الصدر يقاطع الانتخابات البرلمانية المقبلة

مقتدى الصدر يقول أنه لن يشارك في الانتخابات حفاظا على ما تبقى من البلاد رافضا دعم اي حزب.
يمثل التيار الصدري معادلة صعبة على الساحة العراقية التي تعيش على وقع ازمات وتدخلات خارجية مختلفة
عمل التيار الصدر بهدوء خلال السنتين الماضيتين على الهيمنة على أجهزة الدولة العراقية

بغداد - أعلن رجل الدين العراقي الشيعي مقتدى الصدر اليوم الخميس عدم مشاركته في الانتخابات العراقية المقبلة رافضا دعم أي حزب.
وفازت كتلة (سائرون) التي يتزعمها الصدر بالانتخابات البرلمانية عام 2018 وحصلت على 54 مقعدا.
ولدى الصدر ملايين الأتباع في العراق ويسيطر على جماعة كبيرة شبه عسكرية.
وأشار في كلمة نقلها التلفزيون إلى أنه لن يشارك في الانتخابات حفاظا على ما تبقى من البلاد.
ويمثل التيار الصدري معادلة صعبة على الساحة العراقية التي تعيش على وقع ازمات وتدخلات خارجية مختلفة.
وخلال العامين الأخيرين عمل التيار الصدر بهدوء على الهيمنة على أجهزة الدولة العراقية. فقد تولى أعضاؤه مناصب عليا في وزارات الداخلية والدفاع والاتصالات. وتم تعيين من وقع عليهم اختياره في مؤسسات النفط والكهرباء والنقل التابعة للدولة والبنوك المملوكة للدولة بل والبنك المركزي العراقي.
وأتاحت هذه المواقع الجديدة للتيار الصدري قوة مالية حيث ان الوزارات التي شغل الصدريون أو حلفاؤهم مناصب فيها في الآونة الأخيرة تمثل ما بين ثلث ونصف مشروع موازنة العراق لعام 2021 البالغ حجمه 90 مليار دولار.
ويتأهب التيار الصدري لتحقيق أكبر مكاسب في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أكتوبر/تشرين الأول. وربما يمثل هذا النفوذ المتنامي مشاكل للولايات المتحدة وإيران اللتين يتهمهما الصدر بالتدخل في شؤون العراق. وسبق أن نادى الصدر برحيل القوات الأميركية الباقية في العراق والبالغ قوامها 2500 جندي كما قال لطهران إنه لن يترك العراق في قبضتها.
ورغم هذه المعطيات يقول بعض الدبلوماسيين الغربيين في لقاءات خاصة غير رسمية إنهم يفضلون التعامل مع حكومة يهيمن عليها الصدر على التعامل مع حكومة يهيمن عليها خصومه الشيعة المدعومون من إيران.
ويقول مسؤولون كبار بالحكومة وساسة من الشيعة إن التيار الصدري تعلم بعضا من أساليبه السياسية من جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة التي تربطها بالحركة الصدرية صلة وثيقة. ومن هذه الأساليب سبل تجنب انقسام أصوات الصدريين ومن ثم تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الانتخابية.
أقوى نقاط القوة عند الصدر هي شعبيته في بعض الأوساط الشيعية. فهو يختلف في هذا الأمر عن القيادات العراقية الأخرى.
وقد قاد والده آية الله العظمى محمد صادق الصدر المعارضة بين الأغلبية الشيعية المقهورة خلال حكم الرئيس السني صدام حسين وقتله النظام في 1999. ويستمد مقتدى الصدر (47 عاما) شعبيته من والده الذي يعتبره أنصاره شهيدا وكذلك من شهرته كرجل دين لم يرحل قط عن العراق. وكانت شخصيات بارزة أخرى في الحكومات التي تولت مقاليد الأمور بعد سقوط صدام قد سافرت إلى إيران والغرب وأقامت هناك ثم عادت بعد الاجتياح الأميركي للعراق.
وفي 2003 وقف الصدر متحديا الاحتلال الأميركي ومعه جيش المهدي الذي يضم آلاف المقاتلين المتطوعين في صفوفه في مواجهة الغزاة الأميركيين.
ويمثل الصدر بالتالي معادلة هامة على الساحة العراقية لا يمكن تجاوزها خاصة في الصراع الإيراني الأميركي داخل العراق.