الصادق المهدي يدعو إلى توحيد مبادرات الوساطة في السودان

رئيس حزب الأمة السوداني يؤكد على أهمية تشكيل كيان واحد من كافة المبادرات ليكون الوسيط الرئيسي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.

الخرطوم - دعا الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان، اليوم الاثنين، إلى تشكيل كيان وطني موحد من كافة المبادرات السودانية، للوساطة بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير التي تقود الاحتجاجات في البلاد.
وقالت وكالة الأنباء السودانية (سونا) إن المهدي  بحث اليوم الاثنين مع رئيس مبادرة التيار المهني الحر، حسين الضو، ترتيبات الفترة الانتقالية، وإمكانية عقد مائدة مستديرة لكافة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني السوداني
وأكد المهدي على أهمية تشكيل كيان واحد من كافة المبادرات ليكون الوسيط الوطني الرئيسي بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير.

وأشار إلى وجود عدة مبادرات وطنية وأجنبية من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين، لكن تبقى المبادرات الوطنية الأقرب إلى وجدان الطرفين، داعيا لأن تكون المبادرات الوطنية هي الأساس وأن الجهود الدولية يجب أن تكون داعمة لها.

وتسعى مبادرات سودانية عديدة إلى الوساطة بين المجلس العسكري وقوى التغيير، أهمها تلك التي يقودها رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، الذي قام بزيارة إلى الخرطوم أوائل الشهر الجاري لبحث سبل دفع عملية التسوية السياسية.

وعندما انهارت مفاوضاتهما، الشهر الماضي، تبادل الطرفان اتهامات بالرغبة في السيطرة على أجهزة السلطة المقترحة، خلال المرحلة الانتقالية.

والثلاثاء الماضي أعلن محمود درير الذي يتولى الوساطة الإثيوبة عن موافقة قوى الحرية والتغيير على إنهاء العصيان المدني واتفاقها مع المجلس العسكري على العودة للمفاوضات قريبا.

واعتصم المتظاهرون لأسابيع أمام قيادة الجيش في الخرطوم للمطالبة بداية برحيل البشير، ولاحقا للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة لحكومة مدنية.

لكن في 3 حزيران/يونيو وبعد أيام على انهيار المحادثات بين قادة الاحتجاجات والجيش حول تسليم السلطة للمدنيين، اقتحم مسلحون يرتدون ملابس عسكرية مخيم الاعتصام، ما أسفر عن مقتل 128 سودانيا، بحسب اللجنة المركزية لأطباء السودان (تابعة للمعارضة).

واتهم المحتجون وشهود عيان "قوات الدعم السريع" بتنفيذ الحملة الأمنية الدامية ضد المتظاهرين. لكن نائب رئيس المجلس العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) اعتبر أن فض الاعتصام هو فخ نُصب لقوات الدعم السريع.

وسلمت الإدارات الأهلية بالسودان، في 2 مايو/أيار الماضي، المجلس العسكري مبادرة لتجاوز الخلافات مع قوى التغيير.
وأعرب المجلس العسكري مرارا عن التزامه بتسليم السلطة إلى المدنيين، بينما تخشى قوى التغيير من التفاف الجيش على مطالب الحراك الشعبي للاحتفاظ بالسلطة في بلد عانى من عدة انقلابات عسكرية.
وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.