الصدر يعرض التحالف مع ميليشيات إيران لطرد الأميركيين

مسؤول أميركي يؤكد أن بلاده لن تتسامح مع أية هجمات ضد مواطنين أميركيين أو ضد الجيش الأميركي أو شركائها وحلفائها في المنطقة.

الغارات على فصيل عراقي موال لإيران كانت رسالة أميركية لطهران
واشنطن لطهران: ضبط النفس لا يعني ضعفا من جانبنا

بغداد/واشنطن - أعرب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اليوم الاثنين عن استعداده للعمل مع منافسيه السياسيين من الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق "بالطرق السياسية والقانونية". وقال إنه إذا لم تنسحب القوات الأميركية "فسيكون لنا تصرف آخر وبالتعاون معكم".

وقاتل التيار الصدري القوات الأميركية لسنوات في أعقاب الغزو الذي قادته واشنطن وأطاح بصدام حسين عام 2003.

ويصور الصدر نفسه قوميا يرفض كلا من الوجود الإيراني والنفوذ الأميركي. ودعا في بيان الفصائل المسلحة المدعومة من إيران إلى الابتعاد عن "التصرفات غير المسؤولة" التي يمكن أن تستخدم لتبرير الهجمات على العراق.

ويتقلب الصدر بين مواقف متناقضة، فالزعيم الشيعي النافذ الذي يقدم نفسه وطنيا واكتسب شعبية كبيرة بقتال تياره للأميركيين بعد الغزو وإظهار اصطفافه مع مطالب العراقيين ومشاغلهم، قطع شوطا كبيرا في التقارب مع إيران ثم انقلب بعدها متجها للتقارب مع السعودية في مواجهة النفوذ الإيراني وزار المملكة حيث أجرى مباحثات مع كبار المسؤولين فيها ثم عاد ليصطف مع إيران بزيارة المرشد الأعلى علي خامنئي في ذروة الاحتجاجات الأخيرة الرافضة لنفوذ طهران في العراق والمنددة بالنظام القائم على المحاصصة الطائفية.

ويبدو الصدر مستعد لتقديم أوراق اعتماده لأي طرف يدعم طموحاته السياسية، حيث يرى أن الصدريين أحق بقيادة العراق مستندا في ذلك لارث والده في معارضة نظام الرئيس الأسبق الراحل صدام حسين.

وفي تطور آخر أكد مسؤول أميركي بارز الاثنين أن واشطن لا تسعى إلى تصعيد النزاع مع إيران وذلك بعد أن شنت القوات الأميركية غارات جوية على قواعد فصيل موال لإيران على الحدود العراقية-السورية أوقعت 25 قتيلا على الأقل.

وقال ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي إن الغارات التي وقعت مساء الأحد كانت رسائل لإيران بعد أشهر من "ضبط النفس" الذي مارسته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال شينكر إن الضربات كانت ردا على مقتل متعاقد أميركي مدني الجمعة في كركوك في هجوم صاروخي شنه فصيل كتائب حزب الله- الموالي لإيران في قوات الحشد الشعبي المؤلفة من فصائل شيعية موالية لطهران وباتت تشكل جزء من القوات الأمنية.

وتابع "رأينا أنه من المهم ضرب هدف كبير لبعث رسالة واضحة للغاية لهم (الإيرانيين) بأننا نأخذ حياة الأميركيين على محمل الجد"، مضيفا "لقد كان ذلك ردا خطيرا، لكنه وكما نعتقد، مناسب"، مؤكدا "لا نريد التصعيد هنا، نريد خفض التصعيد".

وصرح بريان هوك الممثل الخاص لشؤون إيران في وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن امتنعت عن الرد رغم سلسلة الهجمات المرتبطة بطهران ومن بينها 11 هجوما صاروخيا على منشآت أميركية وأخرى تابعة للتحالف في العراق منذ أكتوبر/تشرين الأول.

مقتدى الصدر يقدم أوراق اعتماده لإيران
مقتدى الصدر يقدم أوراق اعتماده لإيران

وأضاف "لقد صبر الرئيس كثيرا. وأظهر قدرا كبيرا من ضبط النفس. كنا نأمل بشدة أن لا تخطئ إيران في الحسابات وتعتقد أن ضبط النفس من جهتنا هو ضعف، لكن وبعد العديد من الهجمات كان من المهم للرئيس أن يوجه قواتنا للرد بطريقة يفهمها النظام الإيراني".

وشدد على أن واشنطن لن تتسامح مع أية هجمات ضد مواطنين أميركيين أو ضد الجيش الأميركي أو شركائها وحلفائها في المنطقة.

وأعلنت واشنطن أنها استهدفت مساء الأحد عدة قواعد لكتائب حزب الله في سوريا والعراق. ومنذ 28 أكتوبر/تشرين الأول، سجّل 11 هجوما على قواعد عسكرية عراقية تضم جنودا أو دبلوماسيين أميركيين وصولا إلى استهداف السفارة الأميركية الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا في بغداد.

وأسفرت أول عشرة هجمات عن سقوط قتيل وإصابات عدة في صفوف الجنود العراقيين، إضافة إلى أضرار مادية، غير أنّ هجوم الجمعة مثّل نقطة تحوّل، إذ قتل فيه متعاقد أميركي وكانت المرة الأولى التي تسقط فيها 36 قذيفة على قاعدة واحدة يتواجد فيها جنود أميركيون، وفق مصدر أميركي.