العراق.. المزارات المزيفة مشكلة دينية واجتماعية

عملية تجهيل المجتمع التي تجري بوتيرة متصاعدة حققت فوزا للقوى الظلامية على حساب الثقافة والمعرفة وتنذر بعواقب لا حدود لها في بلد مزقته الحروب والانقسامات وهذا ما يتطلب من المعنيين العمل المخلص لإيقاف هذه المهزلة.

بقلم: سالم سمسم مهدي

مشكلة جديدة تضاف الى المشاكل العراقية المتفاقمة والشاملة أخذت تبرز بكثرة وتصاعد وهي ما يسمى المزارات المستحدثة والمنسوبة حسب الأهواء الى اسماء تجذب الانتباه وتتلاعب بالعواطف من أجل الضحك على الذقون أولا والربح المادي السريع ثانياً .

إن انتشار التزوير كظاهرة مرغوبة من قبل أعلى المستويات في السلطة لفترة ما بعد الاحتلال الأمريكي ومحمية من أصحاب القرار تحولت إلى واقع مفروض علينا قبوله والإذعان لكل ما يترتب عنه من شرور وبلا اعتراض حاله حال الديمقراطية الزائفة التي وعدونا بها .

انسحب هذا التزوير على المزارات الدينية الصحيحة والموثقة لتضاف لها أسماء حدث ولا حرج تنسب لأل البيت بل إن الأمر وصل إلى عمود الكهرباء والتركتر المصنف والعربة المستهلكة فأخذنا نراها محزمة بقطع القماش الخضراء والحمراء وغيرها ولا أدري أن كان يقدم لها الطعام من عدمه.

إن  دلت هذه الظاهرة على شيء تدل على انتصار الجهل وغياب الفكر عن كثير من العقول التي أصابها الخرف والتراجع حتى وصل به الأمر إلى قبول كل ما يملى عليها من أفكار مسمومة من قبل الطفيليين والمشعوذين والدجالين .

بل إن البعض يقوم ببناء قبه على مكان غسل الموتى ويدعي أن نور شعت من ذلك المكان ليلا لأن رجل صالح غُسل هناك وعلى الناس التبرك به والتقرب الى الله عن طريقه تجاوزا على الصلاة والعمل الصالح وكل ما طلب منا الباري الجليل الامتثال له .

أن عملية تجهيل المجتمع التي تجري بوتيرة متصاعدة حققت فوزا للقوى الظلامية على حساب الثقافة والمعرفة وتنذر بعواقب لا حدود لها في بلد مزقته الحروب والانقسامات وهذا ما يتطلب من المعنيين العمل المخلص لإيقاف هذه المهزلة التي تستهدف الدين عموما وأهل البيت خصوصاً مع التأكيد على أطلاق حملة إرشادية من العتبات المقدسة والأوقاف وهي تملك وسائل مادية ومعنوية غير محدودة وتستطيع أن تعالج هذا الخلل وتوجهاته السوداوية .