الطائفية الشيعية هي الطريق الأفضل لامتهان الشيعي

الطائفية الشيعية هي خير وسيلة لتخدير الشيعي وتنويمه وجعله ميتا في الحياة ومنهزما وغير ميال للمواجهة ولا يملك حوافز بناء المستقبل فلا وجود للزمن خارج الزمن العاشورائي ولا وجود لغرائز غير غريزة الندم وجلد الذات.

بقلم: جعفر المظفر

هذه المقالة ليس هدفها تبرئة السنة من صلتهم الفقهية والاجتماعية والسياسية مع الطائفية ومنتجاتها المفتوحة على الظواهر والسلوك اللاإنساني؛ وليست مع القول ان طائفية السنة في الأساس قامت كرد الفعل على طائفية الشيعةـ أو كونها قد تمثل حالة تمرد منفلت وبيئوي نتيجة وجود الاحتلال الأمريكيـ ففي مصر وليبيا على سبيل المثال ليس هناك شيعة وليس هناك احتلال ومع ذلك فإن القاعدة وداعش لهما نشاط تخريبي واضح وموجه ضد أنظمة سياسية وقوى اجتماعية محسوبة على السنةـ وفي مصر فقد شمل ذلك المسيحيين بشكل خاص، أما في العراق فهي ضد كل شيء يسير على الأرض وكل شيء يحلق في السماء.

على الطرف الآخر الذين يفهمون أن وقوف الشيعي ضد الطائفية الشيعية فيها مجاملة للسنة هم من المغيبة عقولهم، أو أنهم من المتآمرين ضد الطائفة الشيعية نفسها، أو أنهم من العملاء لدول أجنبية، وعلى رأسها إيران، ترى أن السيطرة على العراق والقضاء على مستقبله وأمنه وسلمه الاجتماعي وتقدمه وتحضره يتم من خلال الطائفية بكل أشكالها.

الوقوف ضد الطائفية الشيعية من قبل الشيعي هي حماية للوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي ومن الأكيد أن الشيعي المعادي لطائفية طائفته هو معادي للطائفية بكل أشكالها وكل مستوياتها.

الشيعي غير الطائفي والمعادي بشدة لطائفية طائفته يدرك تماما أن الطائفية والمذهبية الشيعية هي الوسيلة الأفضل لإخراج الشيعة أنفسهم من سياق حركة الزمان ومن أحكام المكان وجعلهم يعيشون في الماضي حيث الصراعات القاتلة.

الثقافة الشيعية السياسية المتوارثة والمستحدثة هي البيئة الأفضل لتحويل الشيعي إلى إنسان متخلف يعيش نادما وجالدا للذات.

الطائفية الشيعية هي خير وسيلة لتخدير الشيعي وتنويمه وجعله ميتا في الحياة ومنهزما وغير ميال للمواجهة ولا يملك حوافز بناء المستقبل، فلا وجود للزمن خارج الزمن العاشورائي ولا وجود لغرائز غير غريزة الندم وجلد الذات.

الطائفية الشيعية هي أفضل وسيلة لتحقيق ابشع أنواع الاستعمار القائم على سحق الشيعي وتنويمه وإخراجه من الزمن وقتل إحساسه بالمستقبل وفهم معناه وتوفير لوازم بنائه.

بمقارنة استعمار الشيعي لنفسه بنفسه، مع الاستعمار الأجنبي الذي عرفناه سابقا، متمثلا بالإنكليزي والفرنسي مثلا، فإن التدمير الذي يحدثه الأول هو أكثر بكثير من ذلك الذي يحدثه الثاني الذي لا يملك وسائل التدمير الذاتي بمثل ما يملكها الأول.

الطائفي الشيعي والطائفي السني حينما يتقاتلان فهما يتقاتلان بأبناء طائفتيهما لا بأبنائهما وحينما يتآخيان فلن يتآخيا إلا بالشر وعلى الشر وللشر.

لا وجود لحسابات المستقبل، ثقافة وبناء وتطلعات، لدى الطائفي من الطرفين لأن هذه الحسابات غير موجودة إلا في كتب الماضي التي يصبح تقديس ما فيها وسيلة لتعطيل الفكر الحر والإرادة المستقلة.

اخرجوا من طائفيتكم، وعلى طائفييكم، تبدأون الخطوة الأولى على طريق المستقبل والإحساس بالحاضر وتوفير لوازم بنائه.