الصدر يتوعد بطرد كل عضو في تياره يستخدم السلاح ضد العراقيين
بغداد - توعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بطرد "أي فرد من أفراد التيار الصدري يحمل السلاح ضد العراقيين داخل البلاد" وذلك بعد هجوم استهدف منزل امام جمعة النجف صدرالدين القبانجي وأدى لاصابة أحد حراسه بجروح خطيرة دون تحديد الجهة المهاجمة والاسباب من وراء الهجوم وفق مصادر أمنية تحدثت لوسائل اعلام محلية.
وجاء في منشور على حساب صالح محمد العراقي المقرب من الصدر على موقع اكس إن "كل من يستعمل السلاح في العراق ضد العراقيين، فهو يستعمله طلقة في صدري، وأنا براء منه الى يوم القيامة، ويُعتبر مطروداً من آل الصدر ومن التيار الوطني الشيعي".
وطالب "كل محب لنا وللعراق التبليغ عن (من يستخدم السلاح) ومقاطعته وإلا يعتبر من المتعاونين معه، وبالتالي سيكونون من اعدائنا واعداء العراق".
ويعتبر بيان الصدر رسالة تحذيرية لجهات داخل التيار الصدري أو لجهات تمكنت من اختراقه لاثارة الفوضى والبلبلة عبر استخدام السلاح في الصراع السياسي.
ويأتي هذا المنشور للتنصل من الهجوم الذي استهدف منزل الامام القبانجي الكائن في حي الغدير وسط النجف والذي استخدمت فيه قذايفة "ار بي جي" وفق مصدر امني لموقع "شفق نيوز" العراقي الكردي.
والقبانجي عضو في قيادة المجلس الأعلى الإسلامي في العراق ومسؤول فرعه في النجف وله دور مهم في المرجعية الدينية فهو يؤم المصلين في مسجد كبير هو مسجد النجف، في المحافظة التي تعد مركزا دينيا مهما في البلاد، إذ يوجد فيها المراجع الدينية البارزة مثل آية الله علي السيستاني.
من جانبه كشف المتحدث باسم المجلس الأعلى، علي الدفاعي، أن "تفاصيل الهجوم غير واضحة ولم يعرف ما إذا كان بصاروخ أم قنبلة" مضيفا في تصريح لشبكة "رووداو" الكردية العراقية إلى أن "قوات الأمن عثرت على سيارة يُشتبه في استخدامها في الهجوم"، مشيرا الى أن كل شيء سيتضح "بعد التحقيق".
وشدد على أن القبانجي "كان مع عائلته في المنزل عندما وقع الهجوم الذي أسفر عن إصابة أحد الحراس بجروح طفيفة". وأكد المكتب الإعلامي للامام المستهدف أن الاعتداء أسفر عن "أضرار مادية فقط دون خسائر بشرية".
وكشف مقطع مصوّر نشره المكتب الإعلامي للامام المستهدف عبر صفحته على فيسبوك بعد الهجوم، دماراً كبير حل بالمكان المستهدف، حيث تسبب بانهيار أجزاء من المنزل، كما ظهر القبنجي نفسه مع أحد عناصر حمايته في المقطع يتفقدان المكان.
ويعاني العراق من فوضى السلاح فيما لا تزال جهود الحكومات المتعاقبة في حصره بيد الدولة غير ناجحة مع إصرار الميليشيات والجماعات المسلحة المرتبطة بإيران على التسلح.
وفي عام 2017، كان في حوزة المدنيين في العراق نحو 7.6 ملايين سلاح ناري من مسدسات وبنادق، بحسب مسح أجرته منظمة "سمول آرمز سورفي" التي تتعقّب انتشار الأسلحة في أنحاء العالم.
وشهد العراق في السنوات الماضية عمليات اغتيال لاسباب سياسية او أخلاقية او دينية طالت شخصيات سياسية وإعلامية وثقافية ونشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويعتقد أن الصدر الذي يسعى للعودة الى المشهد السياسي بعد فترة من الانكفاء يقوم بين الحين والاخر لإصدار تلك البيانات للترويج بأنه يحترم الدولة العراقية ومؤسساتها ويرفض العنف بغض النظر عن تبريراته ومسبباته.
والسنة الماضية أصدر زعيم التيار الصدري "مقتدى الصدر" وثيقة طالب فيها بمنع أي استعراض عسكري للذراع العسكري للتيار " سرايا السلام" وذلك من دون الرجوع اليه.
وشكل الصدر مجموعة "سرايا السلام" في 2014 لمواجهة خطر داعش الذي اجتاح الكثير من المدن وهدد المراقد الشيعية المقدسة حيث شكلت المجموعة بالتوازي مع مجموعات اخرى انضمت للحشد الشعبي واتهمت بارتكاب جرائم انسانية في المناطق المحررة من التنظيم المتشدد.
كما لعبت سرايا السلام دورا في الصراع السياسي في الانتخابات وقبل تشكيل حكومة محمد شياع السوداني من ذلك التحريض على اقتحام مقر البرلمان والاعتصام فيه ما هدد باندلاع حرب شيعية شيعية.
وكان التيار الصدري شهد الكثير من الانشقاقات حيث خرجت منه العديد من المجموعات المسلحة المختلفة إضافة لشخصيات بارزة على غرار نائب رئيس الوزراء الاسبق بهاء الاعرجي او زعيم عصائب أهل الحق بقيادة قيس الخزعلي القيادي السابق في التيار.
وانطلقت عملية تطهير سرايا السلام من بعض الأفراد غير الملتزمين بتوجهات التيار الصدري وزعيمه من ذلك قيام قيادة الفرقة الثالثة في السرايا بطرد أحد عناصرها في محافظة البصرة.
وقرر زعيم الصدريين في مارس/آذار 2023 تجميد عمل "سرايا السلام" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد بعدما شهدت خروقات أمنية أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص حيث برر ذلك بوجود المندسين.