الصفدي يعتذر عن رئاسة الحكومة اللبنانية بعد رفض الشارع

المحتجّون اللبنانيون اجتمعوا أمام منزل الصفدي في بيروت اعتراضًا على احتمال تكليفه بترؤس الحكومة الجديدة ووصفوه بـ"الفاسد".

بيروت - طلب وزير المال اللبناني السابق محمد الصفدي السبت أن يتم سحب اسمه من التداول كأحد الأسماء المرشحة لرئاسة حكومة لبنان.

وكانت تسريبات حول احتمال تكليف الصفدي تشكيل حكومة أثارت غضب وسخرية المتظاهرين اللبنانيين الذين يطالبون في حراكهم المستمر منذ نحو شهر بإسقاط الطبقة السياسية بالكامل متهمين إياها بالفساد وبالعجز عن حل الأزمات المعيشية.

وأفادت مصادر مقربة من الحكومة رفضت الكشف عن اسمها ووسائل إعلام محلية، ليل الخميس الجمعة عن اتفاق بين كل من رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والتيار الوطني الحر بزعامة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، وحزب الله وحركة أمل، على تسمية محمد الصفدي (75 عاماً) رئيساً للحكومة الجديدة.

لكنّ الصفدي قال في بيان السبت "ارتأيتُ أنّه من الصّعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيّين تُمكنّها من اتّخاذ اجراءاتٍ إنقاذيّة فوريّة تضع حدًا للتدهور الاقتصادي والمالي وتستجيب لتطلّعات الناس في الشارع".

وأضاف "وعليه، أطلبُ سحب اسمي من التّداول كأحد الأسماء المطروحة لتشكيل الحكومة العتيدة، وآمل أن يتمّ تكليف الرئيس سعد الحريري من جديد" تشكيل الحكومة.

وفي وقت مبكر مساء الجمعة، تجمّع محتجّون أمام منزل الصفدي في بيروت اعتراضًا على احتمال تكليفه، ووصفوه بأنّه "فاسد"، قائلين إن ذلك يتعارض مع المطالب برحيل النخبة السياسية التي يرون أنه جزء منها.

والصفدي رجل أعمال بارز وعضو سابق في مجلس النواب من مدينة طرابلس التي تسكنها أغلبية سنية. وكان وزيرا للمال من عام 2011 إلى 2014 في حكومة نجيب ميقاتي، وشغل من قبل منصب وزير الاقتصاد والتجارة.

ويتعين أن يكون رئيس وزراء لبنان سنيا طبقا لنظام المحاصصة الطائفية المعمول به.

وأعلنت السفارة الأميركيّة في بيروت السبت، دعمها التظاهرات الاحتجاجيّة التي يشهدها لبنان. وقالت في تغريدة "ندعم الشعب اللبناني في تظاهراته السلميّة وتعبيره عن الوحدة الوطنيّة".

ودفع هذا الحراك الذي يشهده لبنان رئيس الوزراء سعد الحريري إلى الاستقالة في 29 تشرين الأوّل/أكتوبر، ولم تؤدّ المشاورات السياسيّة حتّى الآن إلى تأليف حكومة جديدة.

ويُتوقّع أن يشهد الأحد تظاهرات كبيرة في مدن لبنانية عدّة، لممارسة مزيد من الضغط على السياسيين.

والسبت، جالت حافلة سمّيت "بوسطة الثورة" مناطق لبنانية من الشمال إلى الجنوب. وانطلقت من عكار شمالا ووصلت مساءً إلى مدينة صيدا جنوبًا.

وأكّد المتظاهرون الذين شاركوا في هذه المبادرة أنّها تهدف إلى كسر الحواجز الجغرافيّة والطائفيّة بين اللبنانيين وتَجاوز آثار الحرب الأهليّة (1975-1990).

ومن أهم مطالب المحتجين الضرورية تسريع عملية تشكيل حكومة تكنوقراط، وإجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة، إضافة إلى رحيل بقية مكونات الطبقة الحاكمة، التي يرون أنها فاسدة وتفتقر للكفاءة.