العاهل المغربي يعفو عن موقوفي حراك الريف

العفو الملكي يشمل نحو مئتين من المرتبطين بحركة الاحتجاجات في شمال المملكة من بين اجمالي 889 سجينا.

الرباط - أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس عفوا عن 188 شخصا مرتبطين بـ"الحراك الشعبي" وصدرت بحقهم احكام في حزيران/يونيو الماضي في مناسبة عيد الأضحى كما أفاد مصدر في المجلس الوطني لحقوق الانسان.
وكان المجلس أشار في بادئ الامر الى ان العفو شمل 11 موقوفا من "حراك الريف" كانوا يقضون عقوبات تتراوح بين السجن سنتين الى ثلاث سنوات في الدار البيضاء (غرب) بموجب أحكام صدرت بحقهم في نهاية حزيران/يونيو على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها منطقة الريف شمال البلاد بين أواخر عام 2016 ومنتصف 2017.
وشمل العفو ايضا أشخاصا حكم عليهم على خلفية التظاهرات التي هزت هذه المنطقة على مدى عدة أشهر وأصدرتها محاكم الحسيمة (شمال)، المدينة التي كانت مركز حركة الاحتجاج، والناظور (شمال) بحسب معلومات نشرتها الصحافة المغربية.
ولم يتسن الحصول على تأكيد لهذا الامر من وزارة العدل التي اصدرت مساء الثلاثاء بيانا ذكرت فيه ان العدد الاجمالي لمن شملهم العفو يبلغ 889 سجينا.
وقال مسؤول في المجلس الوطني لحقوق الانسان في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية ان موقوفي "الحراك" الذين شملهم العفو سيفرج عنهم فورا وان المجلس بدأ بالتنسيق مع السلطات المحلية في مختلف المدن لتحضير عودتهم الى منازلهم.
وحكم القضاء المغربي في 26 حزيران/يونيو على ابرز نشطاء حركة الاحتجاج ناصر الزفزافي وثلاثة من رفاقه بالحبس لمدة 20 سنة بعدما ادانهم بتهمة "المشاركة في مؤامرة تمسّ بأمن الدولة".

المشمولون بالعفو سيفرج عنهم فورا ويعودون الى منازلهم

كما أدين 49 متهما آخرين بالسجن بين عام و15 عاما. وحكم ايضا على الصحافي حميد المهداوي بالسجن ثلاث سنوات، بعد ادانته بعدم التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة، على خلفية الحراك.
ولم يعرف العدد الاجمالي للاحكام المرتبطة بالحراك، لان محاكم اخرى أصدرت عقوبات ايضا بحق اشخاص على علاقة "بالحراك" تصل الى السجن 20 عاما بعد التظاهرات التي ادت الى توقيف اكثر من 400 شخص بحسب حركات الدفاع عن حقوق الانسان.
وتؤكد السلطات المغربية ان المحاكمة كانت عادلة وحضرها مراقبون حقوقيون وصحافيون مغاربة وأجانب.
وهزّت احتجاجات ما يعرف بـ"حراك الريف" مدينة الحسيمة ونواحيها (شمال) على مدى أشهر ما بين خريف 2016 وصيف 2017. وقد خرجت أولى التظاهرات في الحسيمة احتجاجا على حادث أودى بحياة بائع السمك محسن فكري. وطالبت بالإصلاحات وتحسين المستوى المعيشي والإنماء.
وكان العاهل المغربي أصدر عفوا الثلاثاء عن 522 شخصا في مناسبة عيد الشباب الذي يحتفل به في المغرب ويتزامن مع الذكرى الـ55 لاعتلائه العرش.
والاثنين في مناسبة الذكرى الخامسة والستين لثورة الملك والشعب أصدر عفوا عن 428 محكوما بينهم 22 سلفيا أدينوا بقضايا "التطرف والارهاب"، لكنهم على استعداد للانضمام الى برنامج "مصالحة" الذي يهدف الى التأهيل الفكري لموقوفين في قضايا إرهاب، وإعادة إدماجهم بالمجتمع.