العاهل الأردني في العراق لأول مرة منذ عشر سنوات

زيارة الملك عبدالله الثاني تأتي وسط حركة دبلوماسية نشطة يشهدها العراق وبعد تبادل زيارات على مستوى رفيع بين البلدين الجارين.

بغداد - وصل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاثنين الى بغداد في زيارة رسمية هي الأولى منذ أكثر من عشرة أعوام، حسبما أفاد المتحدث باسم الرئاسة العراقية.
وقال لقمان فيلي إن "العاهل الاردني وصل بغداد والتقى بالرئيس برهم صالح، كما سيلتقي برئيس الوزراء عادل عبد المهدي".
وتاتي الزيارة بعد حركة دبلوماسية نشطة شهدها العراق خلال الايام القليلة الماضية، حيث يزور وزير الخارجية الايراني حاليا البلاد التي زارها أيضا وزير الخارجية الأميركي.
كما وصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الاثنين الى بغداد واجتمع مع عبد المهدي.
ونقل بيان للديوان الملكي الأردني عن الرئيس العراقي قوله إن زيارة الملك عبد الله الثاني "تاريخية ومشهود لها عند العراقيين جميعا"، مشيرا إلى ان الزيارة "تعتبر في غاية الأهمية وتدل على عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين".
كما اعتبر الرئيس العراقي أن زيارة ملك الأردن لبلاده "تشكل دعامة أساسية لفتح آفاق أوسع للتعاون بينهما". 
وشدد الزعيمان على أهمية الاتفاقيات المبرمة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة والنقل والإنشاءات وجهود محاربة الإرهاب والتطرف.
وزيارة العاهل الاردني هي الثانية من نوعها خلال عشر سنوات منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003 من قبل قوات التحالف الدولي الذي قادته الولايات المتحدة.

الاردن لديه رغبة حقيقية في مد خط انابيب نفط من البصرة الى ميناء العقبة لانه سيلبي احتياجاته من الوقود

وزار الرئيس العراقي برهم صالح الاردن في تشرين الثاني/نوفمبر، وفي الشهر اللاحق التقى رئيس الوزراء الاردني عمر الرزاز نظيره العراقي في بغداد.
وتتقاسم بغداد وعمان حدودا مشتركة مهمة ونقاطا تجارية، ووقعتا مؤخرا مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء على وجه الخصوص، والتي تعد مشكلة مزمنة بالنسبة للعراق.
وفيما يعتمد العراق في استيراد الطاقة على ايران والتي تزود ساعات قليلة خلال اليوم، لسكانها البالغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، تسعى بغداد لتنويع مصادر استيرادها.
وللحصول على استثناء من واشنطن الذي فرضت حزمة من العقوبات على ايران، في نهاية 2018، تقول بغداد انها تريد ان تشتري الكهرباء من الاردن والكويت وتركيا.
وقال المحلل السياسي العراقي عصام الفيلي "الكل يتطلع الى العراق كأرض خصبة تتطلب مزيدا من الاستثمارات من القوى الاقليمية والدولية."
واضاف لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الاردن لديه رغبة حقيقية في مد خط انابيب نفط من البصرة الى ميناء العقبة لانه سيلبي احتياجاته من الوقود".
وقال فنار حداد الخبير في شؤون العراق في معهد الشرق الأوسط التابع لجامعة سنغافورة الوطنية إن موجة الزيارات تظهر "الميزة الرئيسية" للعراق.
واضاف حداد "من ايران الى الولايات المتحدة ومن المملكة العربية السعودية الى تركيا ومن سوريا الى قطر، يمكن للعراق ان يتحدث مع الجميع في منطقة تتعرض للعديد من التصدعات الاستراتيجية".
ونبه الى أن "أحد أقوى التهديدات لاستقرار العراق اليوم هو خطر تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران على حساب العراق".
فقد يعوق ذلك خطط العراق لإعادة البناء بعد ثلاث سنوات من سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة من البلاد قبل ان تعلن السلطات العراقية "النصر" على التنظيم المتطرف.