الصادق المهدي لن يترشح لرئاسة السودان إلا بانتخابات

زعيم حزب الأمة المعارض سيدرس الترشح لرئاسة السودان فقط في حال إجراء انتخابات وليس خلال الفترة الانتقالية.

الخرطوم - حذر زعيم المعارضة السودانية الصادق المهدي اليوم الخميس من انقلاب مضاد في البلاد في حال لم يتوصل المجلس العسكري والمعارضة لاتفاق يتم بموجبه تسليم السلطة إلى حكومة مدنية خلال الفترة الانتقالية.

وقال زعيم حزب الأمة في مقابلة إن السودان "قد يواجه انقلابا مضادا إذا لم يتوصل المجلس العسكري والمعارضة لاتفاق بشأن تسليم السلطة".

وعبر المهدي عن اعتقاده بأن المجلس العسكري سيسلم السلطة للمدنيين في حالة الخروج من المأزق الحالي.

وأضاف أنه سيدرس الترشح للرئاسة فقط في حال إجراء انتخابات وليس خلال الفترة الانتقالية.

وكان المجلس العسكري قد أعلن أمس الأربعاء في بيان عن مواصلة الحوار مع قادة الاحتجاجات (قوى الحرية والتغيير)، والتعويل على نتائج اجتماعه معها؛ بهدف استئناف مفاوضات شاملة حول مستقبل البلاد.

وجاء البيان بعد 3 أيام من إعلان قوى الحرية والتغيير، تعليق التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي.

وتمثل قوى الحرية والتغيير تحالفا يضم خمسة كيانات بينها تجمع المهنيين وقوى نداء السودان وأحزاب معارضة منها حزب الأمة، ويتولى حاليا قيادة الحراك السوداني الذي انطلق منذ أواخر العام الماضي.

والاثنين، أعلن حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي  رفضهما أيضا المشاركة في الحكومة الانتقالية، وطالبا المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية.

وقال حزب الأمة في بيان "ما يزال شعبُنا في ساحات الاعتصام، مصمما على تحقيق مطالب ثورتِه، كاملة غير منقوصة".

وأضاف أنه لا يثق في "نوايا وأجندة بعضِ أعضاء المجلس العسكري، وسعيُهم إلى إعادة إنتاج النظام السابق، ورعاية الثورة المضادة، وذلك بالمماطلة والتسويف في نقل السلطة إلى حكومة مدنية ممثلا فيها الجيش".

ودعا الحزب المعارض المجلس العسكري إلى "الاستجابة الفورية بنقل السلطة إلى قـوى إعلان الحرية والتغيير، بوصفها أكبر المكونات الوطنية في الساحة، والتي قادت الحراك الثوري الراهن، بتؤدة وبصيرة".

وأعلن الصادق المهدي تأييده للمظاهرات ضد البشير منذ بدايتها في ديسمبر الماضي، حيث تزامنت عودته من العاصمة البريطانية لندن التي استقر فيها لنحو عام، إلى السودان مع تصاعد الاحتجاجات في العديد من المدن السودانية.

ودعا المهدي آنذاك إلى انتقال ديمقراطي أمام الآلاف من مؤيديه الذين كانوا في استقباله.

وتولى زعيم حزب الأمة رئاسة الحكومة بين عامي 1966 و1967 ومرة ثانية بين عامي 1986 1989 وهي آخر حكومة تم انتخابها ديمقراطيا في السودان، قبل أن يطيح بها انقلاب نفذه الرئيس المخلوع عمر البشير.

وفي 11 أبريل/نيسان الجاري، عزل الجيش السوداني عمر البشير من الرئاسة بعد 3 عقود من حكمه البلاد، على وقع احتجاجات شعبية متواصلة منذ نهاية العام الماضي.

وشكّل الجيش مجلسا عسكريا انتقاليا، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط خلافات مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة.