الصويرة المغربية أستوديو مفتوح يحتضن 'لوكربي'

هيئة الإذاعة البريطانية تشارك نتفليكس تصوير أعظم رواية بوليسية تتناول تفجير لوكربي في أسكتلندا.

الصويرة (المغرب) - تتحول الأنظار خلال الفترة المقبلة إلى مدينة الصويرة المغربية، حيث من المنتظر أن يبدأ طاقم عمل مسلسل عالمي تصوير تفجير لوكربي في أسكتلندا الذي يعود إلى ديسمبر/كانون الأول 1988 وأودى بحياة 270 شخصا.

وكانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أعلنت العام الماضي أنها ستعرض مع نتفليكس مسلسلا يتناول تفجير لوكربي، كما ذكر بيان للمجموعة البريطانية العملاقة أنّ "بي.بي.سي ونتفليكس طلبتا من شركة وورلد برودَكشن إنتاج مسلسل بعنوان "لوكربي" يستند إلى أحداث حقيقية ويتألف من ستة أجزاء".

ووفق تقارير إعلامية، فإن طاقم عمل "لوكربي" وقع اختياره على المغرب لتصوير بعض مشاهد وحلقات هذا المسلسل على غرار مجموعة من الأفلام والإنتاجات الشهيرة.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول 1988 تحطمت الطائرة بان أميركان 103 التي كانت متجهة من لندن إلى نيويورك فوق منطقة لوكربي الأسكتلندية عقب انفجار قنبلة في مخزن الطائرة، مما أسفر عن مقتل جميع مَن كانوا على متنها وعددهم 259 شخصا و11 آخرين كانوا على الأرض.

ويُعدّ هذا الاعتداء الأكثر دموية الذي تشهده الأراضي البريطانية، فيما تمت إدانة شخص واحد فقط هو الليبي عبدالباسط علي محمد المقرحي الذي توفي عام 2012. ودأب المقرحي باستمرار على نفي هذه الاتهامات والدفع ببراءته.

ومن جهته، أعلن القضاء الأسكتلندي في العام 2022 أن ليبيًّا يشتبه في قيامه بصنع القنبلة التي استخدمت في تفجير طائرة أميركية فوق مدينة لوكربي، بات محتجزا في الولايات المتحدة.

وعُرف مسؤول المخابرات الليبي الأسبق أبوعجيلة محمد مسعود بأنه صانع قنابل لصالح نظام معمر القذافي. ووفق لائحة الاتهام الأميركية، قام بتجميع وبرمجة القنبلة التي أسقطت طائرة بان أميركان. وكانت ليبيا توصلت إلى تسوية مع الولايات المتحدة خلال عهد الراحل القذافي تم خلالها دفع تعويضات لعائلات الضحايا قدرت بنحو 2.7 مليار دولار.

وترى هيئة الإذاعة البريطانية أن سرد التحقيق الذي جرى عقب ذلك الحادث يُقرأ كقصة بوليسية لمحقق في جريمة، واصفة ذلك بأنه "أعظم رواية بوليسية".

ودفع مسار التحقيق والتقاضي وتعقيدات الأحداث الروائي وكاتب السيناريو البريطاني جوناثان لي لتحويل أطوار هذه القضية إلى مسلسل، حيث حفزته القصة المأساوية لصناعة عمل بعنوان 'لوكربي'.

وقال جوناثان لي في تصريحات سابقة إنّ "كارثة رحلة الطائرة بان أميركان 103 والبحث العالمي عن مُرتكبها شكّلا حدثا حاسما في تاريخ العالم".

ويتولى كيفن ماكدونالد مسؤولية المشروع الفني الذي كُتب في الأصل ليكون فيلما، حيث قال المخرج الحائز على جائزة الأوسكار "قررنا أن نصنع مسلسلا تلفزيونيا لأنه الطريقة التي تواكب العصر".

ومن المقرر أن يعرض المسلسل بدايةً على "بي.بي.سي" ثم على نتفليكس في المملكة المتحدة ومختلف دول العالم بعد تصويره.

وسيسلط المسلسل تحت إشراف شركة "إن بي سي يونيفرسال" الرائدة عالميا في صناعة الأفلام والمسلسلات الأميركية، الضوء على تداعيات الهجوم بينها التحقيق الذي أعقبه والصدمة التي واجهها سكان لوكربي وعائلات الضحايا.

ويستعد المغرب لاستقبال نخبة من المشاهير العالميين بينهم الممثل البريطاني المتوج بالأوسكار كولين فيرث للانطلاق في تصوير "لوكربي" بعدة فضاءات بمدينة الصويرة تم اختيارها بالتعاون مع السلطات المحلية المغربية.

ويأتي هذا الاختيار من منطلق ما تحظى به الصويرة إحدى الحواضر البارزة بالساحل الأطلسي المغربي، من مؤهلات، حيث ارتبط اسمها بشكل مباشر ببروز الفنون والثقافة في جوانبها وأبعادها الأكثر إنسانية وعالمية.

كما أن المغرب يعرف باستوديوهاته الطبيعية المفتوحة لاسيما عند أقدام جبال الأطلس المتوسط، وتوالي إنتاج العشرات من روائع الفن السابع العالمية في القرن الماضي مثل فيلم "الرجل الذي يعرف أكثر من اللازم" سنة 1955 لرائد السينما التشويقية ألفريد هيتشكوك. ومن هذه الأفلام أيضا فيلم "سودوم وغوموري" للإيطالي سيرجيو ليوني (1961)، ثم فيلم "مائة ألف دولار تحت الشمس" للفرنسي هنري فيرنوي، من بطولة جان بول بلموندو ولينو فونتيرا (1963).