العراق يحتج رسميا على انتهاك تركيا لسيادته

الانتهاكات التركية لسيادة العراق ليست استثناء في خضم سلسلة خروقات مستمرة منذ سنوات إلا أنها تشكل أيضا اختبارا لمدى صبر الجانب العراقي على تلك الاستفزازات.
أنقرة تتجاهل علاقات حسن الجوار والمواثيق والأعراف الدبلوماسية
تركيا استمرأت صمت بغداد على انتهاكاتها السابقة لأجواء العراق
تركيا نفذت مرارا عمليات داخل العراق دون تنسيق مع بغداد

بغداد - استدعت بغداد الثلاثاء السفير التركي وسلّمته رسالة احتجاج رسمية على الضربات الجوية التي شنّتها أنقرة ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، في انتهاك جديد للسيادة العراقية وفي ما يبدو اختبارا تركيا لمدى صبر الجانب العراقي على تلك الانتهاكات التي لا تشكل استثناء في خضم خروقات متواصلة منذ سنوات.

وسبق للقوات التركية أن قصفت مواقع للمتمردين الأكراد في السنوات الماضية كما نشرت في السابق قوات قرب الموصل خلال الحرب على تنظيم داعش ودخلت أنقرة في خلاف مع بغداد التي لوحت باللجوء إلى مجلس الأمن في حال رفض الجانب التركي سحب قواته.

وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان أنها أدانت الانتهاك التركي لسيادة العراق خلال عملية جوية تركية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني.

ونفدت تركيا في السابق غارات جوية وقصفا بالمدفعية على مواقع للمتمردين الأكراد دون تنسيق أو تشاور مع الجهات العراقية الرسمية في انتهاك للمواثيق الدولية والأعراف الدبلوماسية.

وتصنف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، "تنظيما إرهابيا".

وقواعد حزب العمال الكردستاني غير مصرح بها، لكن الإدارة الكردية المستقلة في شمال العراق تتسامح مع وجودها ضمنيا.

وشنّ الجيش التركي الذي يقوم باستمرار بعمليات ضد حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا وقواعده عبر الحدود، مساء الأحد غارات على جبل قنديل وسنجار وهاكورك في شمال العراق.

وقالت الخارجية العراقية إنه رغم أن الهجمات الجويّة لم تسفر عن وقوع إصابات، إلا أنها "روّعت السكان".

وأمس الاثنين طالب العراق، تركيا بإيقاف اختراق أجوائه، مستنكرا تلك العمليات التي وصفها بـ"الاستفزازية" التي استهدفت مجددا مخيما للاجئين شمال البلاد.

وقالت العمليات العراقية المشتركة في بيان "نستنكر اختراق الأجواء العراقية من قبل الطائرات التركية الذي حصل مساء الأحد مِن خلال 18 طائرة متجهة باتجاه سنجار ومخمور والكوير وأربيل وصولا إلى قضاء الشرقاط بعمق 193 كلم مِن الحدود التركية داخل الأجواء العراقية واستهدف مخيم للاجئين قرب مخمور وسنجار".

وأوضح البيان أن "الطائرات التركية عاودت الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة من ليلة الأحد"، منددة بهذا "التصرف الاستفزازي" الذي "لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية ويعد انتهاكا صارخا للسيادة العراقية".

وطالبت القوات المشتركة العراقية أنقرة بـ"إيقاف هذه الانتهاكات احتراما والتزاما بالمصالح المشتركة بين البلدين"، داعية إلى "عدم تكرارها" واللجوء إلى التعاون سلميا لضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.