العراق يتحسب لإغلاق هرمز بالبحث عن ممرات بديلة

بغداد تعتبر قطع طرق تصدير النفط في الخليج كارثة على اقتصادها وبرلمانيون يدعون إلى عقد جلسة طارئة مع وزراء النفط والتجارة والتخطيط والنقل من أجل الاستعداد لمواجهة الأخطار المحتملة.
لم تطرأ أي تغييرات على إنتاج العراق وصادراته نتيجة التطورات الأخيرة
العراق يعتبر الممرات المائية الخليجية شريان حياة

بغداد - أعلن المتحدث باسم وزارة النفط العراقية الاثنين ان سلطات بلاده تدرس بدائل في حال أدى تصاعد التوتر الأميركي الإيراني إلى قطع طرق التصدير عبر الخليج، الأمر الذي أعتبره مراقبون "كارثيا".

واتهمت الولايات المتحدة إيران بمهاجمة ناقلتا نفط نروجية ويابانية كانتا تبحران في خليج عمان ما أثار مخاوف من احتمال تهديد شحنات النفط العالمية عبر هذا الممر المائي الرئيسي.

وقال عاصم جهاد"لا يوجد منفذ يعوّض عن المنفذ الجنوبي والبدائل محدودة، هذا مصدر قلق للسوق النفطي في العالم".

لا يوجد منفذ يعوّض عن المنفذ الجنوبي والبدائل محدودة، هذا مصدر قلق للسوق النفطي في العالم

ودعا برلمانيون إلى عقد جلسة طارئة مع وزراء النفط والتجارة والتخطيط والنقل من أجل "الاستعداد لمواجهة الأخطار المحتملة".

وكانت وزارة النفط العراقية أعلنت في أيار/مايو تصدير 3,4 ملايين برميل يوميا عبر الموانىء المطلة على الخليج، مقابل 100 الف برميل يوميا فقط، عبر ميناء جيهان التركي.

وقال مظهر صالح المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي، ان "الغالبية الكاسحة من صادراتنا تمر عبر هذا المنفذ، إذا وقعت اشتباكات بين السفن ستؤثر على مرور النفط ونحن سنتضرر،ستكون كارثة للعراق".

ولم تطرأ أي تغييرات على إنتاج العراق وصادراته نتيجة التطورات الأخيرة، كما قال جهاد، الأمر الذي اكده موقع "كليبر ديتا" التي تتابع حركة ناقلات النفط في المنطقة.

وتعتمد ميزانية العراق، الذي يعد حاليًا خامس أكبر مصدر للنفط في العالم، بشكل كامل على عائدات النفط.

وقالت ربى الحصري المتخصصة بالشؤون النفطية،إن "خسارة عائدات النفط ، ولو ليوم واحد، ستكون كارثية".

خسارة عائدات النفط ، ولو ليوم واحد، ستكون كارثية

وأضافت "اذا فقد العراق القدرة على تصدير نفطه الخام عبر الخليج فسيتم خنقه تماما فالممرات المائية الخليجية هي شريان الحياة بالنسبة لهذا البلد".

وتاتي المخاوف العراقية تزامنا مع قرار الولايات المتحدة للمرة الثالثة تمديد إعفاء العراق مدة 90 يوما من العقوبات التي فرضتها على ايران تتيح له استيراد الكهرباء والغاز اللذين يعتمد عليهما بشدة خصوصا في الصيف الساخن الذي تشهد البلاد.

وقال مسؤول حكومي عراقي رفيع قريب على المفاوضات السبت إن العراق ضمن تمديداً جديداً لمدة 90 يوماً لاستيراد الطاقة الإيرانية بعد مفاوضات طويلة مع الولايات المتحدة حتى الأيام الاخيرة قبل انتهاء مهلة الاعفاء".

والاعفاء يعد أمرا حيويا بالنسبة للعراق الذي يقع في منطقة حرارية ساخنة وحيث تتجاوز درجات الحرارة هذا العام المعدلات الموسمية بكثير، ما يزيد استهلاك الكهرباء مع الخشية من تجدد التظاهرات المنددة بنقص الخدمات العامة والتي تنطلق في بداية الصيف.

وأعادت واشنطن فرض عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني في تشرين الثاني/نوفمبر بعد انسحابها من الاتفاق النووي الموقع بين الدول العظمى وطهران في 2018.

ويعد نقص الطاقة الذي غالبا ما يترك المنازل بلا كهرباء لمدة تصل إلى 20 ساعة في اليوم، عاملا رئيسيا وراء أسابيع من الاحتجاجات الكبيرة في العراق خلال الصيف.

وللتغلب على هذا النقص، يستورد العراق ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران لمصانعه، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية.

وهذا الاعتماد غير مريح بالنسبة للولايات المتحدة التي سعت لتقليص نفوذ طهران وإعادة فرض العقوبات على المؤسسات المالية الإيرانية وخطوط الشحن وقطاع الطاقة والمنتجات النفطية.

وكان مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية قد دعا في مارس/اذار العراق الى توسيع الطاقة الإنتاجية وتنويع مصادر الواردات "قائلا بان ذلك سيُمكّن بغداد من تعزيز اقتصادها وتنميته" ويُشجّع على قيام "عراق موحد وديموقراطي ومزدهر ومتحرر من تأثير إيران الضار".

مضيق هرمز
ايران تهدد دائما بغلق مضيق هرمز امام الملاحة الدولية

وتمر ثلث إمدادات النفط المنقولة بحراً في العالم عبر مضيق هرمز. وهددت إيران مراراً بإغلاق هذا المضيق في حال حدوث نزاع مع الولايات المتحدة، فيما تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبو، الأحد أن واشنطن ستضمن إستمرار الشحنات عبره.

ويتخوف الساسة العراقيون من تاثيرات الصراع الاميركي الايراني في المنطقة على الاستقرار في العراق.

وأكد الرئيس العراقي برهم صالح، السبت 1 حزيران/يونيو، أن ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلب تعاونا وتفهما من الأشقاء والجيران والأصدقاء،

واعتبر صالح أن "المنطقة بحاجة إلى استقرار مبني على منظومة للأمن المشترك، يعتمد احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ونبذ العنف والتطرف".
وأوضح أن "ترسيخ الاستقرار في العراق يتطلب تعاونا وتفهما من الأشقاء والجيران والأصدقاء، مما يحتّم على كل الأشقاء دعمنا والوقوف إلى جانبنا، لأن العراق أحد أهم ركائز المنطقة".
وتابع: "أي تصادم في منطقتنا سيعرض أمن العراق للتهديد، ومن هذا المنطلق، منطلق مصلحتنا العراقية، ومنطلق حرصنا على أمن المنطقة، ومنطلق حرصنا على أمن أشقائنا والأمن القومي العربي، فالعراق سيعمل على بذل قصارى جهده لفتح باب الحوار البناء".

وشدد الرئيس العراقي على "ضرورة تبني الحوار المباشر، ونبذ العنف والحرب".