إسرائيل تستعد لوجستيا لاجتياح رفح

إسرائيل اشترت عشرات الآلاف من الخيام للمدنيين الفلسطينيين الذين تعتزم إخلاءهم من رفح في الأسابيع المقبلة قبل الهجوم على المدينة.
السيسي يحذر من تداعيات كارثية لاجتياح رفح

القدس - أكد متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس في رفح المدينة الوحيدة في قطاع غزة التي لم تجتحها إسرائيل بريا في الحرب المستمرة منذ نصف عام، متجاهلة كافة التحذيرات الدولية من استهداف آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين.

وقالت مصادر إسرائيلية اليوم الأربعاء إن إسرائيل اشترت عشرات الآلاف من الخيام للمدنيين الفلسطينيين الذين تعتزم إخلائهم من رفح في الأسابيع المقبلة قبل الهجوم المتوقع على المدينة التي تعتبرها آخر معقل لحركة حماس في قطاع غزة.

وتعج رفح المتاخمة للحدود المصرية بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر ويثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية.

وقالت مصادر حكومية إسرائيلية إنه بعد أسابيع من المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن الضمانات المدنية، اشترت وزارة الدفاع الإسرائيلية 40 ألف خيمة، تتسع كل منها لما بين 10 أشخاص و12 شخصا، للفلسطينيين الذين سيتم نقلهم من رفح.

وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بدا أنها تظهر إقامة مدينة خيام في خان يونس التي تبعد عن رفح نحو خمسة كيلو مترات.

وقالت المصادر الحكومية إن مجلس وزراء الحرب الذي يترأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعتزم الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين للموافقة على إجلاء المدنيين، والذي من المتوقع أن يستغرق نحو شهر، كمرحلة أولى من عملية تمشيط رفح.

ورغم عدم مناقشة خطط معركة محددة، أشار الجيش الإسرائيلي بشكل متزايد إلى استعداده للتحرك نحو رفح وقال البريغادير جنرال إيتسيك كوهين قائد الفرقة 162 النشطة في غزة لقناة كان الرسمية الثلاثاء "تعرضت حماس لضربة قوية في شمال القطاع. كما تلقت ضربة قوية في وسط القطاع. وقريبا ستتلقى ضربة قوية في رفح أيضا".

وأضاف "يجب أن تعلم حماس أنه عندما يدخل جيش الدفاع الإسرائيلي إلى رفح، فمن الأفضل أن ترفع يديها مستسلمة. رفح لن تكون رفح اليوم... لن يوجد ذخائر هناك. لن توجد رهائن هناك"، بينما قال الجيش اليوم الأربعاء إنه حشد لواءين من قوات الاحتياط للقيام بمهام في غزة.

وتقول إسرائيل إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس وتقول إن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.

وتصر إسرائيل حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة، التي بدأت بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، سيكون مستحيلا من دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.

وحذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الأربعاء من "تداعيات كارثية" حال اجتاحت إسرائيل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة وذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه من رئيس وزراء هولندا مارك روته، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وقال البيان إن الجانبين بحثا "العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطورات الأوضاع في قطاع غزة كما تناولا الجهود المصرية لاستعادة الاستقرار الإقليمي من خلال التوصل إلى وقف إطلاق النار في القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية".
وشدد الرئيس المصري على "ضرورة وقف الحرب على القطاع"، محذرا من "أي عمليات عسكرية في رفح الفلسطينية، لما ستسفر عنه من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني في القطاع، وكذلك على السلم والأمن الإقليميين".
ووفق بيان الرئاسة، توافق الجانبان على أهمية العمل بشكل عاجل للوصول إلى وقف لإطلاق النار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف إلى كافة مناطق قطاع غزة لحمايته من المأساة الإنسانية التي يتعرض لها".
 

وفي سياق متصل نشرت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس اليوم الأربعاء تسجيلا مصورا لأحد الأسرى الإسرائيليين لديها يندد فيه بـ"إهمال" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته للأسرى في قطاع غزة ويطالبها بالعمل من أجل الإفراج عنهم.
وفي مستهل المقطع المصور الذي نشرته القسام على منصتها بتلغرام، يروي الأسير الإسرائيلي هيرش غولدبيرغ بولين (24 عاما) قصة أسره خلال هجوم الفصائل الفلسطينية على منطقة محيط غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال إنه "ذهبت مع عدد من أصحابي إلى حفل بمنطقة غلاف غزة للترفيه عن أنفسنا، قبل أن يحدث هجوم الفصائل، وأجد نفسي أصارع من أجل البقاء مع إصابات خطيرة في كل الجسم".
وخاطب الأسير، الذي تظهر إحدى ذراعيه مبتورة، نتنياهو وحكومته قائلا لهم "عليكم أن تخجلوا من أنفسكم لأنكم أهملتمونا مع آلاف من المواطنين الآخرين".
وأضاف أن "كل جهود الجيش للإفراج عن الأسرى باءت بالفشل بل وتسببت هجمات سلاح الجو الإسرائيلي في مقتل 70 معتقلا مثلي" واستطرد "افعلوا ما هو متوقع منكم وأعيدونا للبيوت حالا، أم أن هذا أصبح كبيرا عليكم؟".