى الخلاف المتفجّر بينه وبين المدير التنفيذي لنداء تون" حافظ قايد السبسي، نجل الرئيس الباجي قايد السبسي.

وأوضح الشاهد، أنه أجرى التعديل الوزاري لـ"وضع حد للأزمة السياسية، ولتوضيح الرؤية؛ من مع الحكومة ومن ضدها".

كما شدد أن التعديل جرى في ظل "احترام تام للدستور"، وأن "لرئيس الحكومة الحرية المطلقة في القيام بتعديل طالما لم يتعلق الأمر بحقائب الخارجية والدفاع".

وثمن الشاهد، "التصريحات الأخيرة للرئيس السبسي، والتي أكد فيها على علو الدستور، وأنها المخرج الوحيد لحل أي أزمة سياسية".

ولفت إلى أنه "لم يخطر ببالنا للحظة لا الإساءة للرئيس السبسي، ولا الانتقاص من الدور الذي يلعبه في نظامنا السياسي".

وأشار رئيس الحكومة، إلى وجود "أشخاص (لم يذكرهم) يحاولون إثارة الفتنة بيننا وبين الرئيس، خدمة لمصالح ضيقة، لكن لن تحصل، لأننا نعترف بالدور التاريخي للسبسي، في الانتقال الديمقراطي".

وحول عمل حكومته في المرحلة المقبلة، قال الشاهد، إن "المحاور الكبرى ستتركز أساسا حول الاقتصاد من خلال مزيد من دعم مؤشرات النمو والاستثمار".

كما ستتركز أيضا حول المجال الاجتماعي عبر "محاربة التضخم والتحكم في الأسعار، واتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 2019".

وحضر الجلسة 163 نائبا من أصل 217، فيما يتطلب منح الثقة لأعضاء الحكومة الجدد موافقة الأغلبية المطلقة للنواب، أي 109 نائب.

والأسبوع الماضي، أعلن الشاهد تعديلا وزاريا موسعا، شمل 13 حقيبة وزارية و5 مساعدي وزراء، في خطوة يقول مراقبون إنها شكلت توازنات سياسية جديدة بالبلاد.

وضمت التشكيلة الجديدة 29 وزيرا و10 كُتاب دولة، بعد مفاوضات شملت أطيافا سياسية متعددة وغابت عنها، رسميا، حركة "نداء تونس"، أحد قطبي الائتلاف الحاكم بالبلاد.

وأفاد رئيس كتلة حزب حركة نداء تونس الفائز بانتخابات 2014، في البرلمان سفيان طوبال بأن أغلب نواب الحزب لن يحضروا الجلسة العامة ولن يمنحوا أصواتهم للتعديل الحكومي.

وقال طوبال "لم يتم احترام إجراءات التعديل، ونحن نعتبر التعديل سياسي، ولا يستجيب لمشاغل التونسيين المرتبطة بالأزمة الاقتصادية والاجتماعية". وأضاف "نرى التعديل محاولة انقلاب على نتائج انتخابات 2014 إذ أن رئيس الحكومة لم يقم بمشاورات مع الحزب قبل إعلان التعديل".