العبادي يفجر أزمة جديدة: 'التنسيقي' طلب ابادة الصدريين بالطائرات

الإطار يعتبر تصريحات العبادي رسائل مغازلة للتيار الصدري، مع نيته العودة السياسية والتحضير لتحالف سياسي او انتخابي.

بغداد – أثار رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي، عاصفة من الجدل بين القوى السياسية والعراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع رفض الإطار التنسيقي للاتهامات التي وجهها إليه بوجود تحرك لقتل أتباع الصدر عند دخولهم للمنطقة الخضراء في تظاهرات عام 2016، باستخدام الطائرات، في تصريحات خطيرة يخشى من تداعياتها.

وقال رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي (2014-2018)، أنه تم حثه من بعض أحزاب الإطار التنسيقي، على قتل أتباع الصدر عند دخولهم للمنطقة الخضراء في تظاهرات عارمة اندلعت عام 2016، مؤكدا أن تلك الأحزاب طلبت منه استخدام الأسلحة والطائرات لحصد أرواحهم.

ونفى الإطار التنسيقي الذي يجمع القوى السياسية الشيعية المشاركة في الحكومة العراقية هذه الاتهامات، وقال علي الفتلاوي، لوكالة شفق نيوز، إن "ما تحدث به العبادي بعيد كل البعد عن الحقيقة، ولا يوجد هكذا طلب من أي طرف بالاطار التنسيقي، ولا توجد هكذا عقلية مريضة داخل الإطار تطلب هكذا طلب، فكل قادة الاطار هم من أصحاب الدين ولا يمكن لهم الدعوة لهكذا مجزرة".

وأضاف الفتلاوي، أن "تصريحات العبادي الأخيرة، عبارة عن رسائل مغازلة للتيار الصدري، خصوصاً مع نيته عودته السياسية، فهذه الرسائل يريد القول عبرها إنه قريب من الصدر، وممكن أن يكون هناك تحالف سياسي او انتخابي خلال المرحلة المقبلة"، مردفاً "ادعاء العبادي لا صحة له، وهو فقط رسالة مغازلة ليس إلا للصدر وأنصار".

وفي لقاء تلفزيوني ببرنامج "مواجهة" الذي يقدمه هشام علي وتبثه قناة الشرقية، رد العبادي على سؤال يخص اقتحام المنطقة الخضراء من قبل أتباع التيار الصدري، بالقول إن "بعض الأحزاب ضمن الإطار طلبوا منه استخدام السلاح والطائرات لحصد أرواح الناس (المتظاهرين)"، مؤكداً أن "المتظاهرين اقتحموا مكتبه في ذلك الوقت ما اعتبرته الأحزاب خرقاً للسيادة، لكنه لم يستخدم القوة بحقهم كونهم مواطنين".

وتابع "أخبرتهم عن موضوع خرق السيادة أن المتظاهرين ارتكبوا خطأ بدخول رئاسة الوزراء لكن ذلك الخطأ لا يعتبر خرقاً للسيادة"، متسائلاً "هل دخول المواطنين للبرلمان عنوة يسمح لنا بقتل المتظاهرين؟".

ولفت الى أن "دخول الصدريين للمنطقة الخضراء كان خطأ من قبل الصدر واختلفت معه حول الأمر وطلبت منه مغادرة المنطقة الخضراء بعد 24 ساعة".

وانتقل صدى الضجة السياسية التي أثارها العبادي إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم العراقيون بشأن التصريحات الخطيرة، وجاء في تعليق:

ورأى العديد من العراقيين أن هذه الاتهامات تأتي في إطار المعارك السياسية التي لا هده لها سوى جني المكاسب وتسجيل النقاط على الخصوم.

وعبر البعض عن صدمتهم من القنبلة السياسية التي ألقاها العبادي ومن الممكن أن تؤجج الخلافات وتبث الفتنة في البلاد:

وتهكم آخرون على سياسة المكاسب والمناكفات فبينما يتهم العبادي الاطار بالقتل كان قد تحالف معهم دون أن يضيره ذلك:

ورد آخر:

وفي المقابلة المتلفزة ذاتها استبعد العبادي، إمكانية أن تقوم الفصائل المسلحة بانقلاب على الحكم، لكنه حذر قادة العملية السياسية من حصول "ظرف خاص" يكون فيه الشعب مناهضاً للنظام، وحينها قد يصبح ممكناً ظهور ضابط عسكري لديه نفوذ كبير، يعتقل قادة الكتل والأحزاب، ويحظى بتأييد الناس في تلك اللحظة.

والتزم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أكثر المعنيين بتصريحات العبادي الصمت دون أن يعلق على هذه التصريحات.

وتسعى قوى شيعية للاستفادة من العلاقة المتأرجحة بين الصدر وبعض قيادات الإطار التنسيقي الشيعي.

وكان الصدر غير اسم التيار الصدري إلى التيار الوطني الشيعي، في خطوة يعتقد أنها تمهد لعودته إلى العملية السياسية ومشاركته في الانتخابات.

ويجمع المتابعون على عودة الصدر، لكن الخلاف لا يزال يتركز في الكيفية التي سيعود بموجبها الصدر إلى الانتخابات، بدءاً من القانون الانتخابي المختلف عليه بين "الدوائر المتعددة" التي يريدها الصدر، و"الدائرة الواحدة" التي بات يريدها خصومه في قوى الإطار التنسيقي، أو موقفه الذي لا يزال غامضاً من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.