العاهل السعودي ينادي بالحزم مع ايران النووية والتوسعية

في حين تنتظر طهران عودة واشنطن الى الاتفاق النووي بعد فوز بايدن، الملك سلمان يذكّر بخطورة السكوت عن السلوك الايراني وتأثيراته الاقليمية والدولية.
خطاب الملك سلمان يسبق بأيام قمة العشرين التي تنظمها السعودية
الملك سلمان يؤكد على دعم جهود الامم المتحدة نحو التسوية السياسية في اليمن

الرياض - حث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز المجتمع الدولي الخميس على اتخاذ "موقف حازم" للتصدي لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة دمار شامل وتطوير برامج للصواريخ الباليستية.
أدلى الملك سلمان بتصريحاته في خطاب سنوي عبر دائرة فيديو مغلقة أمام مجلس الشورى، وهو هيئة استشارية حكومية.
وقال العاهل السعودي "إن المملكة لتؤكد على خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي، وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية، من خلال أذرعه المختلفة، وتنادي بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه، يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين".
وتلك أول تصريحات علنية للملك (84 عاما) منذ أن ألقى خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول عبر دائرة فيديو، انتقد فيه إيران أيضا.
والبلدان في صراع منذ عقود على النفوذ في المنطقة، ويدعمان أطرافا متخاصمة في نزاعات منها سوريا واليمن.
ولم يصدر على الفور رد إيراني على تصريحات الملك. وكانت إيران قد وصفت في السابق تصريحات سعودية ضدها بأنها "مزاعم لا أساس لها" وتنفي تسليح جماعات في الشرق الأوسط.
لكن بات من المعلوم ان ايران لا تزال تمول وتسلح حزب الله اللبناني الذي اسسته في ثمانينات القرن الماضي، كما تدعم الحوثيين في اليمن وميليشيات نافذة في العراق وسوريا.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية نص خطاب الملك بعد منتصف الليل.
وبث التلفزيون الرسمي صورا لخطاب الملك عبر دائرة فيديو أمام أعضاء المجلس، من قصره في نيوم.
وكان الملك سلمان قد دخل المستشفى عدة أيام خلال الصيف، عقب إصابته بالتهاب في المرارة، حيث أجريت له جراحة.
وتصاعد التوتر منذ أن انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وإيران، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية خانقة على الجمهورية الإسلامية.
وقد تظهر نقاط خلاف حاليا بين السعودية وادارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الذي تعهد في حملته الانتخابية بإعادة تقييم العلاقات مع المملكة خصوصا في الملف الايراني وقضايا حقوق الانسان.
والسعودية داعم بشدة لسياسة أقصى الضغوط التي يتبناها ترامب ضد إيران. غير أن بايدن قال إنه سيعود إلى اتفاق عام 2015 النووي الموقع بين القوى العالمية وإيران، والذي تفاوضت عليه واشنطن بينما كان بايدن نائبا للرئيس السابق باراك أوباما.
وفي اليمن، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا يقاتل الحوثيين الموالين لإيران، قال الملك سلمان إن المملكة تواصل دعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية.
كما ندد باستهداف الحوثيين "بطريقة متعمدة وممنهجة" للمدنيين في السعودية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وقال الملك إن الرياض تعمل لضمان استقرار إمدادات النفط للعالم، بما يخدم المنتجين والمستهلكين على حد سواء، على الرغم من الظروف الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم بسبب جائحة كورونا.
كما جدد التأكيد على دعمه لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لكنه لم يشر إلى اتفاقات بوساطة أميركية بين الإمارات والبحرين والسودان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتقبلت الرياض اتفاقات الإمارات والبحرين بشكل غير معلن، غير أنها لم تصل إلى حد دعمها وأشارت إلى أنها غير مستعدة لاتخاذ نفس الخطوة.
وتحدث الملك قبل أيام من قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها المملكة افتراضيا.