الظروف الصعبة تلقي ظلالها على شهر الفرنكوفونية في لبنان

التظاهرة الثقافية تقدم برنامجا ثقافيا متواضعا مقارنة بالسنوات السابقة لكنها تعطي مساحة للشبان كي يبدعوا ويعبروا ويتحاوروا ويرفهوا عن أنفسهم في هذه الأوضاع.

بيروت - ينطلق شهر الفرنكوفونية في لبنان في السادس من مارس/آذار القادم ببرنامج متواضع مقارنة بالسنوات السابقة متأثرا بالأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد. 
ويشمل البرنامج الذي أعلن عنه الأربعاء في المكتبة الوطنية ببيروت 19 فعالية تتنوع بين المسرح والموسيقى والأدب والسينما ينظم غالبيتها المعهد الثقافي الفرنسي في بيروت والوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط.
وقال السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه لرويترز "الوقت الآن يتطلب منا تنظيم هذه التظاهرة الفرنكوفونية أكثر من أي وقت مضى لأن الآن هو الوقت للتعبير بحرية والحوار والتلاقي والعيش المشترك والتضامن، الأمر الذي يصب مباشرة في قيم الفرنكوفونية".
وأضاف "الحراك الذي يشهده لبنان أثبت أنه بلد إبداع بكل الأحوال، والفرنكوفونية خلال هذا الشهر ستعطي مساحة للشبان كي يبدعوا ويعبروا ويتحاوروا ويرفهوا عن أنفسهم في هذه الظروف".
وتنظم وزارة الثقافة اللبنانية الحدث بالتعاون مع سفارات ثماني دول هي فرنسا وسويسرا وبلجيكا وكندا ورومانيا والمغرب وتونس وأرمينيا.
وقال وزير الثقافة اللبناني عباس مرتضى لرويترز "لقد تردد فريق عمل الوزارة في البداية في المضي قدما بتنظيم فعاليات شهر الفرنكوفونية لكني أصررت على ذلك رغم أنني استلمت الوزارة قبل وقت قريب، وذلك للتشديد على ضرورة شمل نشاطاته مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع شركائنا الفرنكوفونيين كنوع من تحفيز الحركة الثقافية في بلدنا".
وأضاف "وزارة الثقافة في ظل الظروف الطارئة الاقتصادية والمعيشية التي تعيشها البلاد باتت دون شك في حاجة ملحة أكثر فأكثر لتقديم صورة حضارية مغايرة للواقع المرير من جهة، والتأكيد على التمسك والانتماء الوطني من جهة أخرى. هي ليست ترفا بقدر ما هي إحدى ميزات لبنان الغني بتعدديته وتلاوينه الثقافية".

الآن هو الوقت للتعبير بحرية والحوار والتلاقي والعيش المشترك والتضامن، الأمر الذي يصب مباشرة في قيم الفرنكوفونية

وأوضح أن "الفرنكوفونية بمعيارنا ليست في تشاركنا اللغة الفرنسية فقط بل في القاسم المشترك الذي يجمع دولا ذات ثقافات متنوعة تحمل في طياتها كل معاني الوحدة والتضامن والتعاون واحترام التعددية وحرية التعبير".
ينطلق البرنامج بحفل موسيقي للفنان الفرنسي الشاب جيلام فابر بمصاحبة الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو وليم مسلم.
ويشمل البرنامج ورشة كتابة تقدمها الروائية سلمى كوجك بمشاركة طلاب من الجامعة اللبنانية بفروعها الخمسة وجامعات القديس يوسف والجنان والبلمند والجامعة الإسلامية.
كما تنظم الوكالة الجامعية الفرنكوفونية في الشرق الأوسط ووكالة العمل لنشر اللغة الفرنسية الخاصة بالأعمال والمعهد الفرنسي في لبنان ومعهد باسل فليحان المالي النسخة اللبنانية من (مباراة كلمة الفرنكوفونية الذهبية).
وتتوجه هذه المسابقة التي تهدف إلى نشر استعمال اللغة الفرنسية في قطاع الأعمال إلى فئتين من الأشخاص، الطلاب ما دون السابعة والعشرين، والمهنيين الشبان دون سن الأربعين. ويقام الختام في 27 مارس آذار في الجامعة الأنطونية في الحازمية بجبل لبنان.
ويبقى الحدث الأبرز والمنتظر بحسب ما تحدث السفراء الثمانية في المؤتمر الصحفي هو حفل تكريم اسم المغني الفرنسي من أصل أرميني شارل أزنافور في 28 مارس/اذار.
تحيي الحفل المغنية والممثلة اللبنانية إيفون الهاشم التي كانت الفنانة الأولى عربيا التي تحصل على حق إعادة توزيع أغاني أزنافور بإذن منه قبل وفاته بسنوات.
وقالت إيفون لرويترز عبر الهاتف "سعيدة جدا باختياري لتكريم أزنافور في شهر الفرنكوفونية. هذا شرف بالنسبة لي".
وأضافت "عندما سمعني أزنافور أؤدي أغنية ‘كوم ال ديز‘ التي منحني حقوق غنائها وتسجيلها في ألبوم، أبدى في تصريحات لإحدى المجلات الفرنكوفونية مدى سعادته بأن يؤدي شباب أغنياته، وبأسلوبهم الخاص وقال إنني أؤديها من القلب".
وعن ترتيبات الحفل، قالت إن المؤلف الموسيقي والمغني اللبناني مايك ماسي سيتولى الإدارة الفنية للحفل الذي ستقدم فيه مجموعة كبيرة من أعمال أزنافور باللغة الفرنسية خصوصا التي يحبها اللبنانيون مع إدخال نفحات وتوزيعات شرقية على أنغام آلة القانون.