العراق.. تكلم فارسي في مؤتمر الحشد الشعبي

قيام الحشد بوضع صور قادة إيران في شوارع العراق ويُهدد خصوم إيران لمجرد أنها تريد تصفي حساباتها مع الدول على الأراضي العراقية كما صرح بذلك قائد في الحرس الثوري: خير استراتيجية لمحاربة العدو هو خارج حدود ايران في العراق تحديداً.

بقلم: سجاد تقي كاظم

خلال المؤتمر الذي عقدته ميليشيا الحشد ببغداد تحديدا الولائيين الموالين لإيران الذين يبايعون حاكم إيران خامنئي، تحت عنوان استفزازي، دمنا واحد، تكلم ابو مهدي المهندس باللغة الفارسية، وكانت رسالة بالغة الخطورة واستهانة بكل القيم الوطنية والاخلاقية، ثم هل يحتاج ان ترحب بالإيرانيين بالفارسية ام هي نعرتكم الإيرانية الولاء، في وقت نجد روحاني زار العراق ويعرف عربي ولكن لم يتحدث كلمة عربية، عند زيارته للعراق او عند زيارة وفود “عراقية” لإيران، فهو يعتز بفارسيته ووطنيته الإيرانية، ويرسل رسالة بانه ممثل لإيران الفارسية، في حين نجد مرتزقة إيران يتملقون ويلعقون احذية الإيرانيين، ولو كان بيديهم لأعلنوا الغاء اللغة العربية والكوردية كلغات رسمية بالعراق وحصرها بالفارسية.

تحدث المهندس عن ما أسماه أفضال إيران المفترضة، بخصوص السيخوي، متناسيا هذا الإيراني الجنسية ابو مهدي المهندس المتزوج من إيرانية ايضا، وامه إيرانية، بانها طائرات عراقية ارسلها صدام لإيران كأمانة خلال حرب الخليج الثانية، ولم تعدها إيران للعراق، واعادتها كسكراب بعد شهر من سيطرة داعش على الموصل، وتسببت بسقوط مدنيين بمدينة الكوت بمحافظة واسط، بعد سقوط قنابل من السيخوي نتيجة عطل بها، بعد عودتها من مهام بالموصل، علما المهندس ضمنا اعترف بان السلاح الإيراني ليس بالنوعية والجودة مقارنة بالسلاح الامريكي، ويمكن مراجعة كلام المهندس في المؤتمر.

يذكر بان طائرات السيخوي لم تعد روسيا تنتجها منذ نهاية الثمانينات، ونتذكر ما صرح به ضابط في رئاسة اركان الجيش العراقي، بان طائرات السيخوي، التي وصلت للعراق بزمن المالكي وتحديدا عام 2014، بواقع دفعتين اثنتين بثلاث طائرات، جاءت من مطار كرمنشاه الإيراني العسكري، وليسن روسيا، وتم التكتم عن قيمة الصفقة التي ليس فقط فساد كبير بل خداع اكبر.

فروسيا وإيران وتواطئهما، بين بيع طائرات عراقية مؤتمنه لدى إيران وتحديدا السيخوي على انها جاءت من روسيا بصفقة بيع وشراء، ، و5 طائرات اخرى ادعت إيران انها اهدتها للعراق ليتبين بانها سكراب من بقايا الطائرات العراقية التي ارسلت لإيران خلال حرب الكويت.

نذكر ما كشفه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن الذي اكد بان طائرات السيخوي عراقية وليست إيرانية، التي من لحم العراق تتفضل عليه إيران، وما اكده السامرائي إلى أن «طائرات الـسيخوي التي جاءت من إيران هي في الأصل عراقية كانت مودعة لدى إيران منذ عام 1991». وقال إن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان قد أودع عام 1991 ما يصل إلى 143 طائرة عراقية مقاتلة خشية قصفها خلال حرب تحرير الكويت، بعد أن زار نائبه وقتذاك عزة الدوري طهران وبرفقته محمد حمزة الزبيدي وعقد اتفاقا مع السلطات الإيرانية لإيداع هذه الطائرات أمانة تسترجع بعد الحرب، لكن إيران لم تعدها. خيانة الامانة، بعروق الإيرانيين.

  • العراق كان قادر على هزيمة داعش بدون مليشيا الحشد، فكلنا راينا كيف انهار ما يسمى محور المقاومة ومليشياتها وعلى راسها إيران بسوريا قبل سنوات وكادت المعارضة السورية ان ترمي النظام السوري ومحور المقاومة بالبحر الابيض المتوسط، حيث وصلت المعارضة لمعقل النظام نفسه، ولولا التدخل الروسي جويا وبحريا وبريا، لكان محور المقاومة البائسة عملاء إيران والحرس الثوري الإيراني بالشام، بمزبلة التاريخ، فكيف بعد ذلك يدعون ميليشيا الحشد وما يسمون انفسهم محور المقاومة بانهم قادرين على هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية داعش بمفردهم بالعراق؟ ويوهمون الناس بهذه الاكذوبة؟
  •  كلنا نعلم ان غالبية الشيعة بالعراق لا يؤمنون بولاية الفقيه الإيرانية، ويتبعون مرجعية النجف الاشرف التي تعتبر ولاية الفقيه بدعة، لذلك ما يسمى محور المقاومة بالعراق ليس لهم وزن بشري، حقيقي، فاعتمدوا على إيران والتنظيم المسلح والسيطرة على مفاصل الدولة الاقتصادية والاغتيالات لمن يعارض إيران، في ارعاب الشارع الشيعي بالعراق، وهذا يثير علامات استفهام،
  •  لماذا المليشيات تظهر بين الشيعة من الاقلية بينهم، جيش مهدي السابق التابع للتيار الصدري وهم اقلية بين الشيعة، الحشد الشعبي “محور المقاومة” وهم اقلية بين الشيعة اتباع ولاية الفقيه الإيرانية،
  •  ليطرح سؤال اخر لماذا اتباع السيد السيستاني غير منظمين سياسيا وعسكريا، فاصبحوا كم بلا قيادة سياسية وعسكرية، فالكفائيون الذين لبوا نداء المرجعية، تم بلعهم بالحشد الشعبي الذي يتزعمه قيادات موالية لولاية الفقيه الإيرانية، كابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وهادي العامري وسليماني بالمحصلة، لتتحكم قيادة إيرانية بالمحصلة بالكفائيين.

فالمحصلة، لولا المتطوعون الكفائيون، والدعم الدولي بالتحالف الامريكي، والبيشمركة وقوات الجيش العراقي وقوات مكافحة الارهاب، والشرطة الاتحادية، فالكل متفق بان المليشيات الموالية لإيران، يستحيل ان تهزم داعش وان تسترجع الموصل بوحدها، ولكن المتطوعين والتحالف الدولي والجيش وقوات مكافحة الارهاب هي من اعتمد عليها بهزيمة داعش، وهذه حقيقة لا غبار عليها.

فمهما حاول الحشد ايجاد مبررات لبقاءه ، فهو يفقد مبررات وجوده بعد هزيمة داعش، ويسرع ذلك، بروز الحشد كجهاز قمعي، اشبه بامن صدام، فتوصي العوائل الشيعية بالعراق، ابناءها بعدم انتقاد مليشات وقيادات الحشد خوفا على مصيرهم من التصفيات، والله على ما اقول شهيد، وشخصيا نحن من داخل هذه البيئة نفسها وننقل ما يجري، بمعنى وصل الحال خوف الحاضنة الشيعية سابقا للحشد، من الحشد نفسه اليوم.

فمصير من ينتقد ابو مهدي المهندس وقيس الخزعلي وخامنئي زعيم إيران وخميني، الخ، القتل فورا او الخطف والتعذيب ثم يصبح جثة بلا هوية مرميه بالطرقات، اي الاستهداف، كما جرى للروائي علاء مشذوب في كربلاء، لمجرد طرح على الفيس بوك بخصوص الخميني ، وما جرى من اعتقال اوس الخفاجي لمجرد توجيهه لاصابع الاتهام لإيران بقتل مشدوب، فتم تصفيته من قبل عملاء إيران، الحشد، وكذلك لمساهمة الحشد بقمع مظاهرات الشيعة العرب بوسط وجنوب، وتعرض مكاتب ميليشيا الحشد للحرق من قبل المتظاهرين كرد فعل منهم.

وكذلك لانفضاح الحشد امام شرائح كانت مخدوعة فيه، من تطرفه في الولاء لإيران، ومبايعتها لحاكم إيران خامنئي القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية حسب الدستور الإيراني، وولاءها للنظام الحاكم بطهران نظام ولاية الفقيه الإيرانية، في وقت إيران قطعت 42 نهر عن العراق باشهر الصيف الماضي، وقطعها للكهرباء بحجة عدم دفع العراق لديونه لطهران، والقطع تم باحلك الظروف بالحرب ضد داعش، وقيام إيران باعتراف نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السابق بهاء الاعرجي بعرقلة مشاريع حيوية وخاصة بمجال الطاقة بالعراق.،

ما كشف بان كل السلاح الإيراني الرديء بشكل عام، مدفوع الثمن عراقيا، في وقت عامود السلاح الذي هزم داعش كان امريكيا باعتراف الحشد الذي تسلح بدبابات ابرامز والعربات المدرعة همر ورشاشات الجي سي، حتى حصلت ازمة بحينها بين العبادي وامريكا، بعد كشف ان مليشيا بالحشد حصلت على اسلحة امريكية من المؤسسة العسكرية العراق.

لا ننسى تورط مليشيا الحشد وقياداتها بصفقات مالية مشبوهة ومحاولاتهم للهيمنة الاقتصادية على مفاصل الاقتصاد العراقي بالقوة والتهديد، كما كشفت جزء منها مجزرة العبارة بالموصل، اضافة لتورطهم كما تؤكد التقارير الدولية والمحلية، بعمليات تهريب النفط العراقي عبر إيران بإشراف الحرس الثوري ثم لموانئ قطرية،ـ وتهريب المخدرات والسلاح من إيران للعراق .

سرقت إيران عبر عملائها جهود دماء الشيعة العرب والفتوى بالادعاء بان لولا إيران لما هزمت داعش؟ في وقت لولاء دماء شيعة العراق ورجالهن، وثرواتهم التي دعمت جهود المعركة، وساحة القتال هي مدن العراق التي هدمت بالمعارك لكانت داعش تقاتل اليوم بالداخل الإيراني نفسه، ولا ننسى ثراء زعامات الحشد وعناصر كثير فيه بصفقات مشبوهة اضافة لما يسمونه غنائم، التي هي عمليات سلب ونهب جرت خلال القتال ضد تنظيم داعش.

لا ننسى قيام الحشد بوضع صور قادة إيران بشوارع العراق كخميني وخامنئي، وتهدد امريكا او السعودية لمجرد إيران تريد تصفي حساباتها مع تلك الدولتين، بالأراضي العراقية كما صرح بذلك قائد بالحرس الثوري، خير استراتيجية لمحاربة العدو هو خارج حدود إيران، بالعراق تحديدا بكل صلافة وحقارة إيرانية منقطعة النظير.