الطرح الانفصالي صار من الماضي.. المغرب يكسب جولة أخرى في نزاع الصحراء

دي ميستورا يؤكّد أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون حاسمة في قضية الصحراء وتسوية النزاع المفتعل حولها، داعيا الى ضرورة استغلال الزخم الحالي للدفع نحو حل دائم للقضية.

واشنطن – أكد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، ستيفان دي ميستورا أن الأشهر الثلاثة القادمة ستكون حاسمة في قضية الصحراء وتسوية النزاع المفتعل حولها، داعيا الى ضرورة استغلال الزخم الحالي للدفع نحو حل دائم لهذه القضية، فيما تجد الجزائر التي تحافظ على موقفها الثابت في دعم جبهة بوليساريو الانفصالية في موقف حرج لا سيما في ظل توتر علاقاتها مع جيرانها في منطقة الساحل والأزمة الدبلوماسية المتصاعدة مع فرنسا.

ويحظى الموقف المغربي بتأييد المجتمع الدولي والقوى الكبرى وفي مقدمتها واشنطن وباريس، ما يفرض على الحكومة الجزائرية مراجعة سياستها العقيمة بشأن الملف، بينما كشفت تقارير عن ضغوط أميركية مباشرة على الجزائر لدفع بوليساريو نحو التفاوض على أساس الحكم الذاتي أو تصنيف الجبهة الانفصالية كتنظيم إرهابي وسحب الملف من يد الأمم المتحدة.

وشدد دي ميستورا في ختام إحاطته أمام أعضاء مجلس الأمن أمس الاثنين، على أن تحقيق أي تقدم يتطلب إرادة سياسية حقيقية من كافة الأطراف، مؤكدا أن اللحظة الراهنة تشكل فرصة حقيقية يجب عدم إهدارها في ظل التحولات الإقليمية والدولية المحيطة بالنزاع، وفق ما نقله موقع "زنقة 20" المحلي.

وكان المسؤول الأممي قد أكد خلال لقاء سابق بوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، أن خيار الاستفتاء لم يعد مطروحا في مسار تسوية النزاع المفتعل وأن مشاركة الجزائر باتت ضرورية خاصة وأن أي اتفاق مع الجبهة يبقى رهين موقف القيادة العسكرية الجزائرية المتحكمة عمليا في قراراتها، مشددا على أن هذه الآلية انتهت بشكل نهائي ولا رجعة فيها.

وتعني هذه التصريحات أن الطرح الانفصالي الذي تسعى اليه بوليساريو بدعم من الجزائر صار من الماضي وأن الأساس الوحيد لانهاء النزاع المفتعل هو مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي طرحتها الرباط قبل سنوات واكتسبت دعما دوليا متزايدا باعتبارها الحل الواقعي الوحيد.وبذلك يكون المغرب قد حقق انتصارا هاما وحاسما في ملف النزاع.

وتتمسك واشنطن بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي، حيث جددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي دعمها المطلق والثابت للمغرب، موضحة أن المحادثات لحل النزاع المفتعل ينبغي أن تجري فقط على أساس الحل المغربي تحت سيادة المملكة وهو تأكيد يكشف عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

ونقل موقع "زنقة 20" المغربي عن السفير المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال تأكيده على أن الولايات المتحدة عازمة على إغلاق ملف الصحراء المغربية، آملا أن يحتفل المغاربة بالنهاية السعيدة لهذا النزاع وإلى الأبد خلال الذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء.

وأوضح هلال خلال انعقاد جلسة مغلقة بمجلس الامن حول الصحراء، أن الموقف الأميركي هذه المرة كان واضحًا جدًا، من خلال التزام واشنطن التام بدعم جهود إعادة إطلاق العملية السياسية، والعمل على التوصل إلى حل نهائي والذي يرتكز على الحكم الذاتي دون غيره، في إطار السيادة المغربية والوحدة الترابية للمملكة، مشيرا إلى أن المقترح المغربي يحظى الآن بتأييد أكثر من 100 دولة عبر مختلف القارات.

وشهدت القضية في السنوات الأخيرة، تحولات لصالح المغرب، الذي تمكن من الحصول على دعم دولي متزايد لمبادرته للحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادته، بما في ذلك من دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، بينما أربكت هذه الاعترافات الدولية التي تنسجم مع مواقف المغرب الداعمة للحل السلمي، الجزائر، التي ترى في ذلك تقليصًا لدورها في النزاع وتهديدًا لاستراتيجيتها التي طالما اعتمدت على دعم جبهة البوليساريو.

وجددت فرنسا اليوم الثلاثاء دعمها الصريح والرسمي والواضح لسيادة المغرب على صحرائها، معتبرةً أنه مخطط واضح ومعقول يتماشى مع القانون الدولي لحل نهائي.

وأكدت الخارجية الفرنسية في بيان عقب لقاء وزير الخارجية والتعاون الأفريقي المغربي ناصر بوريطة بنظيره الفرنسي جون نويل باروت، الموقف الفرنسي الرسمي الذي عبر عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارته في أكتوبر/تشرين الأول للمملكة، مشددة على إنخراط باريس في دعم المشاريع التنموية في الصحراء المغربية.

ودعت فرنسا الأطراف المعنية إلى الجلوس لطاولة المفاوضات بأسرع وقت للتفاوض على أساس الحكم الذاتي المغربي.