الصدر يستثمر في أزمة ميناء الفاو لحسابات انتخابية

زعيم التيار الصدري يهدد بالتدخل على "طريقته" الخاصة، ما لم تتدخل الحكومة لاجتثاث الفساد والابتزاز  الواضح في مشروع ميناء الفاو الكبير "الذي تكالبت عليه أيدي الخارج والداخل والتجار والمليشيات".
الصدر ينصح دول الجوار العراقي بعدم التدخل في الشؤون العراقية
مقتدى الصدر يسعى لاستعادة شعبية تضاءلت بفعل الحراك العراقي
إيران تضغط لإبطاء مشروع الفاو الكبير لتُبقي العراق رهنا لموانئها

بغداد - هدد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم الأربعاء بالتحرك على طريقته الخاصة ما لم ترفع جهات داخلية يدها عن مشروع ميناء الفاو الكبير كان قد اتهمها من دون أن يسميها، بالفساد والتكالب على المشروع، ما لم تتدخل الحكومة.

وللتيار الصدري ميليشيات مسلحة وآلاف الأنصار الذين استعان بهم مرارا في السيطرة على الشارع والضغط على الحكومة العراقية في السنوات الأخيرة، رافعا شعار الإصلاح ومكافحة الفساد وهي الاحتجاجات التي أكسبته شعبية خاض بها الانتخابات التشريعية وانتزع أكبر عدد من المقاعد بعد تحالفه مع الشيوعيين في تناقض فكري وإيديولوجي وشكل معهم كتلة سائرون.

ولم يحدد الصدر ما إذا كان يقصد بالتحرك على طريقته، العودة للاحتكام للشارع أو كشف ملفات فساد محتملة في مشروع ميناء الفاو الكبير.

وقال رجل الدين النافذ الذي يحرص على البقاء في دائرة الضوء خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والتي يراهن عليها لانتزاع منصب رئاسة الوزراء، في تغريدة على حسابه بتويتر "على الحكومة العراقية أن تعمل على اجتثاث الفساد والابتزاز  الواضح في مشروع ميناء الفاو الكبير الذي تكالبت عليه أيدي الخارج والداخل والتجار والمليشيات بحجج واهية لتُبقي العراق معزولا ومحتاجا إلى غيره".

ولم يقدم المزيد من التفاصيل مكتفيا بإشارات مشفرة ضمن رسالة هي الأرجح موجهة لعدد من خصومه السياسيين في محاولة للظهور بمظهر الحريص على مصالح العراق وهو شعار يحاول استثماره خدمة لأجندته وطموحاته السياسية خاصة بعد أن خطف منه الحراك الشعبي الأضواء منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.  

ودأب زعيم التيار الصدري الذي أعلن اعتزاله السياسية والاعتكاف للعلم، ثم عاد متقلبا بين موقف ونقيضه، على استثمار أي ملف يتعلق بمصالح العراق لاستعادة شعبية خفت بريقها منذ ما يزيد عن عام خاصة بعد اقتحام ميليشياته لساحات اعتصام المحتجين الرافضين لكل المنظومة السياسية التي برزت بعد الاحتلال الأميركي للعراق في 2003 بمحاميلها الإيديولوجية والمذهبية.

ووجه الصدر في التغريدة ذاتها "نصيحة" لدول الجوار العراقي بعدم التدخل في الشؤون العراقية، مشددا على ضرورة الاتفاق مع الكويت التي وصفها بـ"الجارة العزيزة". كما ختم تغريدته بعبارة "خادم الاصلاح" مقتدى السيد محمد الصدر.

وكان العراق قد وضع حجر الأساس لمشروع الفاو الكبير قبل أكثر من 10 سنوات، لكن المشروع تأجل مرارا بسبب مشاكل كثيرة أبرزها التمويل وضغوط خارجية.

وتقول صحيفة المونيتور في تقرير نشرته في أغسطس/اب الماضي، إن هذا المشروع "لن يكون جاهزا في المستقبل القريب بسبب فشل الحكومات العراقية في حل أزمتي التمويل والنزاعات الحدودية بين العراق وجيرانه فضلا عن الضغوط التي تمارسها إيران لدفع العراق نحو المضي قدما في مشروع ربط السكك الحديدية حتى يصبح أكثر اعتمادا على الموانئ الإيرانية في شمال الخليج".

ونقلت الصحيفة عن موظف في وزارة النقل العراقية لم تسمه أن مبررات نقص التمويل واهية وأن "المشروع توقف بسبب نزاعات داخلية وأن النخبة الحاكمة لا تريد بناء مشاريع ضخمة مثل الفاو لرهن العراق إلى المحاور الإقليمية".