العراق والسعودية يبحثان افتتاح خط جوي جديد للنجف

المباحثات الثنائية بين وفدين عراقي وسعودي من هيئة طيران البلدين تأتي تتويجا ضمن جهود واسعة لتعزيز العلاقات واستكمالا لاتفاقيات أبرمتها الرياض وبغداد، فيما تأتي أيضا بعد أيام من زيارة عبدالمهدي للسعودية.

تحركات سعودية مكثفة لقطع الطريق على التغلغل الإيراني في العراق
إيران استغلت ابتعاد العرب عن الساحة العراقية لزيادة نفوذها
العراق والسعودية أبرمتا اتفاقيات اقتصادية مهمة على طريق تعزيز العلاقات
للنجف رمزية دينية كونها المدينة المقدسة لدى الشيعة

بغداد - بحث مسؤولون في سلطات الطيران العراقية ووفد من سلطة الطيران المدني السعودية اليوم الأحد، افتتاح خط جديد إلى مطار النجف الدولي (جنوبي العراق).

وللنجف رمزية دينية كونها المدينة المقدسة لدى الشيعة وتضم المراقد الشيعية والحوزة العلمية المحلية. وتسعى قوى عراقية وطنية شيعية لترسيخ مرجعية الحوزة المحلية في مواجهة مرجعية قم الإيرانية.

وتمثل النجف من الناحية الاقتصادية مجالا مهما وحيويا بالنسبة للسعودية حيث أنها إحدى أبرز مدن العراق ومركز المحافظة ويتجاوز عدد سكانها المليون نسمة وتعتبر المدينة الخامسة من حيث عدد السكان.

وهي أيضا إحدى المدن المهمة في العراق لوجود مرقد علي بن أبي طالب أول الأئمة عند الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين عند السنّة ومركزا للحوزة العلمية الشيعية في العراق.

الحكومتان العراقية والسعودية وقعتا لأول مرة منذ عقود 13 اتفاقية في مجالات الطاقة والنفط والاستثمار والزراعة

وخلال وقت سابق الأحد وصل الوفد السعودي إلى محافظة النجف (ذات الغالبية الشيعية)، لبحث افتتاح الخط.

وقال مراد جميل من قسم تشريفات مطار النجف إن "الوفد دخل اجتماعا مغلقا حال وصوله مع مسؤولين عراقيين في إدارة مطار النجف إلى جانب مسؤولين من الحكومة الاتحادية".

وكانت الحكومتان العراقية والسعودية وقعتا في 17 أبريل/نيسان لأول مرة منذ عقود على 13 اتفاقية في مجالات الطاقة والنفط والاستثمار والزراعة.

واستأنفت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع العراق في ديسمبر/كانون الأول 2015 بعد 25 عاما من انقطاعها جراء الغزو العراقي للكويت عام 1990.

وبعد عقود من التوتر بدأت العلاقات تتحسن عقب زيارة لبغداد في 25 فبراير/شباط 2017، قام بها وزير الخارجية السعودي في تلك الفترة عادل الجبير.

ويرى مراقبون أن العراق يمثل إحدى ساحات التنافس على النفوذ الإقليمي بين السعودية وإيران، المرتبطة بعلاقات وثيقة مع معظم القوى السياسية الشيعية في بغداد.

وأتاح الغياب العربي عن الساحة العراقية بعد غزو العراق في 2003، لإيران التغلغل في مفاصل الدولة العراقية.

وتحركت السعودية في السنوات الأخيرة لإعادة العراق إلى حضنه العربي وعمقه الخليجي قطعا للطريق على التمدد الإيراني ودعما للدولة الجارة في التخلص من الهيمنة الإيرانية على مقدراته.

وتبادل مسؤولا البلدين الزيارات وكان أرفعها تلك التي قام بها رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في أكتوبر/تشرين الثاني 2017. كما قام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رجل الدين والسياسي الشيعي النافذ بزيارة للملكة في يوليو/تموز من العام ذاته.

وفي إطار تعزيز العلاقات وتوسيع مجال التعاون، استقبلت الرياض في السابع عشر من الشهر الحالي، رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي.

وفي مؤتمره الصحفي الأسبوعي قبل زيارته الرياض قال عبدالمهدي إن "العراق أمام تحول كبير في علاقاته مع السعودية"، مضيفا أن "زيارته إلى السعودية ستكون مكشوفة وأمام الجميع".

وتحدثت وكالة الأنباء السعودية عن "رغبة سياسية في الرياض وبغداد لتعميق العلاقات بين البلدين، لتكون انطلاقة جديدة لمرحلة جديدة".