العراق يدخل عهدا تجاريا جديدا بالانضمام إلى نظام تير العالمي
بغداد – انضم العراق رسميًا إلى الاتحاد الدولي للنقل البري وفق نظام "تير" ما يعد إنجازًا مهمًا سيجني العراق ثماره ويضع البلاد على أعتاب مرحلة جديدة من الاستثمارات الواعدة والتجارة البينية مع العديد من الدول في المنطقة.
وأكد مدير عام الشركة العامة للنقل البري، مرتضى كريم الشحماني، أنه مع هذا الإنجاز يُهيئ العراق نفسهُ لتعزيز مكانته كمركز تجاري رئيسي في الشرق الأوسط مما يجعل نقل البضائع أكثر كفاءة وأمناً عبرَ حدود البلاد وخارجها .
وسيُصبح النظام جاهزًا للعمل بكامل طاقته في العراق اعتباراً من مطلع أبريل القادم، وأفاد موقع "النشرة الاميركية للنقل" المتخصص بشؤون الشحن التجاري، بأن العراق سيبدأ في الاسبوع المقبل تطبيق نظام عالمي للنقل، ما سيشكل بداية عهد جديد في مجال الخدمات اللوجستية والتجارة الدولية.
و"تير" هو نظام عبور جمركي دولي يسمح للبضائع بالمرور من بلد المنشأ الى بلد المقصد في حاويات تحميل مختومة مع رقابة جمركية على طول سلسلة التوريد، وهي ما يسمح لشركات النقل والسلطات الجمركية بادخار الوقت والمال بشكلٍ كبير على الحدود.
وبالإضافة الى ذلك، فإن نظام"تير" سيؤدي دورا مهما في تحويل مشروع "طريق التنمية" في العراق إلى واقع، مذكرا بأن هذا المشروع سيربط جنوب العراق بشماله، كما يوفر معبرا تجاريا فعالا يربط اسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا واوروبا.
وبحسب التقرير الأميركي، فإن شركات الخدمات اللوجستية والنقل مستعدة للبدء بتطبيق عمليات "تير" من نقاط انطلاق مثل مرسين في تركيا إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر ميناء أم قصر العراقي، مضيفا أن العمليات التجريبية أظهرت أن هذه الرحلة يمكن استكمالها خلال أقل من اسبوع، مقارنة بحد أدنى 14 يوما عبر البحر الاحمر، أو 26 يوما إذا اضطرت السفينة للدوران حول افريقيا.
وقال وزير النقل العراقي رزاق السعداوي، إن "تشغيل نظام تير في العراق، والذي لعب الاتحاد الدولي للنقل البري دورا مهما فيه يشكل انجازا كبيرا، حيث يضع البلد عند مرحلة جديدة من الاستثمارات المحتملة والتجارة البينية مع جيراننا والدول الاخرى في المنطقة".
وأضاف السعداوي أن النظام العالمي سيستفيد من الموقع الاستراتيجي للعراق ويساهم في تعزيز كفاءة التجارة العابرة للحدود، مشيرا الى ان هذه الخطوة التي يدعمها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ستؤدي الى الحد من وقت النقل بنسبة 80 بالمئة والتكاليف بنسبة 38 بالمئة، مما سيوفر فوائد اقتصادية كبيرة وفرص عمل.
وأشار إلى أن العراق عمل طوال العامين الماضيين على تطوير البنية التحتية للنقل البري بالتعاون مع جميع الجهات المعنية. ولفت الى "اننا ملتزمون بتعظيم فوائد النظام في العراق لدعم قطاع النقل والاقتصاد الوطني".
كما عبر الأمين العام لاتحاد النقل البري الدولي امبرتو دي بريتو، عن حماسه لهذا الانجاز "التاريخي" حيث نقل التقرير عنه قوله انه "طوال 8 عقود تقريبا، ساهم نظام تير في تعزيز التجارة الامنة، وانا اتطلع لرؤية اول شاحنة تير تعبر الاراضي العراقية"، مشيرا إلى ان هذه الشاحنات ستعبر البلد بسلاسة وستتحرك عبر ممرات توفر مستوى عاليا من الأمن، مما سيفتح فصلا جديدا لدور العراق في التجارة الدولية.
ونقل التقرير كذلك، عن دي بريتو قوله أنه في ظل مع انخفاض اوقات النقل والتكاليف في جميع انحاء البلاد والمنطقة، سيكون هذا لحظة تاريخية للتجارة العالمية ولتعزيز التكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط.
وخلص إلى أنه من خلال دمج نظام التصريح المسبق الإلكتروني للنظام مع منصة تير العراقية المحلية، فإن ذلك سيتيح تقديم معلومات الشحن مسبقا، مما يعزز كفاءة الاجراءات الجمركية، مضيفا أنه خلال رحلة الشحنة، يمكن مراقبة الشاحنات بدقة باستخدام تقنية "جي.بي.إس"، مع وجود نقاط تفتيش منتظمة لضمان امن الشحنات ووسائل النقل حتى تصل الى وجهتها النهائية بأمان وفي وقتها المحدد.