الصين تلوح بعدم العودة للمفاوضات التجارية مع واشنطن

الحكومة الصينية تنفي بقوة أي تدخل للتأثير في الانتخابات التشريعية الأميركية مطالبة الرئيس الأميركي بـ"الاحترام والصدق" بعد اتهامه بكين باستهداف ناخبيه من خلال الحرب التجارية المتصاعدة بين البلدين.

الصين لن تخفض قيمه عملتها من أجل "حفنة دولارات"
بكين تطالب واشنطن بالاحترام والصدق في أسوأ نزاع تجاري
بكين وواشنطن يخوضان منذ عدة أشهر صراعا جمركيا بدأه ترامب
معظم منتدي الصويا من الولايات المؤيدة لترامب

بكين - حذرت الحكومة الصينية اليوم الأربعاء من أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات الساعية للتوصل إلى تسوية مع واشنطن في ما يتعلق بالنزاع التجاري الذي أججه الرئيس الأميركي برسوم جمركية على واردات بلاده من كل من الصين ودول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك.

وأشارت بكين إلى أن ترامب يطالب بالحوار ويمضي في نفس الوقت في فرض عقوبات وضغوط تجارية، نافية أيضا تأثيرها على الانتخابات التشريعية الأميركية النصفية (انتخابات تجديد أعضاء الكونغرس)، ومؤكدة أن السياسية الصينية قائمة على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية "من جهة تدعونا الولايات المتحدة إلى استئناف الحوار. ومن جهة أخرى تهددنا بعقوبات وضغوط"، داعيا الإدارة الأميركية إلى إبداء "الاحترام والصدق".

وندد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ الأربعاء بـ"النزعة الأحادية" في إشارة واضحة للولايات المتحدة.

وشدد أمام قيادات اقتصادية لدى افتتاح النسخة الصينية من المنتدى الاقتصادي العالمي في تيانجين (شرق) أنه "من الضروري أن ندافع عن المبادئ الأساسية للتعددية والتبادل الحر".

وأكد أيضا أن بلاده لن تلجأ إلى خفض قيمة عملتها لتعزيز قدرتها التنافسية وذلك بعد ساعات من رد بكين الضربة، لكن بشكل أقل حدة من إجراءات فرضتها الولايات المتحدة في تصعيد لحرب الرسوم التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

ولم يذكر لي في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة تيانجين الساحلية اليوم الأربعاء النزاع التجاري بشكل مباشر، لكنه قال إن الحديث عن قيام بكين بإضعاف عملتها بشكل متعمد "لا أساس له".

وتابع "خفض قيمة اليوان كسبيل وحيد ستكون أضراره أكثر من فوائده بالنسبة للصين.. لن تلجأ الصين أبدا إلى الاعتماد على خفض اليوان لتحفيز الصادرات".

وأضاف أن بلاده لن تفعل ذلك لملاحقة "أرباح هزيلة" وما قال إنها "حفنة دولارات".

وطالب لي باحترام نظام التجارة العالمي متعدد الأطراف، وقال إن الإجراءات التجارية الأحادية الجانب لن تحل أي مشكلة.

وعززت تعليقات لي اليوان الذي فقد نحو تسعة بالمئة من قيمته منذ منتصف أبريل/نيسان وسط الحرب التجارية المستعرة.

وأكدت الصين الأربعاء أنها لم تمارس "أي تدخل" للتأثير في الانتخابات التشريعية في الولايات المتحدة، وطالبت الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"الاحترام" بعد اتهامه بكين باستهداف ناخبيه من خلال الحرب التجارية المتصاعدة بين البلدين.

ويخوض البلدان منذ عدة أشهر صراعا جمركيا بدأه ترامب. ويرغب هذا الأخير خصوصا في الحصول على خفض للعجز التجاري الأميركي مع الصين من خلال انفتاح أكبر للسوق الصيني على السلع الأميركية.

وأعلن البيت الأبيض الاثنين فرض رسوم جمركية إضافية على واردات صينية بقيمة 200 مليار دولار سنويا.

وردت بكين بفرض الإجراء ذاته على واردات أميركية بقيمة 60 مليار دولار سنويا بينها منتجات زراعية وصناعية.

واتهم ترامب الذي يخشى هزيمة الجمهوريين في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني (بعد أقل من خمسين يوما)، الحكومة الصينية بمحاولة إضعافه سياسيا من خلال استهداف منتجات مصدرها ولايات عادة ما تصوت لحزبه.

وقال في تغريدة "إن الصين قالت بصراحة إنها تحاول بنشاط التأثير وتغيير تصويتنا من خلال مهاجمة مزارعينا ومربينا وعمالنا في الصناعة، لأنهم مخلصون لي".

الرسوم الصينية تثير قلق مزارعي الولايات المتحدة
الرسوم الصينية تثير قلق مزارعي الولايات المتحدة

وأضاف أن الأميركيين الذين سيتضررون من رد الفعل الصيني، هم "وطنيون كبار" مستعدون لتحمل هذه الحرب التجارية لإخضاع الصين.

في الأثناء أكد المتحدث باسم الخارجية الصينية جينغ شوانغ ان "أن من يعرف حتى القليل عن الدبلوماسية الصينية، يدرك أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".

وشدد خلال مؤتمره الصحافي الدوري "نحن لا نقبل تدخل الآخرين في شؤوننا الداخلية ولا نمارس أي تدخل في الشؤون الداخلية للآخرين".

وتذكر إستراتيجية الرد الصينية بتلك التي استخدمها الاتحاد الأوروبي في أوج التوتر مع واشنطن بأمل ثني الإدارة الأميركية عن توجهاتها، ويتعلق الأمر باستهداف الولايات الأميركية التي يمكن أن تتحول إلى المعسكر الديمقراطي.

ويبدأ سريان الرسوم الجمركية الأميركية المعلنة الاثنين في 24 سبتمبر/ايلول وستكون بنسبة 10 بالمئة حتى نهاية العام. ثم ترفع إلى 25 بالمئة في الأول من يناير/كانون الثاني 2019.

واستهدفت العقوبات التي فرضت في يوليو/تموز سلعا صينية بقيمة 50 مليار دولار من الواردات السنوية.

وستفرض الصين التي كانت ردت بفرض رسوم على سلع أميركية تمثل القيمة ذاتها، رسوما جمركية جديدة بداية من 24 سبتمبر/ايلول.

وبين المنتجات المعنية حفاضات الرضع والأثاث واللوحات الشمسية والغاز الطبيعي المسيل.

وتفرض بكين منذ يوليو/تموز رسوما بنسبة 25 بالمئة على الصويا الأميركية مستهدفة بذلك مجالا موجعا حيث أن الولايات المتحدة صدرت في 2017 إلى الصين كميات من الصويا قيمتها 14 مليار دولار وهي تمثل ثلث الإنتاج الأميركي. ومعظم منتجي الصويا من ولايات صوتت غالبيتها لترامب.

ويطالب ترامب بكين بأن تخفض بـ200 مليار دولار العجز التجاري لبلاده مع الصين، وذلك من خلال فتح سوقها بصورة أكبر أمام المنتجات الأميركية في الوقت الذي اتهم فيه الصين بالنقل القسري للتكنولوجيا.