الطباعة ثلاثية الأبعاد مفيدة في عمليات حفظ السلام

الجيش الهولندي يجري تجارب حاليا على استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في مالي، والتكنولوجيا الواعدة تمكن من تقليل الوقت والجهد والمال.

أمستردام - اعتبر باحث هولندي في دراسة أوردها الموقع الإلكتروني "فيز دوت أورغ" أن الاستعانة بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد مهمة ومفيدة في عمليات حفظ السلام في أماكن نائية بمختلف أنحاء العالم.
وتتيح الطابعات ثلاثية الأبعاد للمطورين القدرة على طباعة أجزاء وأجهزة وتركيبات مصنوعة من مواد مختلفة وبمواصفات ميكانيكية وفيزيائية متعددة في عملية بناء واحدة.
وتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تنتج نماذج تشابه كثيراً منظر وملمس ووظيفة النموذج الأولي للمنتج.
وتقوم فكرة الطباعة الثلاثية الأبعاد على استخدام مواد مثل البلاستيك المنصهر أو الحديد أو الراتنغ السائل لإنتاج مجسمات وأشكال قابلة للاستخدام العادي.
واعتبر الباحث برام ويستفيل أن تصنيع الإمدادات وقطع الغيار في مواقع تركز قوات حفظ السلام بالطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن يوفر مئات الملايين من اليوروهات، كما يساعد على اختصار الوقت وتقليل الجهد.
وذكر ويستفيل المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا أن الأنظمة العسكرية تحتاج إلى آلاف الأنواع من قطع الغيار، وأنه من الممكن تصنيع ما بين 10 إلى 20 بالمئة من هذه المكونات عن طريق تقنيات الطباعة المجسمة.
وأوضح الباحث أن حجم التوفير الناجم عن استخدام الطباعة المجسمة في بعثات حفظ السلام كبيرة الحجم في دول مثل مالي والسودان وقد يصل إلى مئات الآلاف من اليوروهات، مشيرا إلى أن سعر الطابعة نفسها لا يتجاوز 25 ألف يورو، مما يسمح بتحقيق عائد سريع عند استخدام التكنولوجيا الثورية.
ويجري الجيش الهولندي حاليا تجارب على استخدام التكنولوجيا الواعدة في مالي.
وأفاد الباحث الهولندي أنه من الممكن أيضا توظيف تقنيات الطباعة المجسمة في الأنشطة الصناعية التي تجرى في المناطق البعيدة عن العمران. 
وفي السنوات الأخيرة، أصبح من الممكن تطبيق الطباعة ثلاثية الأبعاد على مستوى المشروعات الصغيرة-المتوسطة، وانتقلت النمذجة من الصناعات الثقيلة إلى البيئة المكتبية والمجال الصحي بالخصوص.
وتقدم الطباعة ثلاثية الأبعاد عروض هائلة لتطبيقات الإنتاج. 
وتستخدم هذه التقنية في المجوهرات، الأحذية، التصميم الصناعي، والعمارة، والهندسة، والانشاءات.
وكشف باحثون عما وصفوه بأنه أول منزل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم في مدينة نانت الفرنسية ومن المتوقع أن ينتقل سكانه إليه بحلول يونيو/حزيران القادم.
وظهرت هذه التقنية للمرة الأولى في أوائل الثمانينيات ولكنها مكنت اليوم من صناعة منتجات جديدة كليا، كما أنها تسرع من دورة الإنتاج ابتداء من التصميم وانتهاء بالتصنيع.
ويعتمد مستقبل البشرية على هذه التقنية التي ستمكن من طباعة أي شيء من السيارة إلى أجهزة الإنسان كالقلب والرئة.
وتغزو التقنية بقوة عالم الصحة، وتتعدد أساليب استعمالها ولكنها تراهن في نهاية المطاف على تعزيز النظم الطبية والصحية.
وباستخدام الطباعة الثلاثية الأبعاد بات بالإمكان حاليًا طباعة أعضاء بشريّة وأجزاء من جسم الإنسان تماثل الطبيعية منها في الوظيفة، مثل الأذن المطبوعة التي تكاد تبدو حقيقية.
قال باحثون بريطانيون إنهم طوّروا طريقة جديدة للطباعة الثلاثية الأبعاد تقدّم أنسجة وأعضاء بتفاصيل أكثر دقة، بحيث تتيح إمكانية طباعة الغضاريف والأنسجة الأكثر تعقيدًا، لاستخدامها بإصلاح أو استبدال الأجزاء المتضرّرة من الجسم.