العراق.. ظهور نبي في زمن الإسلاميين

عندما يكون نائب للإمام فما المانع من نيابة النبي

بعد هيمنة أحزاب الإسلام السياسي الشيعية على الوعي الجمعي الشيعي وزيادة دورها ونشاطها في نشر مظاهر خرافة وغيبيات وتخلف وعملية تجهيل متعمدة على نطاق واسع إلى جانب ترسيخ الاتكالية والهروب من العمل والمسئولية والوظيفية والاجتماعية ، أخذت البيئة ” الشيعية ” في العراق ــ وهنا لا نقصد التعميم المطلق ــ سيما في مناطق جنوب العراق تتقبل هذه المظاهر وتفعّلها بمظاهر أغرب وأعجب من خرافات سابقة ، فسرعان ما تحول كبش إلى مخلوق صالح ومقدس يتبرك به أناس كثيرون هناك ويرجوه تحقيق أمنياتهم ومعالجة أمراضهم لينضم إليه عمود كهرباء أووتراكتور حراثة معطوبة وصدئة ، ولكنها مزينة بخرق خضراء كدلالة على ” قدسيته ” فيتدافع جمهور غفير ليتمسح بها تبركا في جومؤثر من خشوع آسر!

فلا عجب إذن أن يظهر “نبي جديد “* في وسط هذه البيئة المتخلفة التي أضحت متخلفة إلى درجة بحيث أخذت تنحونحوالبدائية والوثنية أحيانا بمبالغة طقوسية مريبة حينا ومضحكة حينا آخر، بحيث لا يمكن المرور من جنبه مرور كرام.

إذ أن هذه البيئة نفسها باتت تشجع على ظهور هذا النوع من دجالين ومضللين دهماء يرمون من وراء ذلك الحصول على نفوذ سياسي ومالي كثير من خلال الضحك على ذقون أناس من سذج وبسطاء ، فضلا عن بعض ” المتعلمين العقائديين”.

مثلما مستنقع ما يصبح مناخا مناسبا لشتى أنواع أوبئة وجراثيم، والمناسبة نحن نتكلم عن نفس البيئة الجنوبية التي ازدهرت ذات يوم بين جنباتها حركات ثقافية وفنية وتقدمت لزمن طويل ، فهي نفسها التي منحت العراق مئات من من شعراء وكتّاب ومفكرين وفنانين ومطربين.

فيما يلي لوحة دعاية انتخابية لـ”نبي” جديد ظهر في إحدى مناطق جنوب العراق كآية الله ومرجعية أعلى لا يشق له الغبار!

مهدي قاسم

كاتب عراقي