العراقيون يلوحون بالتصعيد والصدر يدعو لوقف القمع

شيوخ القبائل في الناصرية يمهلون حكومة حيدر العبادي 48 ساعة للاستجابة لمطالب المحتجين، ملوحين باللجوء إلى اعتصام مفتوح.

 الاحتجاجات ترخي بظلالها على جهود تشكيل الحكومة
الصدر يتضامن مع المتظاهرين ويؤيد مطالبهم
استمرار الاحتجاجات يربك حكومة العبادي

بغداد - دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم الجمعة، الحكومة العراقية إلى وقف قمع الاحتجاجات التي تشهدها محافظات وسط وجنوبي البلاد.

وكتب الصدر في تغريدة عبر حسابه على تويتر "أفساد ثم ظلم ثم قمع ثم غاز ثم ضرب. فجريح وقتيل وأسير في سجون الظلم يقبع".

وتابع الصدر الذي يتزعم ائتلاف سائرون مع الشيوعيين الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة  "أصلح الحكم فصوت الشعب يسمع"، فيما طالب بوقف قمع الاحتجاجات وضرورة إصلاح الحكم في البلاد.

وكان الصدر قد دعا في تغريدة سابقة في 19 يوليو/تموز الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات إلى تعليق كل الحوارات السياسية وغيرها إلى حين إتمام تلبية طلبات المتظاهرين وتشكيل خلية عمل جادة مع الحكومة وبالتنسيق مع المتظاهرين من أجل تنفيذها.

وأرخت الاحتجاجات المتصاعدة بظلال ثقيلة على مشاورات تشكيل الحكومة العراقية، فيما يواصل حيدر العبادي قيادة حكومة تصريف أعمال بات تواجه وضعا صعبا جدا مع تنامي الغضب الشعبي في محافظات الجنوب وتوسعه إلى محافظات أخرى.

وتشهد محافظات وسط وجنوبي العراق ذات الأغلبية الشيعية، احتجاجات شعبية واسعة انطلقت قبل نحو ثلاثة أسابيع للمطالبة بتوفير الخدمات العامة وفرص العمل ومحاربة الفساد.

وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف، خلفت 14 قتيلا من المتظاهرين فضلا عن إصابة أكثر من 700 من أفراد الأمن والمتظاهرين إلى جانب اعتقال أكثر من 700 ناشط، بحسب المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق المرتبطة بالبرلمان.

وتأتي دعوة الصدر الذي قاد تياره لسنوات مظاهرات ضد الفساد، بينما هدد شيوخ قبائل في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار (جنوب)، باللجوء إلى الاعتصام المفتوح وتصعيد الاحتجاجات إن لم تنفذ الحكومة مطالبهم خلال يومين.

وقال متظاهر يدعى إبراهيم السعيدي إن "شيوخ القبائل اجتمعوا اليوم في مدينة الناصرية، وقرروا منح الحكومة 48 ساعة لتنفيذ مطالبهم التي سلمت إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي".

وأوضح السعيدي أن "شيوخ العشائر أكدوا أنه في حال لم تنفذ المطالب خلال المهلة المحددة، سنلجأ إلى الاعتصام المفتوح".

وذكر أن أبرز المطالب التي تقدم بها شيوخ القبائل، تمثلت بتوفير الخدمات والوظائف والطاقة الكهربائية ودعم القطاع الزراعي ومحاسبة الفاسدين.

وكانت الاحتجاجات قد تجددت اليوم الجمعة في مدن وسط وجنوبي البلاد، عقب دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، الحكومة للاستجابة لمطالب المتظاهرين.

وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة على محيط ساحة التحرير وسط بغداد، تزامنا مع تظاهرة دعا إليها ناشطون.

وقال أحمد خلف وهو نقيب في شرطة العاصمة، إن إغلاق الطرق المؤدية إلى الساحة وفرض إجراءات أمنية مشددة، يأتي في إطار مساعي تأمين المظاهرة، نافيا وقوع صدامات بين الشرطة ومحتجين.

وطالب المتظاهرون بمقاضاة الفاسدين وتوفير الخدمات بشكل عاجل وإطلاق سراح نشطاء اعتقلوا خلال الأيام الماضية.

وكانت بغداد اتخذت إجراءات عاجلة لتوفير الخدمات في محافظة البصرة خصوصا التي انطلقت منها موجة الاحتجاجات بالإضافة إلى ذي قار والمثنى جنوبي البلاد.