العدالة والتنمية يدعم العثماني في اتفاق التطبيع مع إسرائيل

حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي يؤكد على أهمية الالتفاف وراء الملك محمد السادس في الخطوات التي اتخذها في مجال تعزيز سيادة المغرب على الصحراء وعلى المواقف الثابتة للبلاد في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
بن كيران ينتقد دعوات من داخل العدالة والتنمية لإقالة العثماني
خلافات داخل العدالة والتنمية بعد توقيع اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل
العدالة والتنمية يدعو لدعم جهود الملك محمد السادس في تعزيز مغربية الصحراء

الرباط - أكد حزب العدالة والتنمية المغربي الذي يقود الائتلاف الحكومي اليوم الخميس، دعمه لأمينه العام ورئيس الحكومة سعدالدين العثماني، عقب انتقادات بسبب توقيعه "إعلانا مشتركا" مع إسرائيل.

وأكد في بيان نشره على موقعه الالكتروني عقب اجتماع استثنائي لأمانته العامة خصص لموقف الحزب من التطورات الأخيرة، بينها استئناف العلاقات مع إسرائيل "دعم رئيس الحكومة المغربية والأمين العام للحزب سعدالدين العثماني في إطار مسؤولياته السياسية والحكومية وما يقتضيه ذلك من دعم وإسناد للعاهل المغربي محمد السادس".

كما أكد الحزب "أهمية الالتفاف وراء العاهل المغربي في الخطوات التي اتخذها في مجال تعزيز سيادة المغرب على الصحراء وعلى المواقف الثابتة للبلاد فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

ويعد هذا الموقف هو الأول للحزب عقب توقيع العثماني على الإعلان المشترك مع إسرائيل، ما دفع أعضاء من الحزب ونشطاء لمطالبته بتقديم الاستقالة.

وكان الأمين العام السابق للحزب عبدالاله بن كيران الذي شغل أيضا رئاسة الحكومة، قد انتقد في تسجيل على صفحته بفايسبوك الدعوات لإقالة العثماني وتعيين نائبه، مشيرا إلى أن المسؤولية تقتضي أن يتماشى موقف الحزب الذي يقود الحكومة مع موقف الدولة الرسمي رغم أن ابجديات الحزب الإسلامي تنص على رفض التطبيع مع إسرائيل.

وكانت الخارجية المغربية قد أوضحت أن الأمر لا يتعلق بتطبيع العلاقات بل باستئناف علاقات كانت مجمدة، مجددة تأكيدها على الموقف المغربي الثابت من دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين أساسا للسلام.

وأحدث توقيع العثماني على إعلان استئناف العلاقات مع إسرائيل جدلا في أوساط إسلامي المغرب، بين مؤيد لاستئناف العلاقات مع إسرائيل ورافض لها.

وقال بن كيران ردا على ذلك "الحزب بمؤسساته التي يمكنها مناقشة الأمر، وليس حزبا عاديا، بل يرأس الحكومة وعضو أساسي في بنية الدولة التي يرأسها الملك ويتخذ القرار في القضايا المصيرية مثل الصحراء المغربية".

وتابع "للحزب صورة في المجتمع وتقديرا في الدولة باعتباره طرفا فيها ولا يمكنه أن يتخلى عنها. أي كلام مع العثماني يدخل في سياق التخلي عن الدولة وهو ما لا يمكن أن يحدث اليوم لأننا في معركة خارجية ولا يمكن أن نتخلى عن الدولة".

وقال بن كيران الذي يقود تيارا معارضا للعثماني "الحزب الذي يحترم نفسه لا يمكن أن يتصرف بشكل متناقض مع أصله. العثماني أمين عام ورئيس حكومة عينه الملك وتوقيعه مرتبط بالدولة ورئاستها وهي من تحدد من سيوقع".

كما طالب الشق الغاضب في حزب العدالة والتنمية بـ"الكف عن الضغط على العثماني لتقديم استقالته لأن هذا سيخلق أزمة للدولة"، مشددا على أنه إذا "إن كانت هناك من أزمة فيجب أن تكون داخلية، لأن الأمانة العامة وقعت بلاغ دعم جهود الملك والدولة لا يجب أن تكون مجالا للعب وموقفنا اليوم واحد هو مساندة الملك لأننا نترأس الحكومة".

ووقع العثماني الذي يترأس الحكومة منذ 2017 الثلاثاء على "إعلان مشترك" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أميركي للعاصمة الرباط..

واتفق المغرب وإسرائيل بحسب الإعلان على "مواصلة التعاون في عدة مجالات وإعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب والاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة".

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد وجه أمس الأربعاء رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد فيها "تباث الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينة"، معتبرا أن "التشبث بالمفاوضات هو السبيل الوحيد" لحل المشكلة الفلسطينية.

وجاءت هذه الرسالة بعد الزيارة التي قام بها وفد إسرائيلي إلى المغرب أمس في إطار استئناف العلاقات الذي أُعلن عنه في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي بعد اتصال هاتفي بين الملك محمد السادس والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقالت وكالة المغرب العربي للأنباء إن العاهل المغربي جدد التأكيد للرئيس عباس على "ثبات الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية تأسيسا على حل الدولتين المتوافق عليه دوليا وعلى التشبث بالمفاوضات بن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي سبيلا وحيدا للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع".

وأبلغ الملك محمد السادس الرئيس الفلسطيني بأن "المغرب يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية"، مضيفا أن العمل من أجل ترسيخ انتمائها للمغرب "لن يكون أبدا لا اليوم ولا في المستقبل على حساب نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة".

وجدد تأكيده للرئيس الفلسطيني على أنه "سيواصل إنخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط".