الشخصيات السياسية المخالفة لقواعد فيسبوك لن تفر من العقاب

فيسبوك تعلق حساب الرئيس الاميركي السابق ترامب لسنتين وتؤكد أن الشخصيات السياسية ستعاقب أسوة بالمستخدمين الآخرين إذا انتهكت قواعدها وخصوصا في حال التضليل الاعلامي.

واشنطن – اعلن موقع فيسبوك الجمعة تعليق حساب الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب لعامين، لافتا ايضا الى أن الشخصيات السياسية ستعاقب أسوة بالمستخدمين الآخرين ولن تفر من المحاسبة إذا انتهكت قواعد المنصة الاجتماعية، وخصوصا في حال التضليل الاعلامي.
وقال الموقع الاميركي الشهير إن ترامب لن يستطيع العودة إلا "مع زوال الاخطار التي تهدد أمن الرأي العام"، وذلك بعدما علق حسابه موقتا في السابع من كانون الثاني/يناير لتشجيعه أنصاره خلال اقتحامهم مبنى الكابيتول في واشنطن، في قرار غير مسبوق.
وقال نائب رئيس الشؤون العالمية على فيسبوك نك كليغ "نظرا لخطورة الملابسات التي أدت إلى تعليق (حساب) السيد ترامب، نعتقد أن أفعاله تشكل انتهاكا صارخا لقواعدنا وتستحق أقصى عقوبة متاحة بموجب بروتوكولات الإنفاذ الجديدة".
واضاف "إذا قدرنا أنه لا يزال هناك خطر جسيم على السلامة العامة، فسنمدد التقييد لفترة محددة وسنواصل إعادة التقييم حتى يتراجع هذا الخطر".
وعلقت شركة فيسبوك ترامب على منصتها لفترة زمنية تعتبر طويلة وهو قرار ارتكزت عليه الأنظار لمعرفة مؤشرات على طريقة تعامل الشركة في المستقبل مع زعماء العالم الذين يخالفون القواعد.
وكان مجلس الرقابة في شركة فيسبوك أيد الأربعاء تعليق حساب ترامب، لكنه قال إن الشركة أخطأت عندما جعلت التعليق لأجل غير مسمى ومنحها ستة أشهر لتقديم "رد مناسب".
ومع انتهاء تعليق حساب ترامب لمدة عامين، سيكلف فيسبوك خبراء لتقييم ما إذا كان نشاطه على الشبكة الاجتماعية لا يزال يهدد السلامة العامة.
ووصف ترامب حظره من منصات التكنولوجيا على غرار فيسبوك وتويتر بأنه "وصمة عار كاملة" وقال إن الشركات "ستدفع ثمنا سياسيا".
وقبل تعليق حساب ترامب على تويتر كان لديه أكثر من 80 مليون متابع، وفي الأسبوع الذي أعقب حظره تراجعت المعلومات الخطأ حول تزوير الانتخابات عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي بنسبة 73 في المئة تقريبًا.
وقال الرئيس السابق في بيان إن "قرار فيسبوك إهانة لـ75 مليون شخص (...) صوتوا لنا في الانتخابات الرئاسية المزورة لعام 2020". وأضاف "ينبغي عدم السماح لهم بالإفلات بهذه الرقابة وكم الأفواه، وفي النهاية سنفوز. لا يمكن لبلدنا تحمل هذه الانتهاكات بعد الآن!".
لكن أنجيلو كاروسون من مجموعة "ميديا ماترز فور أميركا" ذات الميول اليسارية، وصف قرار فيسبوك بأنه خطير، قائلا إنه إذا تمت إعادة ترامب "ستبقى المنصة قدرا يغلي بالتطرف والتضليل والعنف".
وشجب نشطاء في مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجلس الرقابة الحقيقي على فيسبوك"، الخطوات الأخيرة للشبكة الاجتماعية باعتبارها متأخرة وغير كافية.
وقالت المجموعة في بيان "لم يحتج فيسبوك إلى مجلس رقابة بتكلفة 130 مليون دولار وفريق من أساتذة القانون ليخبروهم أن الديكتاتوريين والمتسلطين كانوا يعيثون فسادا في منصاتهم"، بقد تم تعليق حسابي ترامب على فيسبوك وانستغرام بعد نشره مقطع فيديو أثناء هجوم مؤيدين له على مبنى الكابيتول رافضين لخسارته في الانتخابات، توجه فيه لهم بالقول "نحبكم، أنتم مميزون جدا".
ومنح المجلس ستة أشهر لتبرير سبب وجوب أن يكون حظره دائما، ليلقي بذلك الكرة في ملعب رئيس الشركة مارك زاكربرغ ويسلط الضوء على نقاط الضعف في خطة التنظيم الذاتي للمنصة.
وشدد زاكربرغ على إيمانه بأن الشركات الخاصة ينبغي الا تتحول جهة قضائية عندما يتعلق الأمر بما يقوله الناس.
ومجلس الرقابة الذي تم إنشاؤه كجزء من رؤية زاكربرغ لانشاء "محكمة عليا" لاتخاذ قرارات المحتوى الصعبة، قال إنه بدأ مراجعة القرار الأخير بشأن ترامب "وسيقدم مزيدا من التعليقات بمجرد اكتمال هذه المراجعة".
- رفع الحصانة -
كان هناك ثغرة في قواعد فيسبوك سمحت لترامب بمواصلة نشر مزاعم ثبت زيفها.
وأعلن فيسبوك أنه لن يتعامل مستقبلا مع منشورات السياسيين بشكل مختلف عن بقية المنشورات.
ورحب نائب مدير "مركز ستيرن" في جامعة نيويورك بول باريت بالخطوة التي أعلنها موقع فيسبوك.
وقال باريت "أظهر دونالد ترامب كيف يمكن لزعيم سياسي استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتقويض المؤسسات الديموقراطية مثل الانتخابات والتداول السلمي للسلطة".
وأضاف أن "فيسبوك كان له ما يبرر حظر ترامب من منصاته، والآن قررت الشركة بشكل صائب فرض قواعدها بقوة أكبر ضد الشخصيات السياسية الأخرى أيضا". 
بعد طرده من أبرز مواقع التواصل الاجتماعي، لا يبدو الرئيس الأميركي السابق مستعدا للاستسلام اذ اكدت مصادر مقربة منه عزمه اطلاق موقع للتواصل الاجتماعي "ثوري".
وجاء الاعلان المتوافق مع شخصية ترامب الصدامية والرافضة للهزيمة على لسان واحد من أكبر مستشاريه وهو جايسون ميلر.
وقال ميلر لمحطة فوكس نيوز إن الرئيس السابق سيعود لمواقع التواصل الاجتماعي لكن باستخدام تطبيق خاص "سيغير قواعد اللعبة للأبد".