العبادي في البصرة لاحتواء الغضب الشعبي

الحكومة العراقية تعد بتخصيص 10 آلاف فرصة عمل لسكان محافظة البصرة ووضع خطط على المدى القصير والمتوسط لإقامة مشاريع في المحافظة.
وعود بزيادة ساعات تزويد المحافظة بالكهرباء
تزايد الاحتقان الشعبي مع ارتفاع الحرارة واستفحال البطالة

بغداد ـ  وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الجمعة إلى محافظة البصرة في جنوب البلاد، سعيا إلى تهدئة الاحتجاجات القائمة منذ بداية الأسبوع على خلفية مقتل متظاهر في تظاهرة ضد البطالة الأحد الماضي.

وتوجه العبادي إلى البصرة، آتيا من بروكسل حيث كان يشارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، واجتمع مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة.

وتتواصل التظاهرات منذ أسبوع في المحافظة النفطية الجنوبية للمطالبة بتوفير فرص عمل للشباب وتأمين الخدمات. وأقدم المحتجون على قطع طرق رئيسية بإحراق الإطارات، ومحاولة اقتحام بعض المنشآت الحكومية.

وأعلنت الحكومة العراقية، الخميس، تخصيص 10 آلاف فرصة عمل لسكان محافظة البصرة، ووضع خطط على المديين القصير والمتوسط لإقامة مشاريع في المحافظة الواقعة جنوبي البلاد.

وتأتي هذه القرارات في مسعى لاحتواء احتجاجات متواصلة منذ خمسة أيام على مقربة من حقول النفط، تُطالب بتوفير فرص العمل، وتحسين الخدمات العامة الأساسية من قبيل الكهرباء ومياه الشرب.

كانت وتيرة الاحتجاجات تصاعدت منذ، الأحد الماضي؛ إثر مقتل محتج وإصابة 3 آخرين جراء ما قال محتجون إنه "إطلاق نار لجأ إليه الأمن لتفريق متظاهرين" شمالي المحافظة.

وقالت الحكومة العراقية، في بيان إن اللجنة الوزارية الخاصة بمتابعة مطالب المحتجين في البصرة برئاسة وزير النفط، جبار اللعيبي "وضعت خطط لتنفيذ مشاريع لتحسين الخدمات (المياه والكهرباء والصحة والخدمات العامة والأمن)".

ونوّهت إلى أن "المشاريع ستنفذ خلال الفترة بين أسبوع وصولًا إلى سنتين". وأشارت الحكومة في بيانها إلى أنه سيتم زيادة ساعات تجهيز (تزويد) المحافظة بالكهرباء بعد استئناف العمل بالخط الإيراني، اليوم أو غدًا.

وأوضحت أن "اللجنة قررت تخصيص 10 آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة، وسيتم تقسيمها حسب الكثافة السكانية للأقضية والنواحي المشمولة بالتعيينات".

وفي وقت سابق الخميس، منعت قوات الأمن العراقية محتجين غاضبين من اقتحام "حقل غرفة القرنة 2" شمالي البصرة، الذي يعّد أضخم حقول النفط في العراق، وينتج حاليًا نحو 400 ألف برميل يوميًا.

ولاحقًا، دخل المتظاهرون في اعتصام مفتوح لحين الاستجابة لمطالبهم المتمثلة بإقالة قائد عمليات (تابعة للجيش) المحافظة، الفريق الركن جميل الشمري (لأنهم يتهمون قوات الجيش بقتل أحد المتظاهرين)، وتوفير فرص عمل للعاطلين، وإيجاد حلول عاجلة لأزمتي الكهرباء والماء الصالح للشرب.

وخرجت احتجاجات مماثلة على مقربة من حقلين آخرين؛ هما "غرب القرنة 1" و"الرميلة"، لكن وزير النفط جبار اللعيبي قال في تصريحات للصحفيين إن الاحتجاجات لم تؤثر على صادرات الخام.

وتعتبر البصرة مركز صناعة النفط في العراق، حيث تنتج نحو 80 بالمائة من صادرات البلاد، كما أنها المنفذ البحري الوحيد للعراق، ويشحن من موانئ البصرة كل كمية الخام المصدر للأسواق العالمية.

ومنذ سنوات، يحتج العاطلون عن العمل في البصرة لتشغيلهم في شركات النفط بدلًا من العمالة الأجنبية التي تجلبها الشركات القائمة على تطوير حقول النفط.