العراق يحيي ذكرى قصف ملجأ العامرية

بغداد - من كمال طه
صور بعض شهداء ملجأ العامرية

تذكر مديرة ملجأ العامرية بحزن يوم اطلق صاروخان على ملجأ العامرية خلال حرب الخليج (1991)، الذي احيا العراق الثلاثاء ذكرى قصفه، ليجعلاه "اشبه بمقبرة جماعية" على حد تعبيرها.
وكان قصف هذا الملجأ الواقع في غرب بغداد قد ادى الى سقوط 407 قتلى من المدنيين خلال حرب الخليج (1991).
وقد خصصت الوزارات والجامعات والمؤسسات والمدارس العراقية الساعة الاولى من دوامها للحديث عن قصف الملجأ خلال حرب الخليج (1991) بصاروخين احدثا دمارا هائلا لم يسلم منه سوى 14 شخصا كانوا قرب الباب والقت بهم قوة الانفجار الى الخارج.
وقالت انتصار احمد السامرائي ان المقيمين في الملجأ من "نساء واطفال وشيوخ كانوا ينامون في الطابق العلوي عندما اطلقت طائرة اميركية صاروخا من طراز «سمارت» يزن طنين، تبعه صاروخ آخر بعد اربع دقائق".
واضافت السامرائي ان الطابق العلوي المخصص للنوم في الملجأ اصبح "اشبه بمقبرة جماعية تضم جثثا متفحمة واخرى تحولت الى رماد بينما ارتفعت درجة الحرارة الى حدود لا تطاق".
وتابعت ان كثيرين من الذين كانوا في الطابق السفلي المخصص للخدمات "اصيبوا بنزيف بالدماغ من شدة الانفجار بينما خرجت الدماء من انوف وافواه آخرين".
وقالت السامرائي ان "ارتفاع درجات الحرارة صعب كثيرا من عمل رجال الاطفاء الذين هرعوا الى مكان الحادث"، مشيرة الى ان "المياه المنبعثة من خراطيم الاطفاء كانت تتحول الى بخار حتى قبل ان تطول ارض الملجأ".
وحملت وكالة الانباء العراقية اليوم بعنف على الولايات المتحدة، معتبرة ان "جريمة ملجأ العامرية ستبقى عارا عليهم"، معتبرة انها تشكل احدى "بصمات الحقد الاميركي ونموذجا لدعاة الانسانية والتحضر وحقوق الانسان التي يتشدقون بها زورا وبهتانا".
ورأت ان واشنطن "انتهكت كل الاعراف والمواثيق الدولية التي تحرم قصف الملاجئ الآمنة والاحياء السكنية والمنشآت المدنية".
وملجأ العامرية هو احد 34 ملجأ شيدتها سلطات الدفاع الوطني في العاصمة العراقية بغداد. وتؤكد الارقام العراقية الرسمية ان 407 اشخاص قتلوا في قصف ملجأ العامرية الذي كان يأوي عراقيين وعددا من الفلسطينيين والسوريين والمصريين.
وقرر مجلس الوزراء العراقي في آب/اغسطس 2000 تحويل الملجأ الى متحف يثبت "حجم الجريمة التي ارتكبتها" الادارة الاميركية ضد المدنيين العراقيين.
وحتى اليوم ما زالت خصلات من شعر النساء وبقايا من جلد اجساد القتلى ملتصقة باحد الجدران التي علقت عليها صورا بالاسود والابيض لمعظم القتلى الذي كان بينهم عدد كبير من الاطفال.
وفي مثل هذا اليوم من كل عام يرفع الاذان في المساجد العراقية وتقرع اجراس الكنائس وتقام صلاة الغائب وتطلق المدفعية احدى وعشرين طلقة عند كل اذان في المدن العراقية.
وتقيم وزارة الاعلام احتفالا خاصا للاطفال الذين قتلوا في الملجأ، بينما يضع العراقيون على صدورهم شارة يطلق عليها اسم "وردة الشهيد" تخليدا للقتلى.
وقد قررت السلطات العراقية اقامة نصب يخلد ذكرى ضحايا قصف الملجأ صممه الفنان العراقي علاء بشير.