الشاهد يكسب جولة ضد معارضيه مع وزير الداخلية الجديد

برلمان تونس يمنح الثقة لهشام الفراتي بأغلبية كبيرة في حين تتعالى الاصوات المنادية باستقالة الحكومة.
الغنوشي لا يرى مصلحة في الإطاحة بالحكومة
كتلة نداء تونس تطالب بطرح الثقة في الحكومة بأكملها

تونس - منح البرلمان التونسي في جلسة عقدت ليل السبت الثقة لوزير الداخلية الجديد الذي عينه رئيس الحكومة مؤخرا وسط ازمة سياسية حادة تشهدها البلاد ومطالب باستقالة الحكومة.
وكان رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قد عيّن الثلاثاء هشام الفراتي وزيرا للداخلية خلفا للطفي براهم الذي اقيل اوائل حزيران/يونيو على خلفية جدل اثاره مقتل عشرات المهاجرين وغالبيتهم من التونسيين في جزيرة قرقنة (شرق).
ومنح 148 نائبا الثقة للفراتي مقابل اعتراض 13 نائبا وتحفظ ثمانية نواب.
وجاء منح الثقة لوزير الداخلية الجديد في وقت تزايد فيه الضغط على الشاهد لتقديم استقالته بسبب استمرار الازمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
وفي 6 حزيران/يونيو اعلنت رئاسة الحكومة التونسية اقالة براهم وتعيين وزير العدل غازي الجريبي مكانه بالانابة.
وعلل رئيس الحكومة التونسية اختيار الفراتي باحتكامه الى ثلاثة معايير "أولها الكفاءة وثانيها القرب من المؤسسة الأمنية وثالثها البعد عن التجاذبات السياسية".
واوضح الشاهد في كلمة لتقديم الوزير الجديد امام النواب "لا بد من ان تكون المؤسسة الامنية محايدة وبعيدة عن كل توظيف وهذه نظرتنا للمؤسسة الامنية".
وأضاف "قلة التوافق السياسي عطل التحوير الوزاري الجزئي. لكن تعيين وزير الداخلية لا يمكن أن نصبر عليه".

قلة التوافق السياسي عطل التحوير الوزاري الجزئي. لكن تعيين وزير الداخلية لا يمكن أن نصبر عليه

واشار الى ان وزير الداخلية الجديد سيعمل وفقا لخارطة طريق من اولوياتها مكافحة الارهاب.
وتؤكد الحكومة التونسية على استقرار الوضع الامني مع الدعوة الى اليقظة المستمرة. وفي 8 تموز/يوليو الحالي استهدف هجوم دورية أمنية في منطقة حدودية مع الجزائر (غرب) قتل فيه ستة عناصر أمن وجرح ثلاثة آخرون، وأعلنت "كتيبة عقبة بن نافع" مسؤوليتها عنه.
وشغل الفراتي البالغ 52 عاما والمجاز بالقانون منصب مدير ديوان وزير الداخلية منذ عام 2015. كما شغل منصب محافظ المنستير (شرق) عام 2011.
ومنذ اشهر تطالب أحزاب سياسية عدة في تونس بينها جناح في حزب نداء تونس بزعامة حافظ قائد السبسي نجل الرئيس الباجي قائد السبسي اضافة الى الاتحاد العام التونسي للشغل باستقالة الشاهد بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وطالبت كتلة نداء تونس البرلمانية السبت الشاهد بطرح الثقة في حكومته كاملة أمام البرلمان في مدة لا تتجاوز 10 أيام.

الفراتي سيعمل ضمن 'خارطة طريق' من أولوياتها مكافحة الارهاب
الفراتي سيعمل ضمن 'خارطة طريق' من أولوياتها مكافحة الارهاب

وقال رئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال خلال مؤتمر صحفي انعقد بمقر البرلمان بحضور حافظ قائد السبسي إن الحركة بعد سلسلة من الاجتماعات على مستوى الكتلة النيابية تعلن أنها ضد الطريقة التي تم بها تعيين وزير الداخلية الجديد.
وأضاف أن نداء تونس يرى في طريقة التعيين إقصاء للحزب بعدم التشاور معه.
وقد صرح الرئيس التونسي في حوار بثته قناة خاصة قبل نحو اسبوعين واثار جدلا ان امام رئيس الحكومة اما "الاستقالة او الذهاب للبرلمان" لتجديد الثقة اذا استمرت الازمة السياسية.
ويرفض حزب النهضة الإسلامي تغيير رئيس الحكومة ويدعو إلى تعديل جزئي.
وقال رئيس الحركة راشد الغنوشي السبت إن حركته لا ترى مصلحة في الإطاحة بالحكومة لأن ذلك سيدخل البلاد في فراغ لمدة 3 أو 4 أشهر، مشيرا أن ذلك جعلهم يطالبون بتعديل وزاري في حده الأدنى.
وفي رده على دعوات التنحي قال الشاهد "الحديث عن تغيير الحكومة سيكون له مخاطر على الاقتصاد وعلى التزامات الدولة وأولوياتها" وأكد تحسن المؤشرات الاقتصادية منذ توليه رئاسة الحكومة عام 2016.