الشعيرات الدموية للعين ترصد الزهايمر مبكرا

فحص التصوير البصري المقطعي التوافقي يقيس تغيرات تحدث في الشعيرات الدموية بدقة، ويجعل العين مرآة مثالية لما يحدث في المخ.

واشنطن - أظهرت دراسة أميركية حديثة أن انخفاض الشعيرات الدموية في الجزء الخلفي من العين يعتبر طريقة جديدة غير موسّعة لتشخيص الضعف الإدراكي المبكر، وهو مقدمة للإصابة بمرض الزهايمر.
الدراسة أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة "نورث ويسترن" الأميركية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (PLOS ONE) العلمية.
وأوضح الباحثون أنه من المعروف أن مرضى الزهايمر ينخفض لديهم تدفق الدم في شبكية العين والأوعية الدموية، ولكن لم يكن معروفا ما إذا كانت هذه التغيرات موجودة أيضا لدى الأفراد الذين يعانون مرض الزهايمر المبكر، أو الضعف الإدراكي المعتدل، والذين لديهم مخاطر أكبر لخطر الإصابة بالخرف.
وللتوصل إلى نتائج الدراسة، راقب الفريق 32 مشاركا خضعوا للاختبار المعرفي، لاكتشاف إصابتهم بالضعف الإدراكي، كما خضعوا بالتزامن لفحص التصوير البصري المقطعي التوافقي، الذي يسمح للأطباء بالحصول على صور عالية الجودة للأوعية الدموية للعين.

الزهايمر
فقدان الذاكرة

وأشار الباحثون أن ما يميز هذه الطريقة، أنها تكشف التغيرات الوعائية في العين البشرية بطريقة غير جراحية، باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء، ودون الحاجة إلى الأصباغ أو أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي باهظة الثمن.
وأضافوا أن فحص التصوير البصري المقطعي التوافقي يقيس التغيرات التي تحدث في الشعيرات الدموية بتفاصيل رائعة وبدقة لا مثيل لها، ما يجعل العين مرآة مثالية لما يحدث في المخ.
وقالت الدكتورة أماني فوزي، قائدة فريق البحث: "فحص الشعيرات الدموية في العين، يمكن أن يوفر نوعا إضافيا من العلامات الحيوية لتحديد الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر".
وأضافت أنه "عند اكتشاف انخفاض الشعيرات الدموية في الجزء الخلفي من العين، يمكن بعد ذلك متابعة هؤلاء الأفراد عن كثب، ويمكن أن يكونوا مرشحين رئيسيين للعلاجات الجديدة التي تهدف إلى إبطاء تقدم الزهايمر، أو منع ظهور الخرف".
ومرض الخرف، هو حالة شديدة جدا من تأثر العقل بتقدم العمر، وهو مجموعة من الأمراض التي تسبب ضمورا في الدماغ، ويعتبر الزهايمر أحد أشكالها، ويؤدي إلى تدهور متواصل في قدرات التفكير ووظائف الدماغ، وفقدان الذاكرة.
ويتطور المرض تدريجيا إلى فقدان القدرة على القيام بالأعمال اليومية، والتواصل مع المحيط، وقد تتدهور الحالة إلى درجة انعدام الأداء الوظيفي.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن عدد المصابين بالخرف في 2015، بلغ 47.5 مليونا، وقد يرتفع بسرعة مع زيادة متوسط العمر وعدد كبار السن.