الصدر يطالب ميليشيات إيران بقبول نتائج الانتخابات

مقتدى الصدر يقول أن تأييد مجلس الأمن لنتائج الانتخابات العراقية وتبني نزاهتها يعطي الأمل لإذعان الأطراف التي تدعي التزوير في تلك العملية الديمقراطية.
سياسيون يرون ان فشل الأحزاب وراء ضعف المشاركة في انتخابات العراق
الصدر يدعو إلى عدم الضغط على مفوضية الانتخابات المستقلة أو التدخل بعمل القضاء

بغداد - دعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، السبت، القوى السياسية الرافضة لنتائج الانتخابات إلى "الإذعان" لعملية الاقتراع التي حصلت على تأييد دولي.
وقال الصدر في بيان إن "تأييد مجلس الأمن الدولي لنتائج الانتخابات العراقية وتبني نزاهتها والقول بأنها فاقت سابقاتها فنيا، يعكس صورة جميلة عن الديمقراطية العراقية، ويعطي الأمل لإذعان الأطراف التي تدعي التزوير في تلك العملية الديمقراطية".
وأوضح أن "جرّ البلد إلى الفوضى وزعزعة السلم الأهلي بسبب عدم قناعتهم بنتائج الانتخابات، هو أمر معيب يزيد من تعقيد المشهد السياسي والوضع الأمني، بل يعطي تصوراً سلبياً عنهم وهذا ما لا ينبغي تزايده وتكراره".
ودعا الصدر إلى عدم الضغط على مفوضية الانتخابات المستقلة أو التدخل بعمل القضاء، والمحكمة الإتحادية، "بل لابد من خلق أجواء هادئة لتتم المفوضية إجراءات بما يخص الطعون أو ما شاكل ذلك".
ووفق النتائج الأولية، جاءت "الكتلة الصدرية" التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في صدارة الفائزين بـ 73 مقعدا من أصل 329، فيما حصلت كتلة "تقدم" بزعامة رئيس البرلمان المنحل محمد الحلبوسي (سُني) على 38 مقعدا، وفي المرتبة الثالثة حلت كتلة "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي بـ34 مقعدا.
ويعد تحالف "الفتح" وهو مظلة سياسية للفصائل المسلحة أبرز الخاسرين في الانتخابات الأخيرة بحصوله على 16 مقعداً، في حين أنه حل ثانيا في انتخابات 2018 برصيد 48 مقعدا.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أشاد بعملية الاقتراع البرلماني، الجمعة، وأعرب عن "أسفه" إزاء تهديدات بالعنف تلقتها بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي)، عقب الانتخابات العراقية التي جرت في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكانت قوى شيعية بينها فصائل متنفذة حذّرت الأسبوع الماضي، من أن المضي بهذه النتائج "يهدد السلم الأهلي في البلاد"؛ ما أثار مخاوف من احتمال اندلاع اقتتال داخلي في البلاد.
وقالت هيئة علماء المسلمين في العراق، السبت، إن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية يدل على "الفشل الذريع" للأحزاب السياسية والمليشيات العسكرية في البلاد.
جاء ذلك في تصريح مسؤول القسم السياسي في هيئة علماء المسلمين بالعراق، مثنى حارث الضاري، خلال مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول.
وقال الضاري "الفشل الذريع للأحزاب السياسية والمليشيات العسكرية في العراق هو السبب وراء انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة (بلغت 41 بالمئة)".
وأوضح أن "الشعب العراقي أثبت موقفه الرافض للنظام السياسي القائم وعمليته السياسية وانتخاباتها وتداعياتها، التي لم تتوقف عن جر العراق إلى مستنقع الأزمات والكوارث".
وأضاف "المشهد السياسي بعد الانتخابات يفرض تقديرات مواقف جديدة، تقوم على إعادة الاعتبار للقوى المناهضة للاحتلال، والتعامل معها وفق ما قدمته من جهود وطنية صادقة".
وتابع "محاولة الإيهام بأن الجناح الإيراني خسر في الانتخابات لا صحة لها، فكل القوى التي تحظى بدعم إيران زادت من نفوذها وقبضتها على مقاليد الحكم".
وقال الضاري إن "تشكيل مجلس النواب وحكومته ما زال رهن تحكم الأطراف المسيطرة على مفاصل العراق، وهي الولايات المتحدة وإيران، إذ ستفرض الأخيرة نفوذ تيار الحشد الشعبي دون النظر إلى حجمه الانتخابي".
وحذر من خطورة "تغّول المليشيات التابعة لإيران في العراق وسيطرتها على عدد من المنافذ الحدودية مع دول الجوار، ما قد يسبب زعزعة لأمن هذه الدول أبرزها تركيا".
كما دعا القوى العراقية المقاطعة للانتخابات إلى تشكيل "إطار وطني للتنسيق بينها في المواقف المطلوبة للتصدي للعملية السياسية ومليشياتها".