الشميري يتفاعل مع قامات فكرية وإبداعية سامقة

المؤلف يرى أن الإنسان المعاصر يعيش في مرحلة اضطراب فكري ومعيشي وحياتي شامل، وحالة كثيفة من الفساد والعزلة النفسية.
تحطم شكيمة التماسك الاجتماعي والنسق القيمي الشائع
إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي

بيروت ـ في كتابه "قامات فكرية وإبداعية سامقة" يعتبر د. سمير عبدالرحمن هائل الشميري أن الإنسان المعاصر يعيش في مرحلة اضطراب فكري ومعيشي وحياتي شامل، وحالة كثيفة من الفساد والعزلة النفسية والصعود الفوضوي للتعصّب والتشظّي والتيبّس العقلي والفكري الكئيب، إضافة إلى اضطراب التأقلم والهوية والقلق الزماني والمكاني والعاطفي في زمن تخلخل فيه الإبداع والإنتاج الفكري وتحطّمت فيه شكيمة التماسك الاجتماعي والنسق القيمي الشائع.
وفي ضوء هذا الانهيار المعرفي وتراجع دور الفكر وبروز أصوات حجبت صور المبدعين الحقيقيين، جاءت فكرة هذا الكتاب الذي يقدم خلاله مؤلفه إضافة معرفية مهمة وغنية تسهم في إعادة تشكيل الوعي الاجتماعي والثقافي للإنسان العربي وفي أكثر من مجال. إذ يحتوي الكتاب نصوصاً إبداعية وفكرية وتنويرية لقامات فكرية وإبداعية سامقة تركت آثاراً حميدة في عقول القراء منذ زمن صدورها وإلى اليوم.
وبناء على ما تقدم يضم الكتاب بحوثاً متنوعة في موضوعاتها ومنها دراسة البصمات التنويرية لـ محمد علي لقمان، والخطاب التنويري لـ أحمد محمد نعمان، وأهم قسمات هذا الخطاب التنويري. كما يتناول الكتاب سوسيولوجيا العاطفة والإبداع عند الشاعر لطفي جعفر أمان، وتأثير التنشئة الاجتماعية على موهبة هذا الشاعر مع توضيح الذكاء العاطفي ومفردات سوسيولوجيا الإبداع الشعري عند الأخير. 

في بوتقة التضامن مع صحيفة "الأيام"
بحوث متنوعة 

كما يسلط الكتاب الضوء على الشاعر عبدالرحمن فخري الذي يتميز شعره بالغموض واللمسات الفنية الراقية. ثم يطلّ الكتاب على إبداعات القاص أحمد محفوظ عمر الذي يخط أفكاره في مساحة صمت لافتة مع تقديم المؤلف لمشاهد بانورامية قصصية من إبداعاته.
إلى ذلك، يخصص الكتاب مساحة واسعة لاستعراض مكانة صحيفة "الأيام" العدنية في الفضاء الإعلامي وتأثيرها الكاسح في الفضاء العمومي، وكواليس محاربة هذه الصحيفة وحجبها ومصادرتها من قبل السلطة.. 
وأخيراً يرفق الكتاب (ملحقات)، وهي عبارة عن مقالات لمؤلف هذا الكتاب الشميري يعتبرها تصب في بوتقة التضامن مع صحيفة "الأيام" وضد ممارسات الإرهاب والمنع والحجر والتضييق عليها والعذابات التي تعرضت لها هذه الصحيفة الشائقة، مع إشارات مكثفة إلى الوضع العام المأزوم في بلاده والذي يئن بالفساد والظلم والشقاء والفقر والفوضى كما يراه المؤلف.     
صدر الكتاب عن ثقافة للنشر والتوزيع وجاء في 216 صفحة.