الصفدي يبحث مع الأسد ملف اللاجئين السوريين والتصعيد في المنطقة

الأسد يؤكد أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو أولوية للدولة السورية.

عمان - بحث وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي خلال لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الأحد التطورات الراهنة وعودة اللاجئين السوريين، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) فيما يأتي ذلك وسط توتر في المنطقة بسبب تداعيات حرب غزة ولبنان والتصعيد بين إيران وإسرائيل.
ووصل الصفدي إلى دمشق في زيارة رسمية التقى فيها الأسد ونظيره بسام صباغ وعددا من المسؤولين السوريين بينما تقوم الدبلوماسية الأردنية بجهود مضنية لتجنيب البلاد تداعيات الحرب والتصعيد في المنطقة من خلال التعاون والتنسيق مع الدول العربية.
ونقلت سانا عن الأسد تأكيده أن "تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هو أولوية للدولة السورية"، مشددا على أن "سوريا قطعت شوطا مهما في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة".
وحمل وزير الخارجية الأردني إلى الأسد رسالة شفوية من الملك عبدالله الثاني حول "مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية إضافة لملف الأزمة السورية"، وفق سانا.
ويستضيف الأردن نحو 1.6 مليون لاجئ سوري بحسب أرقام أردنية رسمية.

وسيكون ملف التصعيد في المنطقة وخاصة تداعيات الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة ولبنان والتوتر بين إسرائيل وإيران ضمن المباحثات حيث تسعى عمان لتجنب التداعيات أو ان تتحول لساحة صراع إقليمي.
بدوره لم يتورط النظام السوري في اشتباكات مع إسرائيل رغم القصف الذي يشنه الطيران الإسرائيلي ضد مواقع الحرس الثوري وحزب الله في دمشق ومحيطها وذلك بسبب ضغط من روسيا وفق تقارير ما يعني أنه يسعى للنأي بنفسه عن الصراع.
وإثر اندلاع النزاع عام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها، كما علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق.
لكن الأردن كان من الدول العربية القليلة التي أبقت على علاقاتها مع اتصالات محدودة. وتوقّفت الزيارات الرسمية بين البلدين لسنوات عدة قبل أن تُستأنف عام 2021.
وتكرّرت زيارات واتصالات المسؤولين الأردنيين مع الجانب السوري وتركزت مباحثاتهم على ملف إعادة اللاجئين ومكافحة تهريب المخدرات.
وتمتد الحدود بين جنوب سوريا وشمال الأردن على طول 360 كلم تقريبا، والمعبر الرسمي الوحيد بين الجانبين حاليا هو معبر جابر- نصيب الذي أعيد فتحه بشكل كامل أمام حركة العبور في أيلول/سبتمبر2022.
وأغلق هذا المعبر ومعبر الرمثا -الجمرك خلال الحرب، ولا يزال الأخير مغلقا. أما عمليات التهريب عبر الحدود فتتم إجمالا عبر معابر غير شرعية.
ويكافح الجيش الأردني منذ سنوات عمليات تسلل وتهريب أسلحة ومخدّرات، لا سيّما حبوب الكبتاغون، برّا من سوريا التي تشهد منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ويقول الأردن إن عمليات التهريب هذه باتت "منظمة" وتستخدم فيها أحيانا طائرات مسيّرة وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع المملكة الى استخدام سلاح الجو غير مرة لضرب المجموعات وإسقاط طائراتها المسيّرة.
ويعلن الجيش الأردني بانتظام إقدام قوات حرس الحدود على قتل واعتقال مهربي أسلحة ومخدرات في اشتباكات مسلحة على الحدود الشمالية مع سوريا.