الشيخ محمد بن زايد يبحث في لندن التعاون الاستراتيجي بين الإمارات وبريطانيا

بعد لقاء ماكرون بباريس، الشيخ محمد بن زايد يلتقي بوريس جونسون في لندن ضمن جولة تعكس إستراتيجية إماراتية تقوم على تنويع الحلفاء وتوسيع خارطة الشركاء في كل المجالات.
الشيخ محمد بن زايد بحث الشراكة الإستراتيجية بين أبوظبي ولندن وباريس
إستراتيجية إماراتية تقوم على تكوين شبكة من التحالفات البديلة

لندن –وصل  ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مقر رئاسة الوزراء البريطانية رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون في مستهل زيارة رسمية للمملكة المتحدة، تأتي عقب زيارة لفرنسا التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد الرئيس ايمانويل ماكرون.

وبحث الشيخ محمد بن زايد خلال الزيارتين الشراكة الإستراتيجية بين فرنسا والإمارات من جهة وبريطانيا والإمارات من جهة أخرى، بالإضافة إلى مجمل المسائل الإقليمية.

 وينزّل المراقبون الزيارتين ضمن إستراتيجية إماراتية تقوم على تكوين شبكة من التحالفات البديلة في ظل السياسات الأميركية المتقلّبة حساب أمن الخليج العربي.

وتتنوع الشراكات التي تعمل على بناءها الإمارات انطلاقا من هذه الإستراتيجية. ففرنسا شريكا جيدا في مجال تنويع مصادر السلاح. كما باتت الإمارات “شريكا استراتيجيا أساسيا” لفرنسا في الشرق الأوسط، وهي ثاني شركاء فرنسا التجاريين في الخليج بعد السعودية. كما يجمع بين البلدين تحالف متين في الحرب على الإرهاب.

وقال بيان لوكالة الأنباء الإماراتية إن الشيخ محمد بن زايد بحث مع ماكرون علاقات الصداقة والشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين والفرص الواعدة لتطويرها وتنميتها في مختلف الجوانب، إضافة إلى عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأضافت أن ولي عهد أبوظبي أشار خلال اللقاء إلى استمرار التشاور وتبادل وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي خلال الفترة الماضية، وأن هذه اللقاءات المباشرة تعمق من علاقات الجانبين وتجسد ما وصلت إليه من تطور.

نقاط اتفاق كثيرة تجمع بين الطرفين
نقاط توافق عديدة تجمع بين الطرفين

وتبادل الطرفان خلال اللقاء وجهات النظر بشأن المستجدات الإقليمية خاصة التطورات الجارية في أفغانستان، حيث أعرب إيمانويل ماكرون عن شكر فرنسا وتقديرها للدعم الذي قدمته الإمارات في عملية إجلاء الرعايا الأجانب من كابول.

وأكد الجانبان أهمية ”دفع الجهود باتجاه ترسيخ الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، من خلال الحلول الدبلوماسية والحوار الفاعل، بما يحقق تطلعات الشعوب إلى البناء والتنمية والعيش بسلام واستقرار“.

وفيما يتعلق بالجوانب المتعددة الأطراف، قرر الزعيمان العمل بالتشاور الوثيق داخل  مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي ستندمج فيه دولة الإمارات العربية المتحدة في يناير المقبل. وأعلنا عن دعمهما المشترك للمبادرات الصحية متعددة الأطراف.

وبالمثل، تناولت زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى لندن المتغيرات الإقليمية وتطوير الشركات بين البلدين الذين  تجمعها دبلوماسية قوية وعلاقات دفاعية وأمنية واقتصادية وتاريخية متينة، بالإضافة إلى شراكتهما في الحرب على الإرهاب والتعاون من أجل ضمان أمن المنطقة واستقرار الخليج، الذي يعد منطقة إستراتيجية تقليدية لبريطانيا.

ويؤطّر المراقبون جولة الشيخ محمد بن زايد "الأوروبية" ضمن سياق المتغيرات الداخلية الإماراتية من حيث السعي لتجاوز مرحلة كوفيد-19 وتأثيراتها على الاقتصاد عبر عقد صفقات واتفاقيات تجارية جديدة ومنوعة، ومن حيث السياقين الإقليمي والعالمي يتعلق بالسياسة الأميركية والاتفاق النووي مع إيران وصولا إلى تطورات الوضع في أفغانستان وأيضا التغيرات التي طرأت على العلاقات بين الإمارات وقطر والإمارات وتركيا.

ويلفتون إلى الإمارات طورت منذ سنوات سياسة دفاعية خاصة بها تقطع مع نظام الحلف الواحد بما يتماشى مع السياسات الدولية الراهنة، فالعالم اليوم لم يعد أحادي القطبية بل تتعدد قوّاته، وواشنطن وإن تظل حليفا هاما ورئيسيا، إلا أن قرارها تقليص وجودها العسكري وسحب منظومة صواريخ باتريوت من المنطقة، فضلا عن موقف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن القاضي بوقف بيع الأسلحة للسعودية والإمارات، في خطوة لا مبرر لها، يفتح المجالات لشركاء آخرين ويدفع الإمارات إلى تنويع خارطة تحالفاتها بما يحمي أمنها الاستراتيجي وأمن المنطقة عموما.أمن المنطقة.