الصدر يتطلع لحكومة بلا تدخل أميركي ولا هيمنة إيرانية

الزعيم الصدري يقول إن العراقيين سيتخذون تشكيل حكومة البلاد المقبلة بعيدا عن تدخلات إيران والولايات المتحدة.
قرارنا عراقي من داخل الحدود والجميع شركاء لا أمراء ما داموا غير محتلين لبلدنا
كلا للاحتلال وكلا للهيمنة

بغداد - قال رجل الدين الشيعي البارز وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الخميس، إن العراقيين سيتخذون قراراتهم بأنفسهم بشأن تشكيل الحكومة المقبلة بعيدا عن تدخلات إيران والولايات المتحدة.

وكتب الصدر تغريدة على صفحته الشخصية في "تويتر" إن "قرارنا عراقي من داخل الحدود والجميع شركاء لا أمراء ما داموا غير محتلين لبلدنا".

وختم الصدر تغريدته بالقول "كلا للاحتلال (في إشارة للولايات المتحدة) وكلا للهيمنة (في إشارة إلى إيران)".

وتصدر تحالف "سائرون"، الذي يحظى بدعم الصدر ويضم قوى شيعية وعلمانية، نتائج الانتخابات البرلمانية، في 6 محافظات عراقية من أصل 18 محافظة، فضلا عن حلوله في المرتبة الثانية بـ4 محافظات أخرى.

ولم يفز تحالف الصدر بالأغلبية التي تخوله تشكيل الحكومة المقبلة، لكنه سيلعب دورا رئيسيا في تحديد هوية رئيس الوزراء المقبل.

يذكر أن "سائرون" هو تحالف مدعوم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ويضم عدة أحزاب منها "الاستقامة" بزعامة حسن العاقولي، و"الحزب الشيوعي العراقي" بزعامة رائد فهمي، و"التجمع الجمهوري" بزعامة سعد عاصم الجنابي، وحزب "الدولة العادلة" بزعامة قحطان الجبوري.

ويقول الصدر إنه سيعمل على تشكيل حكومة من فنيين تكنوقراط بعيدا عن هيمنة الأحزاب الحاكمة منذ سنوات طويلة، لضمان أداء واجبهم على أكمل وجه وإجراء إصلاحات في إدارة البلاد ومكافحة الفساد.

وكان مقتدى الصدر، استثنى كتلتي المالكي، وهادي العامري، المقربين من إيران، من أي إشارة إلى إمكانية الائتلاف معهما.

مقتدى الصدر أثناء بعد الاقتراع
رهان هام وصعب

والمعروف أن شخصية الصدر ونهجه موضع إشكال لدى إيران، والولايات المتحدة على حد سواء. فلن تنسى واشنطن "جيش المهدي" الذي أدمى صفوف القوات الأميركية بعد الاجتياح العام 2003.

والإيرانيون يتذكرون دائما المواقف العدائية لسليل آل الصدر المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع. وآخر تلك المواقف كان زيارته إلى السعودية، عدو إيران اللدود.

وقاد الصدر احتجاجات واسعة على مدى العامين الماضيين ضد الفساد والنخبة السياسية المتهمة باختلاس وهدر أموال البلد منذ إسقاط النظام العراقي السابق في 2003.

والانتخابات البرلمانية، التي جرت السبت، هي الأولى التي تجري في البلاد، بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي نهاية العام الماضي، والثانية منذ الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011.

عراقي يحمل صورة الصدر والعلم العراقي
هل يكون الصدر بحجم التطلعات

وتنافس في الانتخابات العراقية 7376 مرشحًا مثلوا 320 حزبًا وائتلافًا وقائمة على 329 مقعدًا في البرلمان، الذي يتولى انتخاب رئيسي الجمهورية والوزراء تمهيدا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وجاءت قائمة الفتح بزعامة هادي العامري رئيس منظمة بدر في المرتبة ثانية، بعد أن فازت بالمرتبة الأولى في أربع محافظات هي بابل وكربلاء والقادسية والبصرة. وحصلت على أصوات في تسع محافظات أخرى.

وجاءت قائمة النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المرتبة الأولى في محافظة نينوى، كما حصلت على أصوات في 17 محافظة عراقية بما فيها مدن إقليم كردستان.

مقتدى الصدر
المرحلة الأصعب قادمة