الطبوبي يحشد لتأليب الشارع على قيس سعيد
تونس - يحشد الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر مركزي نقابية في تونس تتمتع بنفوذ قوي، لاستقطاب المزيد من الدعم الشعبي ومن منظمات المجتمع المدني فيما يستعد لتصعيد أكبر في مواجهة الرئيس التونسي قيس سعيد وفي محاولة لتأليب الشارع ضدّه بعد أن تجاهله الرئيس مرارا في خطة الانتقال السياسي التي ينفذها وفق بنود خارطة طريق كان قد أعلن عنها بعيد إجراءات 25 يوليو/تموز من العام الماضي.
ودعا الأمين العام لاتحاد الشغل نورالدين الطبوبي اليوم الثلاثاء قوى المجتمع المدني والمنظمات الوطنية إلى لعب دورها الوطني في مواجهة الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد، قائلا إن العبث بتونس لا يمكن أن يستمر، في علامة على ما يبدو على تحركات شعبية محتملة في الفترة المقبلة.
وجاءت تعليقات الطبوبي في خطاب أمام حشود من أنصاره اليوم الثلاثاء، بعد يومين من انتخابات برلمانية شهدت نسبة مشاركة ضعيفة بلغت 11.2 بالمئة وهو مستوى متدن لم تشهده تونس من قبل.
وقال الطبوبي إن المقاطعة الكبيرة للانتخابات هي رسالة لكل الطبقة السياسية تظهر إحباط ويأس التونسيين. ويقول الاتحاد العام التونسي للشغل إنه يضم أكثر من مليون عضو وقد أثبت قدرته على شل الاقتصاد بالإضرابات.
ودعم الاتحاد في بعض الأحيان الرئيس قيس سعيد بعد أن سيطر على معظم السلطات العام الماضي، لكنه تحول إلى أحد أشد منتقديه في الأسابيع القليلة الماضية قائلا إن الحريات في تراجع خطير.
وقال الطبوبي "حان الوقت للمجتمع المدني والمنظمات الوطنية لتلعب دورها الوطني .. الصمت اليوم جريمة.. لن ندعكم تعبثون بالبلد.. لا نخاف من السجون"، مضيفا "الوقت انتهى وإذا لم تفهم الرسالة فإن الناس سيقولون كلمتهم من خلال النضال السلمي".
وأغلق سعيد البرلمان المنتخب العام الماضي وتحرك للحكم بمراسيم قبل كتابة دستور جديد صاغه بمساعدة خبراء في الدستور وتم إقراره هذا الصيف في استفتاء.
وبعد الإعلان عن أرقام الإقبال المتدنية في انتخابات الأسبوع الماضي، قالت أحزاب رئيسية في تونس من بينها جبهة الخلاص التي تضم حزب النهضة الإسلامي وخصمه اللدود الحزب الدستوري الحر، إن سعيد لا يتمتع بالشرعية ويجب أن يتنحى داعية إلى تحركات شعبية حاشدة ضد حكم سعيد.
ويواجه الاتحاد العام التونسي للشغل بدوره انتقادات حادة ويحمله سياسيون المسؤولية عن الوضع الراهن أيضا بسبب التحركات الاحتجاجية التي خاضها وعطل من خلالها الإنتاج في وقت تواجه فيه تونس أسوا أزمة مالية تفاقمت بسبب وباء كورونا ولاحقا بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا.
كما يتهم سياسيون الاتحاد بلعب دور سلبي وبأنه يفاوض الحكومة على ملفات تخص منتسبيه على نقيض ما يعلنه كقوة وازنة تدافع عن مصالح الشعب.
وبالنسبة لجبهة الخلاص وهي واجهة سياسية لحركة النهضة الإسلامية وتضم عدة أحزاب بقيادة السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي، فلا يبدو لها تأثير واضح باستثناء محاولة التشويش على المسار السياسي.
والشابي الذي جيء به بعد إفلاسه سياسيا حين كان في أول حكومة بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وحين كان في المعارضة (في عهد بن علي وفي عهد حكومة الترويكا) ولم ينجح في تقديم أي رؤية سياسية واضحة طيلة مسيرته السياسية، لا يبدو كذلك شخصية مؤثرة ولا يملك كاريزما القيادة والتأثير.