الصراع في السودان يبدد آمال إسرائيل في تطبيع العلاقات

مسؤولون إسرائيليون يعربون عن قلقهم من الأحداث التي يشهدها والسودان والتي قد تقوض جهودا سابقة لتطبيع العلاقات، فيما تبذل تل أبيب جهودا غير معلنة لتهدئة التوترات ووقف إطلاق النار بين قوات حميدتي والبرهان.

القدس - يُثير الصراع في السودان قلقا كبيرا لدى إسرائيل التي تتابع التطورات عن كثب وهي التي كانت تمني النفس باستكمال مسار التطبيع مع الخرطوم وقد بدأت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه قبل أن تتفجر أسوأ أزمة بين رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي).

وبحسب موقع 'اكسيوس' الأميركي الاخباري، لم يخف مسؤولون إسرائيليون تخوفهم من أن تنهي الأحداث التي يشهدها السودان احتمالات تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم.

وتابع نقلا عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن "إسرائيل تستخدم علاقاتها مع كل من قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لحثهما على إنهاء القتال الذي خلف أكثر من 270 قتيلا على الفور".

وأضاف هؤلاء أن "عملية التطبيع الإسرائيلية مع السودان في السنوات الثلاث الماضية والعلاقات التي أقامتها مع الجانبين، وضعتها في وضع فريد لمحاولة التأثير على الجنرالين المتحاربين".

ونقل الموقع الأميركي عن المسؤولين الإسرائيليين قولهم أيضا إن "القتال الحالي في السودان سيدمر البلاد ويمنع تشكيل حكومة مدنية وينهي أي احتمالات لاتفاق سلام بين إسرائيل والسودان".

وكانت إسرائيل تراهن على اتفاق وتوافق ينهي الأزمة السياسية في السودان ضمن الاتفاق الإطاري الذي توصله له مجلس السيادة الانتقالي والقوى السياسية الأخرى، قبل أن يتسبب خلاف بين البرهان وحميدتي على دمج قوات الدعم السريع في انفجار الوضع.

وقال المسؤولون إن "وزارة الخارجية الإسرائيلية تنخرط في السنوات الأخيرة مع البرهان في عملية التطبيع وأن وكالة الموساد تتواصل مع حميدتي في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب".

وبحسب المصدر ذاته، قال المسؤولون الإسرائيليون إنهم "كانوا يتابعون عن كثب المحادثات في السودان قبل بدء القتال بشأن الاتفاق الإطاري الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تعيين حكومة مدنية".

وقال مسؤول إسرائيلي إن "الحكومة الإسرائيلية كانت متأكدة الأسبوع الماضي من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنية سيأتي في غضون أيام، إن لم يكن ساعات وشعرت بالإحباط عندما انهار الاتفاق وبدأ القتال في نهاية الأسبوع".

وفي فبراير/شباط الماضي أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين محادثات في الخرطوم مع البرهان، في أول زيارة رسمية لوزير خارجية إسرائيلي إلى السودان.

وأشارت وسائل إعلام عبرية حينها إلى أن الجانبين يقتربان من توقيع اتفاق التطبيع في ظل وساطة أميركية تهدف إلى توسيع دائرة التطبيع بين إسرائيل ودول المنطقة.

وكان السودان قد أعلن في أكتوبر/تشرين الأول 2020 عن اهتمامه بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام، خاصة بعد أن اشترطت الولايات المتحدة تطبيع العلاقات بين إسرائيل والخرطوم لشطبها من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية لها.

وبعد ثلاثة أشهر وقّع السودان القسم التصريحي من الاتفاقية بحضور وزير المالية الأميركي آنذاك ستيفن منوتشين، لكنه لم يوقع الوثيقة المقابلة مع إسرائيل.

ووفقهآرتس، فإن المسؤولين الإسرائيليين وجدوا أن فرص فتح العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد تضاءلت إثر الانقلاب الذي نفذه القائد العام للقوات المسلحة السودانية عبدالفتاح البرهان وحل مجلسي السيادة والوزراء واعتقال قيادات المكون المدني الذي شارك في الحكم.

وأضافت أن وفودا إسرائيلية زارت الخرطوم في خضم علاقات وصفتها بـ"الجيدة" بين القيادة السياسية والعسكرية لإسرائيل وكبار أعضاء المجلس العسكري في السودان وبذلت جهودا لحل الأزمة السياسية بطلب من الولايات المتحدة.

وكان رئيس الوزراء السوداني السابق عبدالله حمدوك يستعد للسفر من أجل التوقيع على اتفاق التطبيع مع إسرائيل لكن اعتقاله في انقلاب نفذه البرهان في 2021 أقصى بموجبه الشركاء المدنيين من الحكم، حال دون ذلك، حسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية نقلا عن مصدر سوداني. وتجددت المفاوضات بين الخرطوم وتل أبيب في الآونة الأخيرة بوساطة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.

لكن مع تفجر القتال بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني، تتضاءل فرص مواصلة الطرفان خطوات تطبيع العلاقات.