الشيخوخة السكانية تفتح شاهية الروبوتات لوظائف جديدة

دراسة حديثة تجد ان أن البلدان اين يتواجد عمال أكبر سنا تستخدم الإنسان الآلي على الأرجح وبفارق كبير عن غيرها من البلدان.

واشنطن - أصبح الإنسان الآلي يتولى الوظائف بأسرع وتيرة في أنحاء العالم في المناطق التي تشهد أسرع زيادة في معدلات الشيخوخة.

هذا هو ما خلصت له دراسة جديدة بحثت في بيانات سكانية وصناعية في 60 بلدا ووجدت صلة قوية بين استخدام أجهزة الروبوت وشيخوخة القوة العاملة، التي تشير إلى نسبة العمال في سن 56 أو أكثر بالمقارنة مع من هم في الفئة العمرية بين 21 و55 عاما. وركزت الدراسة على المناطق الصناعية بالذات.

وكشف البحث أن عنصر العمر وحده يمثل 35 بالمئة من الاختلاف بين البلدان في استخدام أجهزة الإنسان الآلي، إذ تَبين أن البلدان التي لديها عمال أكبر سنا تستخدم هذه الأجهزة على الأرجح وبفارق كبير عن غيرها من البلدان.

ويتفق هذا البحث مع اتجاه طويل الأمد في بلدان مثل كوريا الجنوبية وألمانيا حيث تزيد شيخوخة القوة العاملة على نحو سريع. والدولتان من ضمن الدول التي تستخدم أجهزة الروبوت بأسرع وتيرة.

واكتشف البحث نمطا مماثلا في الاقتصاد الأميركي حيث تشهد المناطق الحضرية التي بها قوة عاملة أكبر سنا استخداما واسعا للإنسان الآلي بعد 1990.

آمال يابانية كبيرة معلقة على السيارات الروبوتية

والسيارات ذاتية القيادة التي تعد وجها اخر للروبوتية مدفوعة ايضا في دول مثل اليابان بهاجس التهرّم السكاني.

وباتت اليابان سنة 2020 أوّل بلد في العالم يسمح باعتماد نظام قيادة مستقلّة من المستوى الثالث على الطرق العامة هو مدمج في مركبات من صنع "هوندا".

وتكثّف البلاد الجهود لتطوير الحافلات المستقلّة والروبوتات التاكسي إدراكا منها لصعوبات التنقّل التي يواجهها كبار السنّ المتزايد عددهم في البلد.

ومنذ العام 2018، تجرّب "نيسان" هذا الروبوت التاكسي الذي يحمل اسم "إيزي رايد" مع مشغّل يعمل بخفر على متنه للتدخّل في حالات الطوارئ.

وكانت الشركة اليابانية تعتزم في بادئ الأمر إطلاق هذه الخدمة في مطلع العام 2020، لكنها باتت اليوم أكثر تحفّظا في شأن الموعد.

وقال كازوهيرو دوي نائب رئيس "نيسان" المكلّف بالأبحاث إن "المجتمع لا يتقبّل بعد على نطاق واسع هذا النوع من المركبات. فقليلون هم الذين جرّبوها والمسألة صعبة فعلا بلا تجربة... ولا شكّ في أن الأمر سيستغرق وقتا".

غير أن اليابان تسابق الزمن في ظلّ تراجع عدد سكانها وقد بات 29 % منهم في الخامسة والستين وما فوق، وهو معدّل قياسي على صعيد العالم. كما أن معدّل الخصوبة فيها منخفض جدّا.

وأعربت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة (ميتي) في تقرير حديث عن قلقها من تداعيات هذا الوضع على شبكة المواصلات، في ظل نقص "حادّ" في اليد العاملة في هذا المجال وحوادث مرورية مردّها تقدّم السائقين في السنّ وانعزال متزايد للمسنّين.