العالم الافتراضي يسقط في امتحان الانتخابات الأميركية

رغم تدابير اتخذها فيسبوك وتويتر، مواقع التواصل الاجتماعي تعج بمزاعم خاطئة عن النصر وبأحاديث بلا دليل عن تزوير التصويت ومحاولات للتأثير على الناخبين بمزاعم كاذبة.

واشنطن - بينما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأنصاره يملؤون وسائل التواصل الاجتماعي بمزاعم خاطئة عن النصر وبأحاديث بلا دليل عن تزوير التصويت، حذرت المواقع مستخدميها من أن الانتخابات لم تحسم بعد.

وتمثل المنشورات التي تظهر على تويتر وفيسبوك ومواقع أخرى اختبارا على أرض الواقع للقواعد التي يتشدق بها العالم الافتراضي عن مكافحة المعلومات المضللة عن الانتخابات ومزاعم الفوز السابقة لأوانها.

لكن من غير الواضح إن كانت التحذيرات وملحوظات التحقق من المعلومات والتي عادة ما توضع بعد تداول المنشورات عشرات الآلاف من المرات تحد بالفعل من انتشار مزاعم لا أساس لها. وفي حالة فيسبوك أدخل عاملون تعديلا على بعض القواعد من وحي مستجدات الأمور.

ويرى البعض أن ملحوظات التحذير وحدها لا تكفي في منصات ابتُكرت خصيصا لتعزيز النشر الفوري والانتشار السريع للمعلومات.

وقالت جيسيكا جونزاليس المديرة التنفيذية المشاركة لمجموعة فري برس المعنية بالدفاع عن حرية تداول المعلومات "نحن على الحافة هنا... نحن نختبر تجربتنا الديمقراطية وفيسبوك لم يتصرف بالشكل الصحيح حتى هذه اللحظة".

وتوالت طوال الأربعاء مزاعم خاطئة لا تقوم على سند. ففي البداية، قال ترامب إنه فاز، وهو ما لم يحدث إلى الآن. ثم قال إن أصواتا بالبريد تظهر من العدم، رغم أنها متوقعة منذ فترة طويلة. وزعمت حملته لاحقا فوزه في بنسلفانيا في حين أن الأصوات فيها لا تزال تُحصى.

كما وضع فيسبوك تحذيرا على مزاعم دون أسانيد عن عدم احتساب أصوات لصالح ترامب لأن الناخبين استخدموا أقلام فلوماستر في التصويت، لكن الزعم انتشر وجرى تداوله مئات الآلاف من المرات.

ومساء الثلاثاء، حجب تويتر تغريدة الرئيس الجمهوري المرشح لولاية ثانية بمواجهة الديموقراطي جو بايدن، موردا تحذيرا "المحتوى الذي تم مشاركته في هذه التغريدة تم نقضه جزئيا أو بالكامل وقد يكون مضللا بشأن كيفية المشاركة في انتخابات".

وكتب ترامب "إننا متقدمون وبفارق كبير، لكنهم يحاولون سرقة الانتخابات. لن ندعهم أبدا يقومون بذلك. لا يمكن إيداع بطاقات التصويت بعد انتهاء الاقتراع".

وفي هذا السياق، فإن فيديو مفبركا ومجتزأ يظهر فيه جو بايدن وكأنه يقول إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما أقامت نظاما واسعا من التزوير الانتخابي، جمع حوالى 17 مليون مشاهدة على مواقع مختلفة، بحسب منظمة "آفاز" غير الحكومية.

وحظر فيسبوك الإعلانات السياسية وحول المواضيع الاجتماعية أو الانتخابية في الولايات المتحدة اعتبارا من الأربعاء ولأسبوع على الأرجح، من أجل "الحد من مخاطر حصول التباسات أو تجاوزات".