العراق يحشد دوليا لمنع هجوم إسرائيلي

الخارجية العراقية توجه رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للرد على التهديدات الإسرائيلية.
الخارجية تؤكد أن العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إيران

بغداد - يحاول العراق تجنب ضربة إسرائيلية وذلك بعد التهديدات التي يوجهها المسؤولون في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرب بنى تحتية واغتيال قيادات عراقية ردا على الهجمات التي تنفذها الميليشيات الموالية لإيران باستخدام المسيرات.
ووجهت وزارة الخارجية العراقية رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي للرد على التهديدات الإسرائيلية.
وقالت الوزارة وفق ما نشرته وكالة الانباء الرسمية العراقية "أن العراق يُعدّ ركيزة للاستقرار في محيطه الإقليمي والدولي، ومن بين الدول الأكثر التزاماً بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وتابعت "رسالة إسرائيل إلى مجلس الأمن تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة".

وكانت الحكومة الإسرائيلية وجهت الاثنين الماضي رسالة إلى مجلس الأمن الدولي تحضه فيها على الضغط على الحكومة العراقية لوضع حدّ لهجمات تشنّها على الدولة العبرية مليشيات موالية لإيران.
وقد رفض رئيس الحكومة العراقية محمد عياش السوداني تلك التهديدات جملة وتفصيلا قائلا ان "العراق يرفض هذه التهديدات، وقرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق".
وشددت وزارة الخارجية العراقية "أن لجوء العراق إلى مجلس الأمن يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة ولبنان، وإلزام إسرائيل بوقف العنف المستمر في المنطقة والكف عن إطلاق التهديدات".
وقالت "ان العراق كان حريصاً على ضبط النفس فيما يتعلق باستخدام أجوائه لاستهداف إحدى دول الجوار، مؤكدةً أهمية تدخل المجتمع الدولي لوقف هذه السلوكيات العدوانية، التي تشكل انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي" وذلك في اشارة للهجوم على ايرانودعت "لتضافر الجهود الدولية لإيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
وغالبا ما تعلن هذه الفصائل العراقية المدعومة من طهران مسؤوليتها عن هجمات بمسيّرات على إسرائيل التي تعترض دفاعاتها الجوية عددا منها.
لكن في مطلع تشرين الأول/أكتوبر أسفرت مسيّرة أطلقت من العراق عن مقتل جنديين إسرائيليين وجرح 24 آخرين في قاعدة عسكرية في الجولان السوري المحتل.
وكانت صحيفة معاريف العبرية قالت وفق مصادر استخباراتية أن إسرائيل اتهمت إيران بتهريب صواريخ باليستية إلى العراق عبر صهاريج لكي تستخدمها الفصائل الموالية لها في هجماتها على الدولة العبرية.
وعلى ضوء التهديدات الإسرائيلية عبر عدد من السياسيين الموالين لإيران عن قلقهم من إمكانية استهداف العراق على ضوء التوتر الإقليمي حيث دعا كل من عمار الحكيم زعيم تيار الحكمة الوطني العراقي ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي للتهدئة وحصر السلاح بيد الدولة والعمل على مسارات محددة بشكل لا ينجر فيها العراق لحرب إقليمية.
واعتبر هذا الموقف قريبا من موقف المرجع العراقي علي السيستاني الذي دعا الى حصر السلاح بيد الدولة والتفكير في مصالح البلد.
كما التقى مسؤولون عراقيون بنظرائهم الإيرانيين لمطالبتهم بالعمل على الضغط على الميليشيات لوقف الهجمات.
وبداية الشهر الجاري التقى مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي عدد من المسؤولين الإيرانيين لبحث مسائل امنية من بينها التوتر الإقليمي فيما تقول مصادر أن الجانب العراقي قوبل بردود إيرانية باردة.