الضربات الإسرائيلية تجبر إيران على تعليق رحلاتها إلى سوريا

الإيرانيون قللوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد واستعانوا بحزب الله لإدارة عملياتهم في سوريا عن بعد.

طهران – علقت السلطات الإيرانية رحلات الطيران المدنية إلى سوريا بسبب "ظروف خاصة" في إشارة غير معلنة إلى الهجمات الإسرائيلية المتتالية على أهداف إيرانية في سوريا، قتل خلالها العديد من قياديي الحرس الثوري الإيراني.

وقال رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية محمد محمدي بخش أن البلدين خططا لنقل 50 ألف زائر إلى سوريا سنويا، وتم تحديد الشركات المحددة لكلا الجانبين، وكانت الرحلات الجوية قائمة على قدم وساق لكنها توقفت في الوقت الحاضر بسبب ظروف خاصة تمر بها سوريا. وتابع أن الرحلات الجوية سوف تستأنف بعد أن تعلن وزارة الخارجية الإيرانية ذلك.

وخلال الأشهر القليلة الماضية، قُتل عدد من القياديين في "الحرس الثوري" الإيراني، على رأسهم العميد علي آغا زاده رئيس وحدة المعلومات التابعة لـ فيلق القدس"، في 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، بغارات جوية استهدفت مجمعاً سكنياً يقيمون فيه داخل العاصمة دمشق. كما اغتيل الجنرال رضي موسوي، المسؤول عن وحدة إسناد ما يعرف بـ"محور المقاومة" في سوريا، من جراء قصف صاروخي إسرائيلي على منزله بمنطقة السيدة زينب بريف دمشق.

وسبق أن نقلت وكالة رويترز عن خمسة مصادر مطلعة أن الحرس الثوري الإيراني سحب كبار ضباطه من سوريا بسبب سلسلة من الضربات الإسرائيلية. فيما تشير معلومات بأن إعلان إيران عن إيقاف رحلاتها الجوية إلى سوريا يرتبط بالغارات الإسرائيلية التي قتلت عدداً من القياديين في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، ضمن استهداف طال مواقع عسكرية ومقرات أمنية تابعة لسوريا وإيران وتركزت بالعاصمة دمشق.

واختلفت التكهنات بشأن وجود قياديي الحرس الثوري في سوريا بعد الضربات المتوالية التي وجهت لهم من إسرائيل، فذكرت مصادر أن الحرس الثوري سيدير العمليات السورية عن بعد بمساعدة حليفه "حزب الله" اللبناني، فيما قال مصدر آخر وهو مسؤول إقليمي مقرب من إيران، إن من لا يزالون في سورية غادروا مكاتبهم وأماكن إقامتهم وابتعدوا عن الأنظار. وأضاف "الإيرانيون لن يتخلوا عن سورية. لكنهم قللوا وجودهم وتحركاتهم إلى أقصى حد".
ويجري نقل الإيرانيين والمعدات والأسلحة إلى سوريا تحت غطاء السياحة الدينية للأماكن المقدسة، وقد أعلن نائب رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية، غلام رضا رضائي، في يوليو/تموز العام الماضي عن استئناف رحلات الزوار إلى سوريا بعد توقفها بسبب جائحة كورونا.

وسبق أن أوقفت إيران رحلات "الحج" من أراضيها إلى سوريا حتى إشعار آخر، بسبب "الأوضاع في غزة وتصاعد الصراعات الناجمة عن الحرب الأخيرة".

وقال حميد رضا محمدي، نائب مدير شؤون الشرف في "منظمة الحج والعمرة" حسبما نقلت وكالات إيرانية إن إيقاف الرحلات يرتبط أيضا بـ"الالتزام بالقضايا الأمنية". وأشار إلى آن آخر رحلة جوية من طهران إلى دمشق وصلت كان على متنها 85 "حاجا إيرانيا على شكل قافلتين".

وجاءت هذه الخطوة من جانب طهران، بينما تستمر الحرب في قطاع غزة وفي أعقاب تعرض مطاري دمشق وحلب الدوليين لقصف نسب لإسرائيل ما أسفر عن خروجهما عن الخدمة، أكثر من مرة. وأشار إلى أنه وبعد رحلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى دمشق في مايو الماضي، تقرر استئناف هذه الرحلات فور حل مشكلة الطيران.

وفي كل عام تستقطب الأراضي السورية وخاصة العاصمة السورية دمشق الزائرين من دول إيران والعراق ولبنان، بهدف زيارة الأماكن والمراقد الشيعية في البلاد، تحت ما يسمى "السياحة الدينية". ويشكل مقام "السيدة زينب" الديني في دمشق وجهة أساسية للزوار الإيرانيين.

وكان رئيسي أجرى زيارة إلى دمشق، مايو الماضي، وهي الأولى لرئيس إيراني منذ 13 عاما. ووقع مع النظام السوري، اتفاقيات اقتصادية عدة، كان من بينها مذكرة تفاهم بين وزارة السياحة في حكومة النظام وبين منظمة "الحج والزيارة الإيرانية".

وسبق وأن قالت مديرة التسويق والإعلام السياحي في وزارة السياحة السورية، ربى صاصيلا، إن من المتوقع أن يصل أعداد السياح خلال العام الحالي إلى نحو مليون سائح".

وأشارت إلى زيادة أعداد السياح، خلال الأشهر الثلاثة من هذا العام، بنسبة 30 بالمئة على السنوات الماضية.

وأضافت صاصيلا أن عدد السياح القادمين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، خلال الربع الأول من العام الحالي، وصل إلى 385 ألف سائح، وأن عدد السياح من دول العراق وإيران والأردن والبحرين سجل خلال الفترة نفسها حضورا كبيرا، بهدف السياحة الدينية والطبية.