العاهل المغربي يطلق منصة المخزون والاحتياطات في استعداد استباقي للتعامل مع الكوارث
جماعة عامر (عمالة سلا) – أطلق العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الأربعاء منصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط- سلا- القنيطرة، في خطوة من شأنها أن تؤسس لبنية لوجيستية متطورة وتعزز قدرات المملكة في إدارة الأزمات وهي أيضا خطوة استباقية لمواجهة الكوارث تعكس في الوقت ذاته مدى الحرص الملكي على الرأس المال البشري وتعكس حرصه الإنساني لتعزيز التضامن ورعاية المتضررين من الكوارث.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى انطلاقة أشغال إحداث منصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، فيما يجسد المشروع رؤية ملكية استشرافية واستباقية تتيح التدخل السريع وتقريب الخدمات لمحتاجيها في حالة حدوث كوارث طبيعية.
كما يجسد المشروع النموذج المغربي في الصمود والنشر السريع لعمليات الإغاثة في حالة وقوع كوارث.
ويحمل إطلاق العاهل المغربي لمنصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط دلالات عميقة، تعكس رؤية استراتيجية للمملكة في التعامل مع الكوارث الطبيعية والأزمات الطارئة.
وتجسد هذه المنصة الرغبة في تطوير قدرات الاستجابة الفورية للكوارث، مما يضمن توفير المساعدات الأساسية للمتضررين في أسرع وقت ممكن.
وتتيح كذلك توفير المخزون الاستراتيجي بما يسهل عمليات الإغاثة، وبما يقلل من الأضرار الناجمة عن الكوارث.
كما يأتي هذا المشروع في سياق النموذج المغربي الذي يولي أهمية قصوى للتخطيط المسبق والتدخل الفعال في حالات الطوارئ.
ويعكس هذا النموذج حرص المملكة على حماية مواطنيها وتأمين احتياجاتهم في الظروف الصعبة.
كما من المتوقع أن تساهم هذه المنصة في تطوير البنية التحتية اللوجستية للمملكة وتعزيز قدرتها على إدارة المخزون الاستراتيجي، بينما تعتبر البنية التحتية عنصرا أساسياً في ضمان استدامة عمليات الإغاثة وتوزيع المساعدات بكفاءة وباقتدار.
ويعكس المشروع كذلك البعد الإنساني العميق الذي يميز السياسة المغربية والحرص على تقديم الدعم للمواطنين في أوقات الحاجة.
ويذهب إلى ابعد من ذلك إذ يؤكد على أهمية التضامن الوطني والتكافل الاجتماعي في مواجهة الكوارث، وقد برز ذلك عمليا خلال كارثة زلزال الحوز، حيث أظهرت المغاربة تضامنا واسعا ولافتا مع المتضررين.
وإنشاء مثل هذه المنصات يعكس رؤية استباقية لمواجهة التحديات المستقبلية، خاصة في ظل تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية نتيجة للتغيرات المناخية.
ويظهر إطلاق الملك محمد السادسة لهذه المنصة، استعداد المغرب للتعامل مع مختلف السيناريوهات المحتملة وتأمين احتياجات السكان في أي ظرف من الظروف.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (ومع)، يندرج المشروع الواعد في إطار التوجيهات الملكية بإحداث منصة كبرى للمخزون والاحتياطات الأولية من خيام وأغطية وأسرة وأدوية ومواد غذائية في كل جهة من جهات المملكة وذلك من أجل مواجهة الكوارث الطبيعية ومخاطر كيماوية، وصناعية أو إشعاعية بشكل فوري.
والمنصة التي أشرف العاهل المغربي على اطلاقها رفقة ولي العهد سيتم إنجازها على مساحة 20 هكتارا في غضون عام من إعطاء شارة اطلاقها وبميزانية قدرت بـ28.78 مليون دولار.
ويشمل المشروع بحسب الوكالة المغربية إحداث أربعة مستودعات (5 آلاف متر مربع لكل منها) وحظيرتين للمعدات الضخمة (2500 متر مربع لكل منهما) ومهبط للطائرات المروحية ومواقف للسيارات.
ومنصة المخزون والاحتياطات الأولية لجهة الرباط- سلا- القنيطرة هي جزء من برنامج شامل كان قد تم تقديمه للعاهل المغربي ويشمل 12 منصة باستثمارات جملية تقدر بـ7 مليارات درهم.
وستضم تلك المنصات 36 مستودعا، موزعة بحسب الكثافة الديمغرافية لكل جهة والمخاطر المحتملة.
وقالت وكالة الأنباء المغربية إن المواد والتجهيزات التي سيتم تخزينها بهذه المنصات تهدف إلى تأمين استجابة سريعة لفائدة السكان المتضررين في حالة وقوع كارثة وضمان تغطية عاجلة ومعقولة للاحتياجات في مجال الإنقاذ والمساعدة والتكفل، وفقا للرؤية الاستباقية للعاهل المغربي.
كما ستغطي هذه المواد والتجهيزات، الموجهة للنشر الفوري بعد الوقوع المحتمل لكارثة طبيعية الفئات الرئيسية من عمليات إيواء وتوفير الخيام والتجهيزات والخدمات المناسبة بما في ذلك إطعام السكان المتضررين من خلال مخابز ومطابخ متنقلة وكذلك وجبات جاهزة لفائدة الأسر المتضررة وتغطية احتياجات السكان المتضررين من مياه الشرب والكهرباء وتطوير قدرات الإنقاذ والتدخل في حالة وقوع كوارث.
كما ستوفر التكفل بالرعاية الصحية للسكان المتضررين من خلال توفير في مرحلة أولى، 6 مستشفيات ميدانية يحتوي كل منها على 50 سريرا، و6 مستشفيات أخرى في مرحلة ثانية، تشتمل على وحدات العمليات الطارئة ووحدات الخدمة الطبية بمختلف التخصصات.
وبحسب المصدر ذاته سيتم استكمال هذه البنية التحتية الاستشفائية المتنقلة من خلال تثبيت مراكز طبية متقدمة في المواقع المتضررة، للفرز والإسعافات الأولية. وتتضمن كذلك وضع مخزونات الأدوية رهن إشارة الاحتياجات الفورية للأشخاص المتضررين. وستتولى تدبير تخزين المواد الغذائية والأدوية، فرق متخصصة وفق قواعد صارمة للغاية، بشكل يستجيب للمعايير المعمول بها في هذا المجال.
ويمثل إطلاق هذه المنصة خطوة استراتيجية هامة، ستعزز من قدرة المغرب على التعامل مع الكوارث وتؤكد على التزامه بتوفير الحماية والدعم لمواطنيه.