العبادي يستحضر النزاع حول كركوك في ذروة الحملة الانتخابية

رئيس الوزراء العراقي يقول إن حكومته نجحت بالقضاء على مشروع تقسيم البلاد، بعد إرجاع كركوك إلى سلطة الحكومة.
العبادي يريد الظهور بمظهر المنقذ
الترويج لانقاذ العراق من التقسيم لغايات انتخابية

بغداد ـ قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء، إن حكومته نجحت بالقضاء على مشروع تقسيم البلاد، بعد إرجاع محافظة كركوك (شمال) والمناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان العراق إلى سلطة الحكومة الاتحادية.

وأضاف العبادي، في تجمع انتخابي أمام أنصاره في محافظة واسط جنوبي البلاد، أن "تنظيم داعش الارهابي نجح بعزل إقليم كرسدتان عن العراق، وأوقف الطريق البري إليه، وقالوا إن هذا تقسيما واقعيا، وقد حصل على الأرض بعزل الإقليم".

وأوضح العبادي "العراق واجه تحدي التقسيم، وكتب العديد من وسائل الإعلام العالمية أن العراق انتهى وتقسم وأصبح كانتونات؛ فجزء مسيطر عليه من قبل تنظيم داعش".

وتابع العبادي "قضينا على تنظيم داعش وبعدها أراد البعض تقسيم البلد بإجراء الاستفتاء، وقضينا على مشروع التقسيم، وأرجعنا كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها إلى العراق، وهذه الأراضي ليس لقومية أو مكون معين بل لجميع العراقيين".

وسيطرت قوات مشتركة من الجيش العراقي ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي منتصف أكتوبر/تشرين الاول الماضي على محافظة كركوك شمالي البلاد بعد انسحاب قوات البيشمركة منها من دون قتال.

لإدراك العبادي أنه لا يمكنه التعويل على أصوات الشيعة فقط فهو يتطلع لاستمالة قاعدة أوسع من الناخبين. وينفذ العبادي حملة دعاية انتخابية في مختلف أنحاء العراق بقائمة "تحالف النصر" وهو التحالف الوحيد الذي يخوض الانتخابات في محافظات العراق الثماني عشرة.

وقال بدر الفحل النائب السني من محافظة صلاح الدين الذي يسعى للفوز بفترة رابعة في البرلمان إنه اختار خوض الانتخابات على قائمة العبادي لأنها تضم مختلف الطوائف وغير إقصائية.

وقال في مقر تحالف النصر في تكريت "السيد العبادي شكل كتلة عابرة للطائفية. هي الكتلة الوحيدة منذ 2003. هي الكتلة تتكون من 18 محافظة، كل محافظات العراق، من سنة وشيعة وكرد ومسيح ويزيد".

وأضاف "نشعر أن السيد العبادي ليس لديه خطابا طائفيا، يريد أن يبني البلد. المرحلة القادمة إن شاء الله هي مرحلة إعمار وبناء".

وقال الفحل إن العبادي منح الحلفاء السياسيين في المحافظات السنية حرية كاملة في اختيار المرشحين على قائمته. وأوضح أن قائمة تحالف النصر في محافظة صلاح الدين كلها من السنة على سبيل المثال.

كما يواجه العبادي انتقادات لاستمرار الفساد وصعوبة الأوضاع الاقتصادية التي تفاقمت بسبب القتال وإجراءات التقشف التي اتخذتها حكومته وكذلك موقفه المؤيد لقطاع الأعمال في بلد أغلب الناس فيه من موظفي الدولة ولا يثقون بالقطاع الخاص.

وقال محمود غضبان الطالب بمدينة النجف المقدسة عند الشيعة "العبادي رجل مثقف وسياسي توافقي ولكن جلب لنا التقشف". وإدراكا لنقطة الضعف هذه تركز خطاب الدعاية الانتخابية لرئيس الوزراء على هزيمة الدولة الإسلامية.

وكان العبادي أعلن النصر في ديسمبر كانون الأول بعد حملة ضارية استمرت ثلاث سنوات لتحرير العراق من المتطرفين الذين سيطروا في فترة من الفترات على ثلث مساحة العراق.

ولتحقيق ذلك حصل على دعم من الولايات المتحدة وإيران في آن واحد إذ تحاشى كل من الطرفين الآخر في صراع الإقليمي المتفاقم لهزيمة الدولة الإسلامية.