العراق والكويت يتفقان على تشكيل لجنة لترسيم الحدود البحرية

الكويت تقرر فتح ملحقية تجارية في قنصليتها بالبصرة، بهدف تنشيط التبادل بين البلدين.

بغداد - توّجت مباحثات جرت اليوم الأحد في بغداد بين وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الكويتي الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح باتفاق على تشكيل لجنة عليا لإنهاء ملف ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون التجاري بين البلدين الجارين.

وقال وزير الخارجية العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي "تحدثنا في ملف ترسيم الحدود وكان هناك نقاش مستفيض في هذه المسألة".

وتابع أنه تمّ التأكيد على "الاستمرار في النقاشات المتعلقة بهذه المسألة من خلال اللجان الفنية المختلفة"، مضيفاً أنه "سوف يكون هناك لجنة عليا لاجراء الحوارات مع الجانب الكويتي ستشرف على كل اللجان الفرعية"، مشيرا إلى أنه "تم التأكيد على إنهاء المسائل الحدودية والملف الحدودي".

وأشار حسين إلى أنه تم التطرق إلى كيفية التعاون والتنسيق بين خفر السواحل الكويتية والعراقية وحماية الصيادين العراقيين.

بدوره قال وزير الخارجية الكويتي خلال المؤتمر إنه "كان أيضا هناك توافق كامل في وجهات النظر على أهمية حلّ المشاكل العالقة بين الدولتين وعلى رأسها موضوع إنهاء ترسيم الحدود البحرية بين البلدين".

وأضاف أن "هناك اجتماعا للجنة الفنية القانونية في 14 أغسطس/آب في بغداد لاستكمال التشاور بالنسبة لإنهاء ترسيم الحدود البحرية"، كما أعلن أن بلاده قررت فتح ملحقية تجارية في قنصليتها بمدينة البصرة جنوبي العراق.

وقال محافظ البصرة أسعد العيداني الذي شارك في اجتماعات وزير الخارجية الكويتي مع نظيره العراقي "ناقشنا تعزيز التجارة بين البلدين التي تعتبر تاريخية"، مضيفا أن "البصرة هي بوابة العراق إلى دول الخليج وبالذات من خلال الكويت"، وفق وكالة "شفق" نيوز الكردية.

وحددت الأمم المتحدة في العام 1993 الحدود البحرية والبرية بين البلدين إثر غزو العراق للكويت في العام 1990. وأعرب مسؤولون عراقيون في الماضي عن استعدادهم للاعتراف بالحدود البرية مع الكويت، لكن الحدود البحرية لا تزال تشكّل نقطة خلاف بينهما، حيث أن بغداد تريد أن يضمن لها ترسيم الحدود القدرة على الوصول إلى بحر الخليج الذي تحتاج إليه اقتصاديا ولصادراتها النفطية.

ولا يزال الملف عالقا منذ سنوات ويصادر خفر السواحل الكويتي أحيانا مراكب صيادين عراقيين أو يقومون بتوقيفهم لدخولهم بشكل غير قانوني في المياه الإقليمية الكويتية.

وتسعى الحكومة الحالية في العراق برئاسة محمد شياع السوداني إلى التقارب مع دول الخليج، حيث تريد بغداد تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة تجارة المخدرات وتلقّت في الأشهر الأخيرة زيارات من مسؤولين رفيعين من تلك الدول.

وإبان نظام صدام حسين اجتاح الجيش العراقي في أغسطس/آب 1990 دولة الكويت وضم هذه الإمارة الصغيرة الغنية بالنفط إلى العراق، قبل أن يطرده تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة بعد سبعة أشهر. وبعد ذلك خضع البلد لحصار اقتصادي دام 13 عاما واضطر إلى دفع تعويضات حرب كبيرة للكويت عبر الأمم المتحدة.

وأنهت بغداد بحلول عام 2021 دفع كامل التعويضات المترتبة عليها، أي أكثر من 52 مليار دولار بعد مرور أكثر من 30 عاماً على غزو الكويت.